قصة هارون عليه السلام للأطفال: النبي الشجاع وأخو موسى

كان هناك نبي كريم اسمه هارون عليه السلام، وكان أخًا للنبي موسى عليه السلام. اختار الله هارون ليكون معاونًا ومساعدًا لأخيه في دعوته إلى الله، وكان دائمًا إلى جانبه ليقويه ويشجعه.

وُلد هارون عليه السلام في مصر، وكان أكبر من موسى بثلاث سنوات. عاش في بيت صالح، تعلم منذ صغره طاعة الله وعبادته، وعاش مع قومه من بني إسرائيل وهم يعانون تحت ظلم فرعون.

عندما أمر الله موسى بالذهاب إلى فرعون ليدعوه لعبادة الله، طلب موسى من الله أن يكون له وزيرًا ومعينًا يساعده، فاستجاب الله له، وكان هارون عليه السلام هو هذا المساعد.

اختار موسى أخاه لأنه كان أفصح لسانًا وأقدر على الكلام مع الناس، ولأنه كان ثابتًا وصالحًا ومحبًا له.

ذهب موسى وهارون إلى فرعون وقالا له بلطف:
"اعبد الله وحده ولا تعبد الأصنام!"

لكن فرعون لم يصدقهما وطلب منهما أن يأتيا بمعجزة. فأظهر الله له موسى آيات عظيمة:

• العصا تتحول إلى حية
• اليد البيضاء المضيئة

وكان هارون دائمًا بجانب أخيه، يشجعه ويؤازره.

حتى السحرة الذين حاولوا إبطال معجزة موسى اعترفوا بالحق وقالوا:
"آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ" (طه: 70)

وهذا يدل على أن هارون عليه السلام كان محبوبًا وذو مكانة عظيمة عند الله وعند الناس.

عندما أمر الله موسى بخروج بني إسرائيل من مصر، سار هارون بجانبه وشارك في قيادة قومه، حتى وصلوا إلى البحر، وأرشدهم الله لعبوره بأمان بعد أن شق موسى البحر بعصاه.

بعد أن ذهب موسى إلى الجبل لتلقي التوراة، حاول السامري أن يجعل الناس يعبدون عجلاً ذهبيًا.
لكن هارون بقي صامدًا وذكّر قومه بالله:
"يَا قَوْمِ، اتبعوني وأطيعوا أوامري!"

ورغم أن بعض الناس لم يستجيبوا له، انتظر هارون عودة موسى ليحل المشكلة بحكمة.

• الثبات على الحق: مهما كانت الصعوبات، يجب أن نقول الحق دائمًا.
• الحكمة في التعامل مع الآخرين: لا نغضب أو نسيء، بل نختار أفضل طريقة للنصح.
• التعاون مع الأخوة والأصدقاء: هارون وموسى علمانا أهمية مساعدة بعضنا البعض.
• الصبر والإيمان بالله: مهما واجهنا صعوبات، يساندنا الله إذا وثقنا به.

هكذا كانت قصة هارون عليه السلام، النبي الشجاع والمحب لأخيه موسى، الذي علمنا الثبات، والصبر، والحكمة، والأخوة.