حكم الاستمناء في نهار رمضان وأثره على الصيام عند الفقهاء
تعرف في هذا المقال المفصل على حكم الاستمناء في نهار رمضان، وهل يفسد الصوم، وماذا قال جمهور العلماء والفقهاء، مع بيان الخلاف الفقهي، وأثر الجهل بالحكم، وكفارة الاستمناء، ورأي الأئمة في العادة السرية للفتيات والفتيان، مع نصائح عملية للتوبة والعفة.

جدول المحتويات
- تمهيد: خطورة إفساد الصيام في رمضان
- هل الاستمناء يفسد الصيام؟
- حكم الاستمناء مع الجهل
- كفارة الاستمناء في رمضان
- حكم الإنزال بالنظر أو التخيل
- حكم الاستمناء للفتيات في رمضان
- أقوال العلماء في حكم العادة السرية عموماً
- كيفية التوبة من العادة السرية في رمضان
- الخلاصة والراجح من أقوال العلماء
- خاتمة
- مقالات ذات صلة
-
تمهيد: خطورة إفساد الصيام في رمضان
حكم الاستمناء في رمضان وأثره على الصيام شهر رمضان شهر عظيم يتطلب من المسلم صيانة الجوارح، والتحلي بالعفة والطهارة، والابتعاد عن كل ما يفسد الصيام. ومن أخطر ما يقع فيه بعض الشباب والفتيات ممارسة الاستمناء (العادة السرية) في نهار رمضان، وهو أمر يثير جدلاً فقهياً، ويحتاج إلى بيان مفصل بالأدلة الشرعية وأقوال العلماء.
-
هل الاستمناء يفسد الصيام؟
- جمهور العلماء: يرون أن الاستمناء في نهار رمضان إذا كان مع إنزال المني فإنه مفطر ويوجب قضاء اليوم مع التوبة.
- الشيخ ابن باز رحمه الله: قال إن الاستمناء يبطل الصوم إذا كان متعمداً وخرج المني، ويجب على الفاعل القضاء والتوبة، ولا كفارة عليه إلا التوبة النصوح.
- الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: قال إن الاستمناء في نهار رمضان مع الإنزال يفسد الصيام ويوجب القضاء والتوبة، أما إن لم يحصل إنزال فلا يفطر الصائم.
الخلاصة:
- الاستمناء مع الإنزال = يفسد الصيام ويوجب القضاء والتوبة.
- الاستمناء دون إنزال = لا يفسد الصيام، لكنه محرم ويأثم فاعله.
- جمهور العلماء: يرون أن الاستمناء في نهار رمضان إذا كان مع إنزال المني فإنه مفطر ويوجب قضاء اليوم مع التوبة.
-
حكم الاستمناء مع الجهل
- بعض الفقهاء (كالشافعية) يرون أن الجهل بالحكم يعذر صاحبه، فلا قضاء عليه إذا لم يكن يعلم أن الاستمناء يفسد الصوم.
- الشيخ ابن عثيمين أكد أن العلم شرط في فساد الصوم، فمن فعل مفطراً جاهلاً فلا يفطر لأنه معذور بالجهل.
- لكن مذهب الإمام مالك يرى أن القضاء لازم حتى مع الجهل، وبالتالي على من فعل ذلك قضاء جميع الأيام.
والراجح: أن الجهل بالحكم يعذر به الإنسان، لكن مع ذلك الأفضل أن يقضي احتياطاً ويستغفر الله.
- بعض الفقهاء (كالشافعية) يرون أن الجهل بالحكم يعذر صاحبه، فلا قضاء عليه إذا لم يكن يعلم أن الاستمناء يفسد الصوم.
-
كفارة الاستمناء في رمضان
- جمهور العلماء (الشافعية والحنابلة والأحناف): يرون أن الاستمناء يوجب القضاء والتوبة فقط، ولا كفارة فيه، لأن الكفارة خاصة بالجماع.
- المالكية: يوجبون الكفارة في حال تعمد الاستمناء، باعتباره إفساداً للصوم بانتهاك حرمة رمضان.
الكفارة عند المالكية:
- عتق رقبة.
- أو صيام شهرين متتابعين.
- أو إطعام ستين مسكيناً (والأفضل عندهم الإطعام).
ملاحظة: لا يجوز إخراج الكفارة من مال حرام، فالمال الخبيث يجب التخلص منه لا التصدق به.
- جمهور العلماء (الشافعية والحنابلة والأحناف): يرون أن الاستمناء يوجب القضاء والتوبة فقط، ولا كفارة فيه، لأن الكفارة خاصة بالجماع.
-
حكم الإنزال بالنظر أو التخيل
- الحنفية والشافعية: يرون أن إنزال المني بمجرد النظر أو التخيل لا يبطل الصوم، إلا إذا اعتاد الشخص ذلك وكرره حتى أنزل.
- المالكية والحنابلة: قالوا إن إنزال المني بالنظر المستديم يفسد الصيام، لأنه بفعل متعمد يمكن التحرز منه.
- الإنزال عن مجرد الفكر: عند المالكية يفسد الصوم، أما عند الحنابلة فلا يفسده لأنه لا يمكن التحرز منه.
إذن:
- إنزال المني عن نظر متكرر بشهوة = يفسد الصوم.
- إنزال المني عن مجرد خيال = يفسد الصوم عند المالكية فقط.
- الحنفية والشافعية: يرون أن إنزال المني بمجرد النظر أو التخيل لا يبطل الصوم، إلا إذا اعتاد الشخص ذلك وكرره حتى أنزل.
-
حكم الاستمناء للفتيات في رمضان
- لا فرق بين الرجل والمرأة في الحكم، فمن استثارت نفسها حتى الإنزال وجب عليها الغسل وفسد صومها.
- قال النبي ﷺ: "إنما الماء من الماء" (رواه مسلم)، أي أن الغسل يجب من إنزال المني بشهوة.
- لمجرد لمس الفرج لإزالة الأذى لا حرج، لكن العبث به بقصد الشهوة محرم.
???? الاستمناء للفتيات في رمضان حرام ويفسد الصوم مع الإنزال، ويجب فيه الغسل، وقضاء اليوم، والتوبة النصوح.
- لا فرق بين الرجل والمرأة في الحكم، فمن استثارت نفسها حتى الإنزال وجب عليها الغسل وفسد صومها.
-
أقوال العلماء في حكم العادة السرية عموماً
- الشافعية والمالكية: يرون تحريم الاستمناء مطلقاً.
- الأحناف: يحرمونه إذا كان بقصد استجلاب الشهوة.
- الحنابلة: قالوا بجوازه عند الحاجة، لكن ابن قدامة شدد أن من استمنى فقد ارتكب محرماً.
جمهور الأئمة يرون تحريم الاستمناء باليد لما فيه من ضرر بدني ونفسي، ولأنه ينافي مقاصد الشريعة في حفظ الفرج.
- الشافعية والمالكية: يرون تحريم الاستمناء مطلقاً.
-
كيفية التوبة من العادة السرية في رمضان
الكفارة الكبرى عن هذا الذنب هي التوبة الصادقة، والتي تقوم على:
1. الإقلاع عن الذنب فوراً.
2. الندم الصادق على ما فات.
3. العزم على عدم العودة مرة أخرى.
4. الإكثار من الطاعات واللجوء إلى الله بالدعاء.
قال ﷺ: "من أفطر يوماً من رمضان من غير عذر ولا مرض لم يقضه صيام الدهر وإن صامه" (رواه البخاري).
-
الخلاصة والراجح من أقوال العلماء
- الاستمناء في نهار رمضان يفسد الصيام مع الإنزال، ويوجب القضاء والتوبة.
- لا كفارة فيه عند الجمهور، لكن المالكية أوجبوها.
- الإنزال بالتخيل أو النظر: فيه خلاف، والأبرأ قضاء اليوم.
- لا فرق بين الرجل والمرأة في الحكم.
- العادة السرية محرمة شرعاً في رمضان وغيره، وعلى المسلم تركها حفاظاً على دينه وصحته.
- الاستمناء في نهار رمضان يفسد الصيام مع الإنزال، ويوجب القضاء والتوبة.
-
خاتمة
إن شهر رمضان فرصة عظيمة للارتقاء بالنفس، وتهذيب الشهوة، وتطهير القلب، فمن أفسد صومه بالاستمناء فعليه المسارعة إلى التوبة النصوح، وقضاء ما عليه، والإقلاع عن هذه العادة السيئة، واستبدالها بعبادة الله، والحرص على نقاء الجوارح. فالمحروم من حرم خير هذا الشهر، والشقي من خرج منه ولم يُغفر له.