كيف يطلب الزوج زوجته للفراش في الإسلام
اكتشف كيف يطلب الزوج زوجته للفراش في الإسلام وفقًا للآداب الشرعية والهدي النبوي، مع الأدلة من القرآن والسنة، ونصائح عملية للزوجين لتحقيق المودة والرحمة في العلاقة الزوجية.

-
مقدمة
الزواج في الإسلام مؤسسة ربانية تقوم على المودة والرحمة، كما قال الله تعالى:
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم: 21].ومن أعظم مقاصده إشباع الغريزة الجنسية بوسيلة مشروعة تحفظ الإنسان من الفتنة، وتحمي المجتمع من الانحراف. ولهذا جعل الشرع الحنيف للزوج حقًا في أن يطلب زوجته للفراش، وأوجب على الزوجة إجابته ما لم يكن هناك عذر شرعي، لكنه في الوقت نفسه وضع ضوابط دقيقة تراعي الكرامة والمشاعر وتؤكد على الرحمة وحسن المعاشرة.
-
الحكم الشرعي في إجابة الزوجة لطلب زوجها
1. حق الزوج في الاستجابة
ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ:
«إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح» [رواه البخاري ومسلم].يدل هذا الحديث على أن إجابة الزوجة لزوجها واجبة، ما لم يكن لديها عذر معتبر كمرض أو مشقة.
2. حق الزوجة في المعاشرة بالمعروف
قال الله تعالى:
﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء: 19].
أي بالرفق واللين وحسن الكلام، وهذا يشمل كيفية طلب الزوج لزوجته للفراش دون إكراه أو إهانة.3. مراعاة الأعذار
الفقهاء نصوا على أن الزوجة إذا امتنعت لعذر كمرض أو حيض أو إرهاق شديد فلا إثم عليها. قال النووي رحمه الله: "المراد بالإثم إذا لم يكن لها عذر شرعي" [شرح مسلم]. -
آداب طلب الزوج زوجته للفراش
1. الكلمة الطيبة
الكلمة الحسنة مفتاح القلوب، فلا يليق بالزوج أن يطلب زوجته بأمر جاف، بل باللطف والمودة.
2. الملاطفة والمداعبة
كان النبي ﷺ يلاطف نساءه ويداعبهن قبل الجماع. قال ابن عباس رضي الله عنهما: "إني لأتزين لامرأتي كما أحب أن تتزين لي" [تفسير الطبري].
3. مراعاة حال الزوجة النفسية والجسدية
إذا كانت الزوجة متعبة أو مريضة أو متأثرة نفسيًا، فالمروءة أن يراعي الزوج ذلك. وهذا من تمام المعاشرة بالمعروف.
4. التلميح والمزاح
قد يفضل بعض الأزواج التعبير عن الرغبة بالمزاح أو النظرات أو الإشارة، مما يضفي طابعًا رومانسيًا ويزيل الحرج.
5. اجتناب العنف والإكراه
قال ﷺ: «لا يَفْرُكْ مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقًا رضي منها آخر» [رواه مسلم].
فمن مقتضى الرحمة ألا يكون الطلب بإهانة أو ضرب أو تهديد. -
إذا كانت الزوجة غاضبة من زوجها
قد يظن بعض الأزواج أن الغضب مبرر لتجاهل مشاعر الزوجة، لكن الإسلام دعا إلى الحكمة:
- إذا كانت الزوجة غاضبة أو حزينة، فالأفضل أن يبدأ الزوج بالصلح والمصالحة.
- قال الله تعالى: ﴿فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾ [البقرة: 229].
- فالمعاشرة بالمعروف تشمل مراعاة حالها النفسية وعدم الإصرار على الجماع قبل تهيئة الأجواء.
- إذا كانت الزوجة غاضبة أو حزينة، فالأفضل أن يبدأ الزوج بالصلح والمصالحة.
-
التوازن بين الحق والرحمة
- الحق الشرعي ثابت، لكن المودة تقتضي الترفق في الطلب.
- إلحاح الزوج دون مراعاة قد يولّد النفور، بينما الطلب بحكمة يزيد الألفة.
- قال ﷺ: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي» [رواه الترمذي].
- الحق الشرعي ثابت، لكن المودة تقتضي الترفق في الطلب.
-
من هدي النبي ﷺ مع نسائه
• كان ﷺ يدخل السرور على أزواجه بالكلمة الطيبة.
• لم يكن يعامل نساءه بغلظة، بل كان يمازحهن ويلاطفهن.
• روت عائشة رضي الله عنها: "كان رسول الله ﷺ إذا خلا بامرأة من نسائه ألين الناس، وأكرم الناس، ضاحكًا بسامًا" [رواه مسلم بمعناه].
-
نصائح عملية للزوجين
للزوج:
- استخدم كلمات الحب والثناء قبل طلب الفراش.
- اختر الأوقات المناسبة وابتعد عن الإلحاح وقت الإرهاق أو الغضب.
- اهتم بالنظافة والتجمل كما تحب أن تراك زوجتك.
للزوجة:
- استجابتك لزوجك طاعة لله قبل أن تكون طاعة له.
- قابلي الطلب بابتسامة ولطف لتزيدي المودة.
- إذا كان لديك عذر فصارحي زوجك بلطف واطلبي التأجيل.
للزوجين معًا:
- المصارحة تعزز الثقة وتزيل الحواجز.
- الموازنة بين الجانب الجسدي والعاطفي أساس لاستقرار الحياة الزوجية.
- استخدم كلمات الحب والثناء قبل طلب الفراش.
-
أخطاء يجب تجنبها
- الطلب بأوامر قاسية أو بلهجة متعالية.
- استعمال العنف أو الإكراه.
- كثرة الطلب بلا مراعاة لظروف الزوجة.
- معاقبة الزوجة بالهجر أو الحرمان لمجرد خلاف بسيط.
- الطلب بأوامر قاسية أو بلهجة متعالية.
-
الخاتمة
طلب الزوج زوجته للفراش في الإسلام ليس مجرد حق، بل هو عبادة إذا قصد بها العفاف وحفظ النفس. ومع ذلك، فالإسلام قرن بين الحق والرحمة، فأمر بالمعاشرة بالمعروف، وحث على الكلمة الطيبة واللطف في المعاملة. فإذا التزم الزوج بهذه الآداب، وأجابت الزوجة طاعة لله، تحقق الهدف الأسمى من الزواج: السكينة والمودة والرحمة.
قال رسول الله ﷺ: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي».
فليكن هذا هو المعيار في كل علاقة زوجية. -
مقالات ذات صلة
حدود طاعة الزوج وأحكامها في الشريعة الإسلامية
عدم طاعة المرأة لزوجها في الإسلام
حكم امتناع الزوجة عن فراش الزوج في الإسلام
كرامة المرأة في الإسلام بين الصبر والخذلان
حق الزوجة في طلب الجماع ومداعبة زوجها في الإسلام
حكم الكلام الفاحش والضرب بين الزوجين أثناء العلاقة الزوجية
كيف يطلب الزوج زوجته للفراش في الإسلام
لماذا تلعن الملائكة الزوجة إذا امتنعت عن فراش زوجها