هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً (مالاً)أم يتعين الإطعام؟

يختلف الفقهاء في حكم إخراج زكاة الفطر نقدًا، حيث يرى الحنفية جواز إخراجها مالًا؛ لأن ذلك أنفع وأصلح للفقير في قضاء حاجاته. بينما يرى جمهور الفقهاء أن زكاة الفطر يجب أن تكون طعامًا، كما ورد في السنة النبوية، ولا يجوز إخراجها نقدًا. ولمزيد من التفاصيل حول هذا الخلاف، يمكن الرجوع إلى هذا المقال.

1. ما يجوز إخراجه في زكاة الفطر

ما يجوز إخراجه في زكاة الفطر
زكاة الفطر

اختلف فقهاء المذاهب الاربعة على ما يجوز إخراجه من الطعام  في زكاة الفطر مع اتفاق الجمهورعلى أنه يخرج من القوت الغالب في البلد ونعرض في هذا المقال اقوالهم في المسألة بالتفصيل:

أولا: المذهب الحنفي:

يمكن إخراج زكاة الفطر من القمح، الشعير، التمر، الزبيب، كما يجوز إخراجها بالمال أو ما يعادلها من النقود أو السلع الأخرى.

ثانيا: المذهب المالكي:

 يجب إخراج زكاة الفطر من غالب طعام أهل البلد بشرط أن يكون من تسعة أنواع فقط، وهي: القمح، الشعير، الذرة، الدخن، التمر، الزبيب، السلت (نوع من الشعير)، الأقط (لبن يابس). ولا يجوز إخراجها من غير هذه الأصناف إلا إذا كان الطعام الأفضل.

ثالثا: المذهب الشافعي:

يجب إخراجها من الطعام الذي يعتمد عليه الناس في بلدك، مثل الحبوب والثمار التي تُؤكل بكثرة، ولا يجوز إخراجها بالنقود.

رابعا: المذهب الحنبلي:

تُخرج من القمح، الشعير، التمر، الزبيب، الأقط، وإذا لم تتوفر هذه الأصناف، يمكن إخراجها من أي نوع آخر من الطعام الذي يُؤكل بكثرة، ولكن لا يجوز إخراجها بالنقود.

2. هل يمكن إخراج زكاة الفطر نقدًا (مالاً)؟

اختلف الفقهاء في جواز اخراج زكاة الفطر  نقوداً أو مالاً على قولين 

١- ذهب الحنفية: إلى جواز  إخراج المال بدلًا من الطعام، لأن الهدف من الزكاة هو مساعدة الفقير وسد حاجته، والمال قد يكون أكثر نفعًا له.

ودليلهم:

حديث "أغنوهم عن المسألة" يُروى عن النبي ﷺ فيما يتعلق بزكاة الفطر، وجاء بألفاظ متعددة، منها:

1. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: "أغنوهم عن المسألة في هذا اليوم" (رواه البيهقي والدارقطني وحسنه الألباني).

2. وفي رواية: "أغنوهم عن طواف هذا اليوم" (رواه الدارقطني).

ومعناه أن زكاة الفطر تُعطى للفقراء يوم العيد ليكونوا في غنى عن السؤال، ويتمكنوا من الفرح والسرور في يوم العيد مثل غيرهم.

٢- ذهب الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة: إلى أنه  لا يجوز إخراجها بالنقود، بل يجب أن تكون طعامًا.

ودليلهم:

حديث "فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر صاعًا" هو حديث صحيح ورد في عدة روايات، منها:

1. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
"فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة."

(رواه البخاري ومسلم).

2. وفي رواية أخرى: "كانوا يُخرجون على عهد النبي ﷺ صاعًا من طعام" (رواه البخاري). فمن أخرجها نقودًا لم تُقبل منه

والأرجح في زماننا الحالي هو إخراجها مالاً لأن الفقير ينتفع بالمال بشراءالطعام وغيره مما يحتاج، فالمال أصلح لحال الفقير، وأيضاً لأن الغاية منها إغناؤهم عن المسألة وأن يفرحوا، ويكون ذلك بتلبية ما يحتاجونه يوم العيد من لباس وغيره،والله تعالى أجل وأعلم.

تنبيه هام:

إنَّ محتويات هذه المقالة خاصَّةٌ بموقع مؤمنة الإلكترونيِّ، ولا نجيز لأحد أخذها أو الاقتباس منها دون الإشارة لرابطها في موقعنا ولا نسامح على سرقة تعبنا فيها؛ نظرًا للوقت والجهد المبذولين فيها وحفاظًا على الحقوق العلميَّة لمحتوى موقعنا.