قول "بسم الله" عند خلع الملابس للحفظ من أعين الجن
تعرف على حكم قول "بسم الله" عند خلع الملابس، وهل يحجب العورة عن الجن؟ وما صحة زيادة "الذي لا إله إلا هو" المنتشرة بين الناس؟ أدلة شرعية وفتاوى موثوقة.

جدول المحتويات
-
مقدمة
دعاء خلع الملابس انتشرت في السنوات الأخيرة عبر وسائل التواصل رسائل تحث الناس على قول: "بسم الله الذي لا إله إلا هو" عند تبديل الملابس أو خلعها، بدعوى أن هذا الذكر يحجب عورة الإنسان عن أعين الجن ويمنعهم من رؤيتها. ومع كثرة تداول هذه العبارة، برز التساؤل عن مدى صحتها، وهل لها أصل في السنة النبوية أم أنها من الأحاديث الضعيفة؟ هذه المقالة تتناول الموضوع بدقة، مع الاعتماد على المصادر المعتبرة من كتب الحديث والفتاوى الشرعية.
-
الأحاديث الواردة في التسمية عند خلع الثياب
· ثبت في سنن الترمذي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:
«ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول: بسم الله».
(صححه الألباني وحسنه السيوطي والمناوي).· وفي رواية عند الطبراني عن أنس بن مالك رضي الله عنه:
«ستر ما بين عورات بني آدم والجن إذا وضع أحدهم ثوبه أن يقول: بسم الله».
(صححه الألباني في صحيح الجامع)يتبين من هذه الأحاديث أن التسمية مشروعة عند خلع الثياب سواء لدخول الخلاء أو عند الغسل أو تبديل الملابس، وأنها سبب في حفظ الإنسان من اطلاع الجن على عورته.
-
حكم الزيادة في الدعاء بقول: "الذي لا إله إلا هو"
· وردت هذه الزيادة في رواية ابن السني في كتاب عمل اليوم والليلة:
«ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم أن يقول الرجل المسلم إذا أراد أن يطرح ثيابه: بسم الله الذي لا إله إلا هو».· لكن أهل الحديث ضعفوا هذه الرواية بسبب وجود راوٍ متهم بالكذب وهو عبد الرحيم بن زيد العمي.
· قال الإمام المناوي: "ظاهره أنه لا يزيد الرحمن الرحيم"، وقال المباركفوري: "ولا يزيد على (بسم الله) لأن المحل ليس محل ذكر طويل".
إذن: المحفوظ هو الاقتصار على (بسم الله) دون زيادة، أما الزيادة (الذي لا إله إلا هو) فلم تثبت عن النبي ﷺ.
-
هل يضحك الشيطان ممن يترك التسمية؟
انتشر بين الناس أن الشيطان يضحك على من تعرى دون أن يذكر "بسم الله"، لكن لم يرد في ذلك حديث صحيح.
- ما ثبت فقط هو أن التسمية تحجب العورة عن الجن.
- أما الضحك والاستهزاء من الشيطان فمجرد قول بلا دليل.
- ما ثبت فقط هو أن التسمية تحجب العورة عن الجن.
-
هل تقال التسمية مرة واحدة أم عند كل خلع للثياب؟
أفتى العلماء بأنه يستحب للمسلم أن يقول "بسم الله" عند كل مرة ينزع فيها ثوبه، سواء كان ذلك عند تبديل الملابس، أو عند الاغتسال، أو عند دخول الخلاء.
- قال علي القاري في المرقاة: "الحكم عام، فيبسمل عند كل كشف للعورة".
- قال علي القاري في المرقاة: "الحكم عام، فيبسمل عند كل كشف للعورة".
-
الحكمة من هذا الذكر
1. الاستعاذة بالله من اطلاع الجن على عورة الإنسان.
2. تربية المسلم على استحضار اسم الله في جميع شؤون حياته، حتى في الأمور الخاصة.
3. الاقتداء بالنبي ﷺ الذي علّم الأمة أذكار الدخول والخروج واللباس والطعام.
-
فتاوى العلماء حول المسألة
- اللجنة الدائمة للإفتاء: المستحب عند خلع الثياب أن يقول المسلم: "بسم الله"، أما الزيادة "الذي لا إله إلا هو" فلا تصح.
- الإمام النووي في الأذكار: أورد الدعاء وبيّن أنه مشروع عند خلع الثياب للغسل أو النوم أو دخول الخلاء.
- الإمام الألباني: صحح حديث التسمية عند خلع الثوب، وضعّف الزيادات.
- اللجنة الدائمة للإفتاء: المستحب عند خلع الثياب أن يقول المسلم: "بسم الله"، أما الزيادة "الذي لا إله إلا هو" فلا تصح.
-
هل يجوز نشر الرسائل المتضمنة لهذه الزيادة؟
- إن كانت الرسالة تحث على قول: "بسم الله" فقط فهي صحيحة ويجوز نشرها.
- أما إن كانت تتضمن زيادة: "الذي لا إله إلا هو" على أنها ثابتة، فهذا لا يجوز لأن الحديث ضعيف.
- ويجوز ذكرها بشرط التنبيه إلى ضعفها، دون إلزام الناس بها.
- إن كانت الرسالة تحث على قول: "بسم الله" فقط فهي صحيحة ويجوز نشرها.
-
الخلاصة
- الذكر الثابت عند خلع الملابس هو: "بسم الله" فقط.
- لا يصح تقييده بزيادة "الذي لا إله إلا هو"، لأنها رواية ضعيفة.
- يستحب قول "بسم الله" عند كل مرة يكشف فيها المسلم عورته.
- لا دليل على أن الشيطان يضحك على من لم يذكر هذا الذكر.
- الحكمة من التسمية أنها ستر بين الإنسان والجن وحماية من اطلاعهم على عورته.
- الذكر الثابت عند خلع الملابس هو: "بسم الله" فقط.
-
الخاتمة
يتضح أن التسمية عند خلع الثياب سنة نبوية ثابتة، وأن الاقتصار على قول: "بسم الله" هو ما ورد به الدليل الصحيح. أما الزيادات المنتشرة بين الناس فضعيفة لا تثبت، فلا ينبغي إلزام المسلمين بها أو نشرها دون تبيين حكمها. ومن الجميل أن نغرس في أنفسنا وأبنائنا هذه السنة المهجورة، لنعيش حياةً مغمورة بذكر الله في كل شأن من شؤوننا.
-
مقالات ذات صلة
حكم العزل وتنظيم الحمل وموانعه في الإسلام
حكم تعري الزوجين أثناء الجماع بين الاستحباب والكراهة
قول بسم الله عند خلع الملابس للحفظ من أعين الجن
دعاء قبل الجماع الأدعية الواردة في السنة
حق الزوجة في طلب الجماع ومداعبة زوجها في الإسلام
حكم الجماع من الدبر مع بيان مخاطره الطبية