العلويون، حقيقتهم، وعقائدهم وأبرز شرائعهم

دراسة عقدية موسعة تكشف حقيقة العلويين (النصيرية)، وتوضح جذور مذهبهم، وعقائدهم الباطنية، وشرائعهم السرية، مع عرض أقوال العلماء والمصادر المعتمدة.

العلويون، حقيقتهم، وعقائدهم وأبرز شرائعهم
العلويون، حقيقتهم، وعقائدهم وأبرز شرائعهم
  • مقدمة

    العلويون – أو النصيرية كما عُرفوا تاريخيًا – يعدّون من أكثر الطوائف إثارة للبحث والنقاش بسبب طبيعة معتقداتهم الباطنية وما تتضمنه من غلوّ شديد في الإمام علي رضي الله عنه، وابتعاد كامل عن شريعة الإسلام. وعلى الرغم من محاولاتهم اللاحقة لإظهار أنفسهم كفرع من الشيعة الاثني عشرية، إلا أن المصادر التاريخية والكتب التي خرجت من داخل الطائفة نفسها تكشف عن منظومة دينية مستقلة تمامًا، أقرب إلى الفلسفات الغنوصية والباطنية منها إلى الإسلام.

    هذه الدراسة تتناول حقيقة هذه الطائفة، انطلاقًا من:
    ● تاريخها ونشأتها
    ● عقائدها كما وردت في مصادرها الأصلية
    ● شرائعها وطقوسها الدينية
    ● موقف العلماء منها
    ● تحليل لما تقوم عليه فلسفتها العقدية

  • تعريف العلويين ونشأتهم التاريخية

    تُنسَب النصيرية إلى: محمد بن نصير البصري النميري (ت 270هـ)، الذي ادّعى النبوة، وزعم أنه باب للإمام الحسن العسكري، وأظهر عقائد غالية رفضها علماء الشيعة قبل أهل السنة.

    ظهرت الطائفة في القرن الثالث الهجري، ثم انتقلت عبر مراحل سرية طويلة إلى أن أصبحت قوة في جبال الساحل السوري. ومع مرور الزمن، ومع التحديات السياسية، اختاروا تغيير اسمهم من “النصيرية” إلى “العلويين” بهدف التمويه وكسب مشروعية اجتماعية.

    ورغم انتسابهم لآل البيت، إلا أن عقائدهم تُعتبر تشويهًا صارخًا لمنهج علي رضي الله عنه، الذي كان يحارب الغلو، ويصرّح بأنه عبد لله سبحانه.

  • مصادر كشف عقائد العلويين

    أهم مصدر وثّق عقائد النصيرية من داخلها هو:

    الباكورة السليمانية في كشف أسرار الديانة النصيرية

    تأليف: سليمان أفندي الأذني (1250هـ) – وهو رجل نشأ في الطائفة ثم تركها بعد معرفته حقيقتها، وقد قُتل بسبب كشفه لأسرارهم.

    الكتاب نقل نصوصًا حرفية من كتبهم السرية، وبيّن طقوسهم وخفايا عباداتهم، ولذلك يعد المرجع التاريخي الأهم في دراسة مذهبهم.

    كما تعتمد الدراسات الحديثة على:
    ● مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية
    ● الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب
    ● شهادات الباحثين الذين اطلعوا على نصوص الطائفة الداخلية

  • العقائد الأساسية للعلويين كما وردت في مصادرهم

    1. تأليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه

    أصل عقيدتهم قائم على أن علي هو الإله الحق، وأنه ظهر في صورة بشرية، وأنه صاحب القدرة المطلقة.

    من نصوصهم (نقلًا عن الباكورة السليمانية):
    من سورة “الأول”:

    “أنت يا أمير النحل، يا علي بن أبي طالب، الدليل عليه والكل، أنت هو يا هو يا هو، يا من لا يعلم ما هو إلا هو.”

    ومن سورة “النسبة”:

    “شهادة أن لا إله إلا علي بن أبي طالب الأصلع الأنزع المعبود.”

    هذه النصوص توضح أن العلويين يجعلون عليًا مقام الإله تعالى، وهذا وحده يخرجهم من التوحيد.

    2. التثليث النصيري: (المعنى – الاسم – الباب)

    العقيدة النصيرية تقوم على ثالوث باطني:
    المعنى = علي (جوهر الألوهية)
    الاسم = محمد (الحجاب)
    الباب = سلمان الفارسي (الواسطة والمُظهر للأسرار)

    هذا المفهوم يستورد عناصر من المسيحية والأفلاطونية، ويحوّل الشخصيات الإسلامية إلى رموز ميتافيزيقية.

    ولهذا يعظمون سلمان الفارسي تقديسًا غير مسبوق، لأنه عندهم:

    “باب العلم الإلهي ومفتاح الأسرار”.

    3. إنكار شرائع الإسلام

    العلويون لا يعترفون بأركان الإسلام كما جاءت في القرآن والسنة:

    الشهادتان: ليس عندهم “لا إله إلا الله”، بل “لا إله إلا علي”.
    الصلاة: عبارة عن طقوس بلا ركوع ولا سجود.
    الصيام: الامتناع عن النساء فقط، لا عن الطعام والشراب.
    الحج: يعدّونه عبادة وثنية.
    الطهارة: ليس لديهم مفهوم الوضوء أو الغسل الشرعي.

    وهذا يؤكد أن مذهبهم منفصل عن شريعة الإسلام تمامًا.

    4. تقديس الخمر

    الخمر في عقيدتهم “رمز الإله” و“سر الحكمة”، ومركز لطقوس القداس.
    ولديهم شعائر خاصة لشرب الخمر أمام الشيخ كجزء من الدخول للمذهب.

    5. التناسخ (التقمص)

    يؤمنون بتناسخ الأرواح، وأن الروح تنتقل من جسد إلى آخر بحسب المعرفة والدرجة.
    وهذه عقيدة هندوسية وفارسية، لا تمت للإسلام بصلة.

    6. سبّ الصحابة ولعن أئمة المسلمين

    جاء في كتبهم (نقلًا عن الباكورة السليمانية):

    “اللهم العن أبا بكر اللعين، وعمر بن الخطاب الضدّ الأثيم، وعثمان بن عفان الشيطان الرجيم… والعن المذهب الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي.”

    وهو نصّ شاذ يكشف بوضوح عداءهم الصريح للصحابة وأهل المذاهب الفقهية.

    7. أعيادهم واحتفالاتهم

    من أبرز أعيادهم:

    ● عيد النيروز (فارسي الأصل)
    ● عيد الغدير
    ● عاشوراء بطقوس خاصة
    ● عيد الأضحى في اليوم 12 من ذي الحجة
    ● الاحتفال بيوم مقتل عمر بن الخطاب
    ● الأعياد المسيحية: الميلاد – الغطاس – الصليب

    هذه الأعياد تكشف امتزاج عقيدتهم بعناصر فارسية ونصرانية.

  • سرّية المذهب وعدم تعليم النساء

    من أهم سمات العلويين: السرية المطلقة.
    ويضفون على عقيدتهم هالة من الأسرار لا يطلعون عليها إلا الرجال دون النساء.

    يبررون ذلك بـ:
    ● أن المرأة “لا تؤتمن على الأسرار”.
    ● أن كشف العقيدة يهدد بقاء الطائفة.
    ● أن النساء ليس لهن دور عقدي، بل اجتماعي فقط.

    جاء في نصوصهم:

    “كتمان العلم عن النساء حفاظًا على بقاء الطائفة.”

    النساء لا يتعلمن من الدين إلا طقوسًا شكلية خالية من المعنى الحقيقي.

  • موقف العلماء من العلويين

    1. فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية

    قال رحمه الله:

    “النصيرية وسائر الأصناف الباطنية أكفر من اليهود والنصارى، بل وأكفر من كثير من المشركين.”

    كما قال:

    “لا يؤمنون بالله ولا بكتابه ولا برسوله.”

    وصرّح بأن ضررهم على المسلمين أعظم من ضرر التتار.

    2. فتوى إسلام ويب

    جاء فيها:

    “الطائفة النصيرية من طوائف الإلحاد والكفر… وهم أكفر من اليهود والنصارى باتفاق المسلمين.”

    3. الموسوعة الميسرة

    وصفتهم بـ:

    “فرقة باطنية تنتسب للإسلام زورًا، والإسلام منهم بريء.”

  • الفلسفة العقدية التي يقوم عليها المذهب

    من خلال تحليل مصادرهم، يتضح أن المذهب النصيري يقوم على:

    ● تأليه علي وتحويله إلى “إله ميتافيزيقي”
    ● استيراد مفاهيم من الزرادشتية والمثرائية والأفلاطونية
    ● دمج رموز الفلسفات الشرقية
    ● جعل المعرفة الباطنية أهم من العمل
    ● إلغاء الشريعة بالكامل
    ● اعتبار الطقوس السرية أعلى درجات العبادة

    وهو ما يفسر عدم ارتباطهم بمنهج علي الحقيقي، الذي كان يحارب الغلو ويرفض ادعاء الألوهية.

  • لماذا ينفصل العلويون عن منهج علي رغم تأليههم له؟

    المفارقة في عقيدتهم أن:

    ● “عليّهم” ليس علي الصحابي، بل شخصية ميتافيزيقية مبتكرة.
    ● الدين عندهم باطني، وليس قائمًا على شريعة.
    ● الغلو عندهم أساسي، بينما علي رضي الله عنه كان ينكر الغلو.
    ● التأليه قائم على رمزية فلسفية، لا على اتباع فعلي.

    وبالتالي:
    هم لا يتبعون عليًّا الحقيقي، بل نموذجًا لاهوتيًا صنعوه وسموه باسم علي.

  • لماذا يقدّسون سلمان الفارسي؟

    لأن فلسفتهم تحتاج لثالوث، فاختاروا سلمان لعدة أسباب:

    ● أصله الفارسي المتوافق مع الموروث النوراني
    ● اعتباره “الباب” والواسطة
    ● تأثرهم بالفلسفات الفارسية القديمة
    ● دوره في بناء منظومتهم الميتافيزيقية

  • الحلف بالإمام علي

    نعم، يحلف العلويون بعلي لأنهم:

    ● يعتبرونه الإله
    ● يرون قسمهم به أعظم من الحلف بالله
    ● يجعلون الحلف به جزءًا من طقوس العهد والدخول للمذهب

  • الخلاصة الشرعية

    بعد استعراض العقائد والطقوس والممارسات، يتبين:

    ● العلويون طائفة باطنية عقائدية
    ● لا علاقة لها بالإسلام
    ● تقوم على تأليه علي وإنكار الشريعة
    ● تخالف التوحيد وتناقض القرآن والسنة
    ● حكمهم عند العلماء: الكفر الصريح بإجماع العلماء المعتبرين

  • الخاتمة

    هذه الدراسة تكشف حقيقة الطائفة العلوية بوصفها مذهبًا باطنيًا يعتمد على عقائد فلسفية بعيدة كل البعد عن الإسلام، ويخالف أصول العقيدة والشريعة. كما تظهر خطورة هذه الطائفة في اعتمادها السرية، والتلاعب بالمفاهيم الدينية، وتقديم نموذج ديني بديل يتناقض تمامًا مع القرآن والسنة.

    إن نشر المعرفة الموثوقة، والتحليل العلمي الرصين، هو أحد أهم الأدوات لتوعية المسلمين بحقيقة هذه الأفكار، وصيانة الهوية الإسلامية من التحريف العقدي.