حكم الجماع من الدبر مع بيان مخاطره الطبية

تعرف على الحكم الشرعي للجماع من الدبر في الإسلام، مع الأدلة من القرآن والسنة وأقوال العلماء، وبيان الحالة الجائزة، وما يجب على الزوجة، وهل يؤدي إلى الطلاق، إضافة إلى أخطر المخاطر الطبية للجنس الشرجي.

حكم الجماع من الدبر مع بيان مخاطره الطبية
حكم الجماع من الدبر مع بيان مخاطره الطبية
  • مقدمة

    العلاقة الزوجية في الإسلام علاقة قائمة على المودة والرحمة، أباح الله فيها للزوجين ما يحفظ عفتهما، وحدد الضوابط التي تصون فطرتهما وتجنبهما الحرام. ومن المسائل التي يكثر السؤال عنها: حكم الجماع من الدبر.
    في هذا المقال نعرض الحكم الشرعي بالتفصيل مع الأدلة من القرآن والسنة، ثم نوضح الحالة الجائزة، وما يجب على الزوجة، وهل تطلق الزوجة بسببه، وأخيرًا نبين المخاطر الطبية التي حذر منها الأطباء.

  • الحكم الشرعي للجماع من الدبر

    الجماع في الدبر – أي الإيلاج في فتحة الشرج – محرم تحريمًا غليظًا، وهو من كبائر الذنوب بإجماع العلماء.

    • وصفه بعضهم بأنه "فعل قوم لوط" لما فيه من مجانبة الفطرة.
    • لم يرد في الشرع ما يبيحه، بل جاءت النصوص في تحريمه ولعن فاعله.
  • الأدلة الشرعية في ذم هذا الفعل

    من القرآن الكريم

    قال الله تعالى:

    "نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ" [البقرة: 223].
    موضع الحرث هو القبل، إذ فيه الزرع والنسل، أما الدبر فليس موضعًا للحرث.

    من السنة النبوية

    • قال النبي ﷺ: "لا ينظر الله إلى رجل أتى امرأته في دبرها" [رواه الترمذي وابن حبان وصححه ابن خزيمة].
    • وقال ﷺ: "ملعون من أتى امرأته في دبرها" [رواه أحمد وأبو داود والنسائي].

    إجماع العلماء

    • نقل ابن تيمية وغيره أن جمهور السلف والخلف على تحريمه، وعدّوه من الكبائر.
    • نص الفقهاء على أن من أصر عليه فقد فجر، ووجب نصحه وزجره.
  • الحالة الجائزة

    المقصود هنا أن يأتي الرجل زوجته من جهة الدبر لكن يكون الإيلاج في القبل، لا في الدبر.

    • قال عمر بن الخطاب للنبي ﷺ: "هلكت يا رسول الله! حولت رحلي البارحة". فقال ﷺ: "اقبل وأدبر، واتق الدبر والحيضة" [رواه الترمذي].
    • أي أن للرجل أن يأتي زوجته بأي وضعية شاء، شرط أن يكون الإيلاج في موضع الحرث (القبل).
  • ما يجب على الزوجة فعله إذا أراد زوجها جماعها من الدبر

    • يحرم على الزوجة أن تطيع زوجها في هذا الفعل المحرم، لقوله ﷺ: "إنما الطاعة في المعروف".
    • إذا أصر الزوج على إجبارها، فلها أن ترفع الأمر إلى القضاء الشرعي ليجبره على الكف أو يطلقها.
    • لا يجوز لها التهاون في ذلك، لأنه معصية عظيمة تضر بدينها وصحتها.
  • هل تطلق الزوجة بسبب هذا الفعل؟

    • مجرد فعل الزوج لهذا المنكر لا يوقع الطلاق.
    • إذا تاب وتوقف، فالعلاقة الزوجية باقية.
    • إذا تكرر الفعل وصار عادة، وأقرت الزوجة به أو لم تستطع دفعه، نص العلماء على أن للقاضي أن يفرق بينهما.
    • هذا التفريق ليس تحريمًا أبديًا، فإذا تاب الزوجان جاز لهما الاجتماع من جديد.
  • المخاطر الطبية للجنس الشرجي

    1. خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)

    • الجنس الشرجي هو أكثر السلوكيات الجنسية خطورة في نقل العدوى بفيروس HIV.
    • احتمالية إصابة الطرف المستقبل أكبر بـ 13 مرة مقارنة بالجنس المهبلي.
    • بطانة المستقيم رقيقة وسريعة التمزق مما يسهل دخول الفيروس.

    2. الأمراض المنقولة جنسيًا

    منها: الكلاميديا، السيلان، الزهري، الهربس.
    حتى مع استخدام الواقي الذكري، يبقى خطر انتقال بعضها قائمًا بسبب تلامس الجلد.

    3. الأمراض المعدية الأخرى

    • التهاب الكبد B وC.
    • عدوى الطفيليات مثل الجيارديا والأميبات.
    • العدوى البكتيرية مثل السالمونيلا والشيغيلية والكامبيلوباكتر وE.coli.

    4. المضاعفات الصحية

    • الشرخ الشرجي.
    • البواسير.
    • سلس البراز.
    • نزيف متكرر بسبب التمزق.
  • الخاتمة

    الجماع في الدبر فعل محرم شرعًا، دلّت النصوص على لعنة فاعله وحرمانه من نظر الله إليه يوم القيامة. وهو فوق ذلك يحمل أضرارًا طبية جسيمة تهدد صحة الزوجين.
    والطريق الشرعي الصحيح هو حفظ العلاقة في إطارها المشروع، في القبل، حيث جعل الله موضع الحرث والنسل، والتوبة من هذا الفعل إذا وقع، طلبًا لرحمة الله ورضوانه.