حكم الاستمناء بيد الزوجة أو الزوج: الفرق بين المباح والمحرم

الاستمتاع بين الزوجين من أعظم مقاصد الزواج في الإسلام، إذ جعله الله تعالى سببًا للمودة والرحمة والسكن. وقد أجاز الشرع للزوجين أن يستمتعا ببعضهما كيفما شاءا، ما لم يتجاوزا حدودًا معينة نهى الله ورسوله عنها. ومن أبرز المسائل الفقهية التي يكثر السؤال عنها: حكم الاستمناء بين الزوجين، وما الفرق بين أن يستمني الرجل بنفسه أو أن تستمني له زوجته، وكذلك العكس.

هذه المقالة تسعى إلى توضيح الأحكام الشرعية بأدلتها التفصيلية، مع ذكر أقوال الأئمة والفقهاء، وبيان ضوابط الاستمتاع المشروع.

الأدلة الشرعية

·        قال الله تعالى:
﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ • إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ﴾ [المؤمنون: 5-6].
فهذه الآية صريحة في إباحة كل صور الاستمتاع بين الزوجين ما عدا ما ورد تحريمه بنص خاص.

·        قال النبي ﷺ:
«اصنعوا كل شيء إلا النكاح» (رواه مسلم في حكم الاستمتاع بالحائض). وهذا نص في إباحة عموم صور الاستمتاع.

أقوال العلماء

• قال الإمام زكريا الأنصاري:
  "وله الاستمناء بيد زوجته، وجاريته، كما يستمتع بسائر بدنهما" (أسنى المطالب).
• قال ابن قدامة الحنبلي:
  "إذا استمنى الرجل بيد امرأته فلا بأس به، لأنه استمتاع بزوجته" (المغني).
• وهذا مذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة.

النتيجة: استمناء الرجل بيد زوجته جائز، لأنه من الاستمتاع بالزوجة، ولا يخرج عن دائرة الحلال.

الأدلة الشرعية

·        قال الله تعالى:
﴿ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴾ [المؤمنون: 7].
أي: من طلب قضاء شهوته بغير الزوجة أو ملك اليمين فهو معتدٍ متجاوز لحدود الله.

·        قال الإمام الشافعي:
"فلا يحل العمل بالذكر إلا في الزوجة أو في ملك اليمين" (الأم ).

أقوال العلماء

• قال القرطبي في تفسيره:
  "أما الاستمناء باليد فمحرم عند جمهور العلماء، ولا يباح إلا للضرورة" (تفسير القرطبي).
• وقال ابن تيمية:
  "الاستمناء باليد حرام عند جمهور العلماء، وهو من الاعتداء المذموم" (مجموع الفتاوى).
• وذكر النووي أن الاستمناء باليد حرام، ولا يستثنى منه إلا حال الضرورة كالخوف على النفس من الزنا.

النتيجة: الاستمناء بالنفس محرم لأنه خروج عن الاستمتاع بالزوجة، ويعد نوعًا من العادة السرية المذمومة.

1.   الاستمناء بالنفس (محرم): لأنه استمتاع فردي لا يتعلق بالزوجة، ويخرج عن دائرة الاستثناء القرآني.

2.   الاستمناء بالزوجة (مباح): لأنه استمتاع مشروع داخل عقد الزوجية، شبيه بالجماع وغيره من صور المتعة المباحة.

إذن، المعيار هو: هل الاستمتاع واقع بالزوجة أم بالنفس فقط؟

• الحكم متبادل؛ فما جاز للزوج بيد زوجته جاز للزوجة بيد زوجها.
• قال تعالى: ﴿ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ ﴾، والاستثناء عام يشمل الطرفين.
• قال العلماء: يجوز للزوج أن يستمني لزوجته بيده، لأنه داخل في الاستمتاع المشروع.

النتيجة: استمناء الزوجة بيد زوجها جائز بإجماع الفقهاء، لأنه داخل في دائرة الحلال.

• قال النبي ﷺ: «اصنعوا كل شيء إلا النكاح» (رواه مسلم).
• فيجوز الاستمتاع بالزوجة حال الحيض في جميع بدنها إلا الوطء في الفرج.
• لكن لا يجوز للزوج أن يباشر فرج زوجته بيده حال الحيض مباشرة، لما فيه من مباشرة النجاسة، إلا إن كان من وراء حائل.

النتيجة: يجوز الاستمتاع بالحائض في غير موضع الفرج، أما مباشرة الفرج باليد فتمنع إلا بحائل.

• الوسائل الحديثة مثل: القضيب الصناعي، الهزاز الإلكتروني، والخواتم المطاطية، محرمة.
• لأنها تدخل في عموم قوله تعالى: ﴿ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴾.
• جاء في فتاوى عدة لموقع إسلام ويب  (74119، 138003، 23868) أن استعمال هذه الوسائل محرّم لأنها استمتاع خارج دائرة الزواج الطبيعي.

النتيجة: يحرم استعمال الأدوات الجنسية لأنها لا تدخل في الاستمتاع بالزوجة أو الزوج، بل في الاستثارة المصطنعة المحرمة.

1.   ✔ يجوز استمناء الزوج بيد زوجته.

2.   ✘ يحرم استمناء الزوج بنفسه بيده.

3.   ✔ يجوز استمناء الزوجة بيد زوجها.

4.   ✔ يجوز الاستمتاع بالحائض بغير الفرج، ✘ لكن لا يجوز مباشرة الفرج بيده إلا بحائل.

5.   ✘ يحرم استعمال الأدوات الصناعية الحديثة.

الفرق الجوهري: الاستمناء بالزوج أو الزوجة استمتاع مشروع، أما الاستمناء بالنفس أو بالوسائل الصناعية فمحرم بنصوص الشرع.

حكم الاستمناء بيد الزوجة أو الزوج: الفرق بين المباح والمحرم

حكم الاستمناء في نهار رمضان وأثره على الصيام عند الفقهاء

حكم العادة السرية في الإسلام

حكم الاستمناء بين الزوجين حال السفر

حكم ابتلاع المني: دراسة شرعية وطبية 

حكم طهارة المني، وأثره على الصلاة والملبس