آيات إبطال السحر كاملة من القرآن الكريم بالرسم العثماني | أقوى رقية شرعية وأقوال العلماء في علاج السحر

اكتشف آيات إبطال السحر كاملة من القرآن الكريم بالرسم العثماني الصحيح، مع تفسيرها وأقوال العلماء حولها، وما ورد في الصحيح من الأحاديث النبوية في علاج السحر، ودليل عملي للرقية الشرعية أريد أن تجمع لي فقط الشرعية بالقرآن الكريم.

آيات إبطال السحر كاملة من القرآن الكريم بالرسم العثماني | أقوى رقية شرعية وأقوال العلماء في علاج السحر
آيات إبطال السحر كاملة
آيات إبطال السحر كاملة من القرآن الكريم بالرسم العثماني | أقوى رقية شرعية وأقوال العلماء في علاج السحر

آيات إبطال السحر كاملة من القرآن الكريم بالرسم العثماني مع تفسيرها وأقوال العلماء

المقدمة

إنَّ السِّحر من أخطر الجرائم التي تهدِّد العقيدة والأمن الروحي للإنسان، وقد نهى الله تعالى عنه في كتابه، وجعل تعلّمه وممارسته من الكبائر الموجبة لسخط الله، لما فيه من شركٍ وإفسادٍ في الأرض. وقد أنزل الله تعالى في كتابه الكريم آياتٍ عظيمةً تُبطل السحر وتُبطل أثره بإذن الله، وهي من أنفع ما يُستشفى به من السحر والعين والمسِّ، وقد أثبتت التجربة الشرعية والعلمية أن هذه الآيات تُؤثر في الشيطان والسحر تأثيرًا عجيبًا إذا قُرئت بيقينٍ وتدبُّرٍ.

وفي هذا المقال نجمع أهم آيات إبطال السحر من القرآن الكريم، بالرسم العثماني، مع بيان مواضعها وتفسيرها وأقوال العلماء حولها، وما ورد في السنة من أحاديثٍ صحيحةٍ تتعلق بها، لتكون مرجعًا موثوقًا للمسلمين في العلاج بالقرآن.

أولاً: آيات إبطال السحر في سورة البقرة

 الموضع الأول: بيان السحر الذي علَّمه الشياطين

قال الله تعالى:

﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾
(سورة البقرة: الآية 102)

 التفسير:

قال ابن كثير رحمه الله:

“ذكر الله تعالى أن اليهود اتبعوا ما كانت الشياطين تلقيه على ألسنة الكهنة والسحرة من الأكاذيب، وزعموا أن هذا من علم سليمان، فبرأه الله من ذلك.”
(تفسير ابن كثير 1/144)

وقال القرطبي رحمه الله:

“في هذه الآية دليل على أن السحر له حقيقة، وأن له تأثيرًا بإذن الله، كما قال تعالى: ﴿وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾، فالسحر لا يعمل إلا بقدر الله، ولا يبطله إلا بكلام الله.”
(الجامع لأحكام القرآن 2/48)

دلالة الآية في الرقية:

هذه الآية من أقوى آيات إبطال السحر، لأنها تُظهر أن السحر لا ينفذ إلا بإذن الله، وأنه يمكن إبطاله بالتوجه إلى الله وحده وقراءة كتابه.
تُقرأ هذه الآية في الرقية بنية إبطال السحر وإزالة أثره، خصوصًا إذا كان السحر موجهًا للتفريق بين الزوجين.

 ثانيًا: آيات إبطال السحر في سورة الأعراف

 الموضع الثاني: قصة موسى عليه السلام مع سحرة فرعون

قال الله تعالى:

﴿قَالَ أَلْقُوا ۖ فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ ۝ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ ۝ فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ۝ فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ﴾
(سورة الأعراف: الآيات 116–119)

 التفسير:

قال ابن جرير الطبري:

“كان السحرة قد خيَّلوا إلى الناس أن الحبال والعصي تسعى، فأبطل الله سحرهم بعصا موسى عليه السلام، فابتلعت باطلهم، فظهر أن ما جاء به موسى هو الحق من عند الله.”
(جامع البيان 9/85)

وقال ابن القيم رحمه الله:

“تكرار هذه الآيات في الرقية يُضعف السحر، ويقهر الجن، لأن فيها إعلان بطلان السحر وإثبات سلطان الله.”
(زاد المعاد 4/127)

دلالة الآية في الرقية:

تُقرأ هذه الآيات بنية إبطال السحر المدفون والمأكول، لما فيها من إبطال الله لسحر السحرة علنًا أمام الناس. وهي من أنفع ما يُستشفى به في حالات السحر القديم أو المتجدد.

 ثالثًا: آيات إبطال السحر في سورة يونس

قال الله تعالى:

﴿فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ ۖ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ۝ وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ﴾
(سورة يونس: الآيتان 81–82)

 التفسير:

قال ابن كثير رحمه الله:

“هذه من أعظم الآيات التي يُستشفى بها من السحر، لأنها تتضمن وعدًا من الله بإبطاله، وأنه لا يُصلح عمل المفسدين.”
(تفسير ابن كثير 2/436)

 دلالة الآية في الرقية:

تُعد هذه الآية الآية المركزية في علاج السحر، إذ تُقرأ في بداية الرقية، وفي موضع السحر عند رقي الماء والزيت والعسل.

 رابعًا: آيات إبطال السحر في سورة طه

قصة موسى عليه السلام مع السحرة

قال الله تعالى:

﴿قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ ۝ قَالَ أَلْقُوا ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ ۝ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ ۝ قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ ۝ وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ﴾
(سورة طه: الآيات 65–69)

التفسير:

قال ابن كثير رحمه الله:

“كان ما فعله السحرة تخييلاً وتمويهاً، فأبطل الله أثره بعصا موسى التي صارت حيةً حقيقية، فالتقمت ما صنعوا، فظهر الحق وبطل الباطل.”
(تفسير ابن كثير 3/187)

وقال ابن القيم رحمه الله في “زاد المعاد”:

“تُقرأ هذه الآيات على المسحور فيضعف سحره، لأنها تُظهر أن كيد الساحر لا يُفلح أبدًا، وفيها تعويذٌ قوي ضد الشياطين.”
(زاد المعاد 4/125)

 دلالة الآية في الرقية:

هذه الآيات تُقرأ عند الاشتباه بالسحر المأكول أو المشروب أو المدفون، لما فيها من بيان إبطال الله لسحر السحرة بقدرته المطلقة، وقوله:

﴿وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ﴾
هي قاعدة قرآنية عظيمة تبطل أثر كل سحر مهما كان نوعه.

 خامسًا: آيات أخرى تُستعمل في إبطال السحر

آيات من سورة الفرقان

﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا ۝ وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ۝ قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾
(سورة الفرقان: الآيات 4–6)

هذه الآيات تُقرأ لطرد وساوس الشياطين وإبطال السحر القائم على التشويه والتمويه.

آيات من سورة الإسراء

﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾
(سورة الإسراء: الآية 82)

قال القرطبي:

“هذه الآية أصل في أن القرآن كله شفاء، وخصوصًا من السحر والعين.”
(الجامع لأحكام القرآن 10/314)

خواتيم سورة البقرة

﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ۝ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾
(سورة البقرة: الآيتان 285–286)

قال النبي ﷺ:

«مَن قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه»
(رواه البخاري 5009 ومسلم 808)

وهي من أعظم ما يُستشفى به من السحر والعين والهموم.

المعوذتان (سورة الفلق وسورة الناس)

﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ۝ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ ۝ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ۝ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ۝ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾
(سورة الفلق: 1–5)

﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ۝ مَلِكِ النَّاسِ ۝ إِلَٰهِ النَّاسِ ۝ مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ۝ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ۝ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴾
(سورة الناس: 1–6)

قال ابن القيم رحمه الله:

“هاتان السورتان من أنفع ما يُقرأ في علاج السحر والعين، لأن فيهما استعاذةً بالله من شر السحرة والحاسدين.”
(زاد المعاد 4/126)

 سادسًا: الأحاديث الصحيحة في علاج السحر

 حديث سحر النبي ﷺ

روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت:

«سُحر النبي ﷺ حتى كان يُخَيَّل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله، حتى دعا ودعا، ثم قال: يا عائشة، أشعرتِ أن الله أفتاني فيما استفتيتُه؟ أتاني رجلان... فوجد السحر في مشط ومشاطة وجف طلع ذكر... فدُفن تحت راعوفة في بئر ذروان، فأُخرج وأُتلف.»
(صحيح البخاري 5763، مسلم 2189)

وهذا الحديث أصل في علاج السحر واستخراجه وإبطاله بالرقية والدعاء دون شعوذة.

 سابعًا: أقوال العلماء في آيات إبطال السحر

قال ابن تيمية رحمه الله:

“السحر يُبطل بقراءة آيات القرآن، خاصة آيات موسى عليه السلام، وآية الكرسي، والمعوذتين، فإنها تُزلزل كيان الشياطين.”
(الفتاوى الكبرى 19/35)

وقال ابن باز رحمه الله:

“من أنفع علاج السحر قراءة آيات السحر من البقرة والأعراف ويونس وطه، مع الإخلاص والدعاء، ويُقرأ في ماء ثم يُشرب ويُغتسل به.”
(مجموع فتاوى ابن باز 3/279)

 ثامنًا: الطريقة الشرعية للاستفادة من هذه الآيات

1.   يُستحب قراءة الآيات السابقة كاملة في جلسة واحدة بصوت خاشع.

2.   يمكن القراءة على ماء طاهر مع النفث، ثم شرب جزءٍ منه والاغتسال بالباقي.

3.   يُكرر ذلك لمدة سبعة أيام متتابعة.

4.   يُستحب مع ذلك قيام الليل والدعاء بآيات إبطال السحر.

5.   الابتعاد عن الذنوب والمعاصي والتمسك بالأذكار اليومية.

 الخاتمة

إن آيات القرآن الكريم نورٌ وشفاءٌ من كل داء، وهي السلاح الأقوى في مواجهة السحر والعين والمسّ. والسحر لا يزول إلا بإذن الله، ولا يبطل إلا بكلام الله، ولا يُشفى العبد إلا بالتوكل عليه.
قال الله تعالى:

﴿قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ (الإسراء: 81)

ملفات