فضل سورة الملك: المانعة والمنجية من عذاب القبر
اكتشف فضل سورة الملك وأهم أسمائها ومعانيها، وكيف تكون المانعة والمنجية من عذاب القبر، مع بيان علاقتها بالذنوب والمعاصي، وفضائلها الواردة في الأحاديث النبوية، وطرق الانتفاع بقراءتها يومياً قبل النوم.

-
مقدمة
فضل قراءة سورة الملك الذنوب والمعاصي بابٌ عظيم من أبواب الشرور، وقد اتفق العلماء وأرباب السلوك على أن المعاصي لها آثار وعواقب وخيمة في الدنيا والآخرة، فهي تترك أثرها على قلب العاصي وبدنه، على دينه وعقله، بل وعلى دنياه وآخرته. ومن رحمة الله بعباده أن جعل لهم أسباباً للنجاة من تلك العقوبات، ومن أعظم هذه الأسباب التمسك بالقرآن الكريم تلاوةً وتدبراً وعملاً. وتبرز هنا سورة الملك التي جاءت نصوص الأحاديث في بيان فضلها، وأنها المانعة والمنجية من عذاب القبر.
-
تعريف بسورة الملك
- الاسم: تسمى سورة الملك بعدة أسماء: تبارك، المانعة، المنجية، المجادلة.
- عدد آياتها: ثلاثون آية.
- مكان النزول: سورة مكية خالصة.
- ترتيب النزول: نزلت بعد سورة المؤمنون وقبل سورة الحاقة.
هذه السورة الكريمة تحمل بين آياتها مقاصد عظيمة، حيث تؤكد على كمال ملك الله وقدرته، وتذكّر العباد بضرورة التأمل في خلقه وخشيته سبحانه، وتحذر من عاقبة الكافرين وتبشر المؤمنين بجزاء عظيم.
- الاسم: تسمى سورة الملك بعدة أسماء: تبارك، المانعة، المنجية، المجادلة.
-
فضائل سورة الملك في السنة النبوية
1. المانعة من عذاب القبر
قال رسول الله ﷺ:
"سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر"
رواه الحاكم وصححه الألباني.2. المنجية والشفيعة لقارئها
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:
"إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له، وهي: تبارك الذي بيده الملك"
رواه الترمذي وأبو داود وصححه الألباني.3. سبب للنجاة يوم القيامة
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
"اقرأ تبارك الذي بيده الملك، وعلمها أهلك وجميع ولدك، فإنها المنجية والمجادلة يوم القيامة عند ربها لقارئها"
رواه الطبراني.4. حماية الميت في قبره
ثبت أن أحد الصحابة ضرب خباءه على قبر وهو لا يعلم أنه قبر، فسمع رجلاً يقرأ سورة الملك حتى ختمها، فذكر ذلك للنبي ﷺ فقال:
"هي المانعة، هي المنجية، تنجيه من عذاب القبر"
رواه الترمذي وحسنه الألباني. -
كيف يقرأ المسلم سورة الملك لينال فضلها؟
- المداومة اليومية: كان النبي ﷺ لا ينام حتى يقرأ سورة الملك، كما ورد عن جابر رضي الله عنه.
- التدبر والعمل: المطلوب أن تكون التلاوة مع تدبر المعاني والعمل بالأوامر وترك النواهي.
- تعليم الأهل والأبناء: أوصى النبي ﷺ بقراءتها وتعليمها للأهل، لتكون حماية لهم في الدنيا والآخرة.
- قراءتها قبل النوم: ورد في السنن أن النبي ﷺ كان يقرأها ليلاً، فذلك أرجى للنجاة من عذاب القبر.
رغم أن فضل سورة الملك عظيم، إلا أن العلماء نبهوا إلى أن أثرها الحقيقي لا يكون لمجرد القراءة اللفظية، بل لقارئها العامل بأحكامها، المبتعد عن الذنوب والمعاصي.
- قال الشيخ ابن باز رحمه الله:
"سورة تبارك تنفع قارئها إذا عمل بمقتضاها، أما إن قرأها وهو مضيع لأوامر الله وواقع في المعاصي؛ فهي حجة عليه لا له."
- وهذا يتسق مع قوله ﷺ:
"القرآن حجة لك أو عليك" رواه مسلم.
إذن فقراءة سورة الملك مع الإصرار على الذنوب لا تكفي للنجاة، بل لا بد من الجمع بين القراءة والتوبة والعمل الصالح.
- قال الشيخ ابن باز رحمه الله:
- المداومة اليومية: كان النبي ﷺ لا ينام حتى يقرأ سورة الملك، كما ورد عن جابر رضي الله عنه.
-
مقاصد سورة الملك
1. إظهار كمال ملك الله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
2. الحكمة من خلق الموت والحياة: (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً).
3. بيان قدرة الله في الخلق والإبداع: من رفع السماوات إلى خلق الطير صافات.
4. التحذير من عاقبة الكافرين: وذكر ما أعده الله لهم من عذاب السعير.
5. تثبيت المؤمنين وتبشيرهم بالجنة: جزاءً لإيمانهم وعملهم الصالح.
6. الدعوة للتأمل والتفكر: في ملكوت السماوات والأرض.
7. إثبات علم الله الشامل: فلا يخفى عليه سر ولا جهر.
-
خاتمة
إن سورة الملك من أعظم سور القرآن فضلاً وأثراً، فهي المانعة والمنجية والشفيعة لقارئها، ولكن لا بد من الجمع بين التلاوة والعمل الصالح وترك المعاصي حتى تؤتي ثمارها. والذنوب والمعاصي لا شك أنها تضر ولابد، ولكن رحمة الله واسعة، فمن داوم على قراءة هذه السورة مع التوبة والإنابة؛ كانت له حرزاً في قبره ونجاة يوم القيامة.
قال ابن مسعود رضي الله عنه:
"من قرأ سورة الملك كل ليلة منعه الله عز وجل بها من عذاب القبر، وكنا نسميها في عهد رسول الله ﷺ المانعة."فالواجب على المسلم أن يجعل هذه السورة جزءاً ثابتاً من برنامجه اليومي، ليحظى بفضلها العظيم، ويكون من الفائزين برحمة الله ونجاته في الدنيا والآخرة.