فضل سورة الدخان وفوائدها الروحانية
تعرف على فضل سورة الدخان وأهم فوائدها الروحانية، مع بيان الأحاديث الواردة في فضلها وحكمها، إضافةً إلى موضوعات السورة ومقاصدها العظيمة، ودورها في تذكير المسلم بعظمة القرآن وأهوال يوم القيامة.

-
مقدمة
سورة الدخان من السور المكية التي تحمل في آياتها رسائل عظيمة للمؤمنين، فهي تسلط الضوء على عظمة القرآن الكريم، وتكشف مصير المكذبين والمعاندين، وتطمئن قلوب المؤمنين بوعد الله بالنصر والتمكين. ورغم أن بعض الأحاديث الواردة في فضلها لم تثبت صحتها، فإن للسورة مكانة بارزة بين سور القرآن الكريم لما تحمله من معانٍ عقدية وتربوية وروحانية.
-
التعريف بسورة الدخان
- الاسم: سورة الدخان.
- عدد آياتها: 59 آية.
- مكان النزول: مكية.
- ترتيبها في المصحف: السورة رقم (44).
- موضعها: في الجزء (25)، صفحة (496) في المصحف.
- سبب التسمية: سُمِّيت بـ"الدخان" لورود لفظ الدخان في قوله تعالى:
﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ﴾ [الدخان: 10].
- الاسم: سورة الدخان.
-
الأحاديث الواردة في فضل سورة الدخان
وردت عدة روايات في فضل قراءة سورة الدخان، غير أن العلماء بيّنوا ضعفها أو وضعها، ومن أبرزها:
1. حديث: "من قرأ الدخان ليلة الجمعة أصبح مغفوراً له" – رواه الترمذي، وضعفه ابن الجوزي وأورده في الموضوعات، وحكم الألباني عليه بالوضع.
2. حديث: "من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك" – رواه الترمذي، وقال: "حديث غريب"، وفيه عمر بن أبي خثعم وهو ضعيف الحديث.
3. حديث: "من قرأ حم الدخان في ليلة جمعة أو يوم جمعة بنى الله له بها بيتاً في الجنة" – رواه الطبراني، وفي إسناده فضالة بن جبير وهو ضعيف جداً.
خلاصة العلماء:
- اتفق المحدثون على أن هذه الأحاديث لا تصح عن النبي ﷺ، فلا يثبت في فضل سورة الدخان حديث مرفوع صحيح.
- ومع ذلك، أجاز بعض أهل العلم العمل بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال بشروط، بشرط عدم الاعتقاد بثبوتها أو التزامها بصفة مخصوصة كقراءتها في كل صلاة عشاء.
- اتفق المحدثون على أن هذه الأحاديث لا تصح عن النبي ﷺ، فلا يثبت في فضل سورة الدخان حديث مرفوع صحيح.
-
فضل سورة الدخان من القرآن والسنة الصحيحة
رغم ضعف الأحاديث الواردة فيها بخصوص قراءتها، فإن فضلها ثابت من حيث كونها جزءاً من القرآن الكريم، وكل آية من كتاب الله لها مكانتها وأجرها. قال النبي ﷺ:
"من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها" (رواه الترمذي).كما أن سورة الدخان من المئين التي أُوتيها النبي ﷺ مكان الزبور، لحديث واثلة بن الأسقع:
"أُعطيت مكان التوراة السبع الطوال، ومكان الزبور المئين..." – وهو حديث صحيح. -
الفوائد الروحانية لقراءة سورة الدخان
بعيداً عن ثبوت الأحاديث، فإن للقرآن كله أثر عظيم في النفس والروح، وسورة الدخان تحمل معاني إيمانية وروحانية تجعل قارئها في حال من الطمأنينة والسكينة. ومن الفوائد التي ذكرها العلماء والمهتمون بالجانب الروحي:
- تمنح القارئ راحة البال والشعور بالطمأنينة.
- تذكّر المؤمن بأن الله قادر على تغيير الأحوال من الفقر إلى الغنى ومن الضعف إلى القوة.
- تقوّي بصيرة المسلم وتعينه على التمييز بين الحق والباطل.
- تذكّر المسلم بأهوال يوم القيامة مما يجعله أكثر خشية وتقوى.
- تزرع في القلب يقيناً بأن الله هو الحافظ من كل سوء وبلاء.
- تمنح القارئ راحة البال والشعور بالطمأنينة.
-
مقاصد سورة الدخان
- تأكيد أن القرآن كتاب هداية ونور نزل من عند الله.
- بيان أن الطغيان والتكذيب عاقبته الهلاك في الدنيا والآخرة.
- إثبات أن البعث والجزاء حق، والرد على من أنكره من المشركين.
- ترسيخ مفهوم أن الفرج والنصر للمؤمنين قريب مهما طال أمد الابتلاء.
- تأكيد أن القرآن كتاب هداية ونور نزل من عند الله.
-
الخلاصة
سورة الدخان من السور العظيمة التي تحمل معاني إيمانية عميقة، فهي تذكر بعظمة القرآن ونزوله، وتكشف مصير المكذبين، وتبشر المؤمنين بالجنة. ورغم أن الأحاديث الواردة في فضلها لم تثبت صحتها، فإن قراءتها كجزء من القرآن الكريم عبادة عظيمة يؤجر عليها المسلم.
إن التعلق بسورة الدخان أو غيرها من سور القرآن لا ينبغي أن يكون من باب التزام غير ثابت شرعاً، وإنما من باب الحرص على تنويع القراءة والتدبر في جميع سور القرآن، تحقيقاً لقول الله تعالى:
﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ﴾ [ص: 29].