حكم النوم أمام المرآة ومجامعة الزوجة أمام المرآة في الإسلام
تعرف على الحكم الشرعي للنوم أمام المرآة ومجامعة الزوجة أمام المرآة، وفق فتاوى العلماء ومصادر موثوقة مثل إسلام ويب، ابن باز، ودار الإفتاء. توضيح شامل للأدلة، وآداب العلاقة الزوجية، والضوابط الشرعية في الحياة الزوجية.

-
مقدمة
يتداول بعض الناس أحكامًا متفرقة حول النوم أمام المرآة أو مجامعة الزوجة أمام المرآة، ويُثار الجدل حول ما إذا كانت هذه الأفعال محرّمة أو مكروهة أو مباحة.
في هذا المقال، نستعرض الرأي الفقهي الصحيح المدعوم بالأدلة من المصادر الموثوقة مثل: إسلام ويب، دار الإفتاء المصرية، فتاوى ابن باز، مع تحليل فقهي موضوعي يراعي ضوابط الشريعة وآداب الحياة الزوجية. -
حكم النوم أمام المرآة وتغطيتها
. القول الراجح عند جمهور العلماء
أجمع العلماء على أنه لا حرج في النوم أمام المرآة، ولا يوجد أي نص شرعي في القرآن أو السنة يوجب تغطية المرآة أثناء النوم.
وقد ورد في فتوى موقع إسلام ويب أن الصورة المنعكسة في المرآة ليست من الصور التي تمنع دخول الملائكة إلى البيت، وأن ما يُشاع حول وجوب تغطيتها أثناء الليل لا أصل له في الشرع.???? نص الفتوى:
«فلا بأس في النوم أمام المرآة، والصورة التي تظهر في المرآة ليست من الصور التي تحول دون دخول الملائكة إلى المنزل».
(فتاوى إسلام ويب رقم 36341)كما أكد أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن وجود المرايا في غرفة النوم أمر طبيعي لا حرج فيه، وأن تغطيتها من العادات لا من العبادات، فقال:
«لا مانع من وجود المرايا في غرفة النوم أثناء العلاقة الزوجية، فلا يجب أن نغطيها.»
2. الرأي الفقهي في النظر إلى العورة
يرى بعض العلماء كراهة أن ينظر الإنسان إلى عورته من غير حاجة، لأن الشريعة تدعو إلى الستر والحياء، وقد قال النبي ﷺ:
«احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك.»
(رواه الترمذي وأبو داود)لكن هذا لا يعني التحريم، بل كراهة التنزه لمن لا حاجة له في ذلك. أما الانعكاس في المرآة فحكمه كالنظر المباشر، إذ لا يغيّر الحكم.
وبناءً على ذلك:
ـ لا حرج في النوم أمام المرآة.
ـ تغطيتها أمر شخصي، لا علاقة له بالدين، وإنما قد يكون من باب الطمأنينة النفسية أو العادات الاجتماعية. -
حكم الجماع أمام المرآة في الإسلام
1. الرأي الراجح من الفقهاء
أفتت الجهات الشرعية بأن النظر بين الزوجين مباحٌ مطلقًا، ولا يوجد في الشريعة ما يمنع أحد الزوجين من رؤية جسد الآخر في أي حال، حتى أثناء الجماع.
وقد ورد في فتاوى إسلام ويب ما نصه:«يجوز لكل من الزوجين أن يرى من الآخر كل شيء، سواء في حال الجماع أو غيره، ولا يوجد ما يمنع ذلك شرعًا.»
وهذا ما أكده أيضًا الإمام ابن باز رحمه الله بقوله:
«النظر إلى الزوجة جائز مطلقًا، فرجها وغير فرجها، لأن الله أحل الجماع والتمتع، والجماع أشد من النظر.»
(فتاوى ابن باز، موقع binbaz.org.sa)2. متى تكون الكراهة واردة؟
أشار بعض الفقهاء إلى كراهة النظر إلى العورة الذاتية (أي أن ينظر الإنسان إلى عورته هو في المرآة)، لا إلى عورة زوجه.
أما أن ينظر الزوجان إلى نفسيهما أو أحدهما للآخر عبر المرآة أثناء الجماع، فلا حرج فيه شرعًا، لأن العلاقة الزوجية قائمة على الإباحة والتلذذ المشروع.لكن ينبغي ضبط ذلك بالآداب الشرعية:
- تجنب المبالغة أو التشبه بأفعال غير المسلمين أو أهل الفسق.
- تجنّب تصوير أو تسجيل المشاهد بأي شكل، لما فيه من خطر انتهاك الخصوصية والمفسدة.
- الحرص على الدعاء قبل الجماع:
«اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا.»
(متفق عليه) - تجنب المبالغة أو التشبه بأفعال غير المسلمين أو أهل الفسق.
-
آداب عامة للعلاقة الزوجية في الإسلام
العلاقة بين الزوجين في الإسلام ليست مجرد متعة جسدية، بل هي عبادة راقية إذا أُديت بنية صالحة، قال النبي ﷺ:
«وفي بضع أحدكم صدقة.»
قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال:
«أرأيتم لو وضعها في حرام، أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر.»
(رواه مسلم)ومن الآداب المستحب مراعاتها:
1. الستر والحياء: وإن كان الجماع مباحًا، إلا أن التستر ولو جزئيًا أدعى للحياء.
2. الدعاء قبل الجماع كما ورد في السنة.
3. عدم إفشاء الأسرار الزوجية، وهو من الكبائر كما ورد في الحديث:
«إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها.» (رواه مسلم)
-
تلخيص فقهي
الموقف
الحكم الشرعي
الملاحظة الشرعية
النوم أمام المرآة
مباح
لا دليل على الكراهة أو التحريم
تغطية المرايا أثناء النوم
عادة لا عبادة
لا أصل شرعي لها
الجماع أمام المرآة
جائز
مباح بين الزوجين دون إسراف أو تشبه
النظر إلى الجسد أثناء الجماع
جائز
من التمتع المشروع
النظر إلى العورة الذاتية في المرآة
مكروه
من باب التنزه لا التحريم
-
الخاتمة
الإسلام دين واقعية واتزان، لا يضيق على الناس في خصوصياتهم ما داموا ضمن حدود الشرع.
فالنوم أو الجماع أمام المرآة ليس فيهما محظور شرعي، وإنما يُستحب أن يُراعى فيهما الحياء والآداب العامة دون غلو أو تشدد.
ومن أراد أن يحتاط بتغطية المرآة فله ذلك من باب الطمأنينة الشخصية لا الوجوب الشرعي.
قال تعالى:﴿وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا﴾ [النساء: 28].