حكم رقص الرجال في الشريعة الإسلامية
مقالة مفصلة توضح حكم رقص الرجال في الإسلام، مع بيان الفرق بين الرقص المباح والممنوع، وذكر أقوال العلماء والأدلة الشرعية، والشروط التي يجب توفرها حتى يكون الرقص جائزًا.

-
مقدمة
الرقص من الأفعال التي تتباين أحكامها الشرعية بحسب الهيئة والموضع والغاية. وقد اعتنت الشريعة الإسلامية بضبط المباحات وتنظيم اللهو المشروع في حياة المسلمين، دون إفراط أو تفريط. وتزداد الحاجة إلى معرفة حكم رقص الرجال خاصةً مع كثرة المظاهر الدخيلة على مجتمعات المسلمين.
-
حكم رقص الرجال بالسلاح
اتفق العلماء على أن لعب الرجال بالسلاح ورقصهم به، لا حرج فيه، بشرطين أساسيين:
- أولًا: أن يخلو من الطبل وآلات المعازف المحرمة.
- ثانيًا: أن يخلو من التكسر والتشبه بالنساء.
وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر لعب الحبشة بالسلاح في المسجد يوم العيد، كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري (5236) ومسلم (892) عن عائشة رضي الله عنها قالت:
"رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد، حتى أكون أنا التي أسأم، فاقْدُروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو".
وفي رواية أخرى للبخاري (950) ومسلم (892) جاء التصريح بأن هذا كان يوم عيد، وكانوا يلعبون بـ"الدرق والحراب".
- الدرق: جمع درقة، وهي الترس.
- الحراب: جمع حربة، وهي رمح صغير.
وهذا يدل على مشروعية اللعب بالسلاح في المناسبات السارة بضوابطه الشرعية.
- أولًا: أن يخلو من الطبل وآلات المعازف المحرمة.
-
ضوابط جواز الرقص في الشريعة الإسلامية
أما الرقص الذي لا يُقصد به التعبد، فهو خاضع لأحكام مختلفة حسب حاله، كما أوضح الأستاذ صالح أحمد الغزالي في كتابه "حكم ممارسة الفن في الشريعة الإسلامية". وبيان ذلك كما يلي:
أولاً: حكم الكراهة
- إذا كان الرقص مجردًا، أي:
- لا يُرتبط بمناسبة مبيحة.
- لا يشتمل على أمر محرم.
فهو مكروه.
ويُستدل على الكراهة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:"كل شيء ليس من ذكر الله فهو لغو ولهو أو سهو إلا أربع خصال: مشي الرجل بين الغرضين، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله، وتعلم السباحة".
رواه الطبراني وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (315).ثانياً: حكم الإباحة
- يكون الرقص مباحًا بشروط، وهي:
1. أن يكون في مواضع الفرح المشروع: مثل الأعياد، الأعراس، الختان، قدوم غائب.
2. أن يكون الرقص على هيئة مباحة: كاللعب بالسلاح، أو الحجل (مشي المقيد)، بشرط أن يخلو من:
o هيئة التكسر (أي التأنث والتمايل).
o هيئة التكبر (التبختر والخيلاء).
o التشبه بالنساء أو الأطفال أو المجانين أو الفسقة.
o إثارة الغرائز الجنسية لغير الزوجة.
3. أن يخلو من المحرمات المصاحبة عادةً: مثل الغناء المحرم، استعمال آلات المعازف، الاختلاط، كشف العورات، التبرج، ونحو ذلك.
- إذا كان الرقص مجردًا، أي:
-
أقوال العلماء في رقص الرجال
قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:
"أما الرقص للرجال، فإنه لا يجوز، لأن الرقص من عادات النساء، وليس من عادات الرجال".
(شرح رياض الصالحين، باب المزاح).وقد استند الشيخ إلى أن الرقص عادةٌ تختص بالنساء، وممارسته من الرجال فيه تشبه محرم، مما يجعله ممنوعًا.
-
ضابط جواز الرقص للرجال
- إذا خلا الرقص من المحرمات وكان بأسلوب رجولي كاللعب بالسلاح أو الحجل، في وقت مناسبة مفرحة، فهو مباح.
- أما الرقص الذي يظهر فيه التكسر أو التشبه بالنساء أو الفساق أو يثير الغرائز أو يكون مصحوبًا بالمحرمات، فهو محرم قطعًا.
- اتخاذ الرقص عادة مستمرة دون مناسبة يعتبر لهوًا مذمومًا يُخشى أن يؤدي بالمسلم إلى الغفلة والانشغال عن ذكر الله.
- إذا خلا الرقص من المحرمات وكان بأسلوب رجولي كاللعب بالسلاح أو الحجل، في وقت مناسبة مفرحة، فهو مباح.
-
خاتمة
يتضح هنا سبق أن رقص الرجال في الإسلام ليس على إطلاقه مباحًا أو ممنوعًا، بل تُحكمه الضوابط الشرعية التي تنظّم أفعال المسلمين وتُبعدهم عن مشابهة أهل الفسق أو الجاهلية.
فينبغي للمسلم أن يحرص على الالتزام بالأدب الشرعي في الفرح والسرور، وأن يبتعد عن كل ما يُخِلّ بمروءته ورجولته، امتثالًا لقوله تعالى:{وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون: 3].
مقالات ذات صلة:
حكم الرقص في الإسلام:https://mumenah.com/hukm-alraqs-fi-aliislam
حكم رقص المرأة أمام زوجها وفائدتهhttps://mumenah.com/hakm-raqs-almiraat-amam-zawjiha-wafayidatih