الفرق بين الصفر المستدير والصفر المستطيل في القرآن

يعد الرسم القرآني من الخصائص الفريدة التي تميز القرآن الكريم، ومن بين تلك الخصائص التي يُشَارُ إليها بوضوح هو استخدام الصفر المستدير والصفر المستطيل في كتابة الحروف، وهما علامتان تُضافان على الألف. هذه العلامات تحمل دلالات نحوية وقرائية يجب معرفتها لفهم آلية القراءة الصحيحة في القرآن الكريم.

• الصفر المستدير: هو علامة مستديرة تُوضع على الحروف (الألف، الواو، الياء)، ويعني في الرسم القرآني أن الحرف الذي عليه هذه العلامة لا يُنطق أبدًا سواء في الوصل أو الوقف.
• الصفر المستطيل: هو علامة مستطيلة تُوضع على حرف الألف فقط، ويعني أن الحرف الذي عليه هذه العلامة يُنطق عند الوقف ولكنه لا يُنطق في حالة الوصل.

(1) أماكن وضع العلامات

• الصفر المستدير: يُوضع على الحروف (الألف، الواو، الياء).
• الصفر المستطيل: يُوضع فقط على حرف الألف.

(2) النطق بالحروف

• الصفر المستدير: الحرف الذي عليه الصفر المستدير لا يُنطق أبدًا سواء في الوصل أو الوقف. بمعنى أنه يُعتبر حرفًا ساكنًا في القرآن الكريم.
• الصفر المستطيل: الحرف الذي عليه الصفر المستطيل يُنطق عند الوقف بحركتين (أي ينطق الألف مع السكون الممدود) ولكن لا يُنطق في الوصل. فمثلاً، إذا جاء الحرف الذي عليه الصفر المستطيل في آخر كلمة وكان متصلًا بكلمة تالية في التلاوة، فلا يتم نطق الألف عند الوصل.

(3) عدد مرات ظهور كل نوع

• الصفر المستدير: يظهر بكثرة في القرآن الكريم.
• الصفر المستطيل: يظهر في القرآن الكريم في ستة ألفات فقط مع لفظ(أنا) وهي الألفات السبعة

  حيث هناك سبعة كلمات في القرآن الكريم تحتوي ألفها على الصفر المستطيل 

  أولاً، ( أناْ ) في كل القرآن

  ثانياً:﴿ لَكِنَّا ﴾

  [ سورة الكهف: 38 ]

  ثالثاً:﴿ الظُّنُونَا ﴾

  [ سورة الأحزاب: 10 ]

  رابعاً:﴿ الرَّسُولَا ﴾

  [ سورة الأحزاب: 66 ]

  خامساً: السَّبِيلَا ﴾

  [ سورة الأحزاب: 67 ]

  سادساً،( سلاسلاْ ):

  ﴿ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلًا وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا ﴾

  [ سورة الإنسان: 4 ]

  سابعاً، ( قواريراْ ):

  ﴿ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ ﴾

  [ سورة الإنسان: 15 ]

  الموضع الأول الآية ( 15 )، لماذا قلنا الموضع الأول؟ لأن هناك قواريرا ثانية قواريرا من فضة، كلاهما في سورة الإنسان، ويصح أيضاً في( سلاسلاْ )، الحذف وقفاً.

  أنظروا إلى كلمة ( قواريراْ ) التي تحتها تجدون فوق الألف ذلك الصفر المستطيل الذي يشبه الزيرو كما ذكرت منذ قليل فهذا دليل على أن هذه الألف، ألف قواريراْ تنطق فقط عند الوقف أما إذا وصلنا فلا تنطق هذه الألف.

(1) الآية الأولى

في قوله تعالى:
"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُو۟لَـٰٓئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ"
هنا تظهر علامة الصفر المستدير على حرف الألف الفارقة في كلمتي: آمنوا وعملوا، وعلى الواو في كلمة "أُو۟لَـٰٓئِكَ" مما يعني أنه لا ينطق الألف الفارقة والواو في الوصل أو الوقف.

(2) الآية الثانية

"وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِى الْمُرْسَلِينَ" (سورة الكهف: 3)
ظهرت كلمة "نَّبَإِ" هنا مع الصفر المستدير على الألف، مما يعني عدم نطق الألف في الوصل أو الوقف.

الآية الأولى

"إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي" (سورة طه: 14)
كلمة "أَنَا" هنا جاءت مع الصفر المستطيل على حرف الألف، مما يستلزم نطق الألف عند الوقف، ولكن لا نطق لها في حالة الوصل.

(2) الآية الثانية

"وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِثَانِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرًا" (سورة الإنسان: 15)
هنا نلاحظ أن كلمة "قَوَارِيرًا" رسمت مرَّةً بالصفر المستطيل وأخرى بالصفر المستدير، مما يعني أن الكلمة تُنطق عند الوقف بالحركة، بينما في الوصل تُنطق دون الألف.

(3) الآية الثالثة

"إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَسِلَا وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا" (سورة الإنسان: 15)
كلمة "سَلَسِلَا" هنا رسمت بالصفر المستدير، ويجب نطق الألف عند الوقف، ولكن في حالة الوصل قد يتم حذف الألف.

• رسم كلمة "أنا": لا يُرسم عليها الصفر المستطيل إذا جاء بعدها ألف وصل.
• كلمة "قواريراً": تم رسمها بالصفر المستطيل في بعض الأماكن، والصفر المستدير في أماكن أخرى، وفقًا للقاعدة السابقة في النطق أثناء الوقف أو الوصل.
• كلمة "سلسلاً": تظهر بالصفر المستدير، ولكن نلاحظ أنها تابعة للألفات التي تحتوي على الصفر المستطيل، مما يعني جواز حذف الألف أو إثباته  عند الوقف.

رغم أن رسم المصحف هو جزء من المعجزات التي تميز القرآن الكريم عن غيره من الكتب السماوية، فإن فهم تفاصيل مثل الصفر المستدير والصفر المستطيل يمكن أن يسهم في تحسين تلاوتنا وفهمنا للقرآن الكريم. يُظهر ذلك مدى دقة الرسم القرآني في توجيه القراءة والنطق الصحيح، مما يعزز من سلاسة فهم النصوص الدينية.

إلمامنا بهذه التفاصيل يعكس التقدير العميق لعلم التجويد وعلوم القرآن بشكل عام.