قصة مقتل الحسين بن علي رضي الله عنه
مقالة شاملة عن قصة مقتل الحسين بن علي رضي الله عنه في كربلاء، مع عرض الخلفية التاريخية وأحداث عاشوراء، ودور أهل الكوفة، وموقف يزيد بن معاوية، ودروس وعبر من مأساة كربلاء، مدعمة بالمصادر التاريخية والفقهية الموثوقة.

جدول المحتويات
- مقدمة
- خلفية تاريخية للحادثة
- دعوة أهل العراق للحسين
- خروج الحسين إلى العراق
- حصار كربلاء
- كيف خذل أهل العراق الحسين بن علي رضي الله عنهما؟
- يوم عاشوراء واستشهاد الحسين
- من هو ابن مرجانة وما علاقته بقتل الحسين؟
- ماذا فعل يزيد عندما أتوه برأس الحسين بن علي رضي الله عنه
- لماذا يضرب الشيعة أنفسهم في يوم عاشوراء
- الدروس والعبر من كربلاء
-
مقدمة
يُعَدُّ مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما من أعظم الأحداث التي مرّت بتاريخ الأمة الإسلامية، فقد ارتبط اسمه بـ كربلاء وأصبح رمزاً للتضحية والثبات على المبدأ، وميداناً لتجديد العبرة عبر الأجيال. وعلى الرغم من كثرة المؤلفات التي تناولت هذه الحادثة من زوايا متعددة، فإن من المهم إعادة عرضها بطريقة منهجية متجردة، مع التوثيق من المصادر المعتبرة، لبيان ملابساتها ودروسها.
-
خلفية تاريخية للحادثة
بعد وفاة أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه سنة 60 هـ، تولى الحكم ابنه يزيد بن معاوية. وقد كان هذا الانتقال موضع جدل كبير بين الصحابة والتابعين، إذ رأى بعضهم أن البيعة ليزيد لا تتوافق مع معايير الشورى والاختيار التي سادت في عهد الخلفاء الراشدين. ومن أبرز من رفضوا البيعة:
- الحسين بن علي رضي الله عنهما، سبط النبي ﷺ وسيد شباب أهل الجنة.
- عبد الله بن الزبير.
- عبد الله بن عمر.
- عبد الرحمن بن أبي بكر.
جاء في شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي أن الحسين كان قد أبى البيعة ليزيد رغم أن الناس بايعوا له بعد أبيه.
- الحسين بن علي رضي الله عنهما، سبط النبي ﷺ وسيد شباب أهل الجنة.
-
دعوة أهل العراق للحسين
أهل الكوفة – المعروفون بكثرة المراسلات وتبدّل المواقف – كتبوا إلى الحسين رضي الله عنه بعد وفاة معاوية، يستدعونه ليكون قائداً لهم ضد حكم يزيد. وقد بلغ عدد الرسائل مئات الكتب كما ذكر المؤرخون، حتى أرسلوا وفوداً إلى مكة لتأكيد الولاء له.
فأرسل الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب ليستطلع الأمر، فنزل بالكوفة وبايعه الآلاف. لكن سرعان ما انقلبوا عليه حينما جاء عبيد الله بن زياد والياً على الكوفة من قِبل يزيد، فبطش بالناس وقتل مسلماً غدراً، وكان ذلك مؤشراً على غدر الكوفيين.
-
خروج الحسين إلى العراق
رغم نصائح كبار الصحابة له بالعدول عن الذهاب – مثل ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهما – قرر الحسين الخروج ومعه أهل بيته وأصحابه، لما رأى من إلحاح كتب أهل العراق.
خرج من مكة يوم التروية (8 ذي الحجة) سنة 60 هـ متوجهاً إلى الكوفة، حتى نزل أرض كربلاء قرب الفرات، وهناك اعترضه جيش ابن زياد بقيادة عمر بن سعد بن أبي وقاص بأربعة آلاف مقاتل، ثم تعزز الجيش حتى بلغ أكثر من عشرين ألفاً. -
حصار كربلاء
حصار كربلاء عندما نزل الحسين بكربلاء، بدأ الحصار عليه وأهله، ومنعوه من الماء، حتى أصاب العطش نساءه وأطفاله. وقد ذكر المؤرخون أن من أشد ما وقع على الحسين وأهل بيته هو منعهم من شرب الماء مع قرب نهر الفرات منهم.
وقد حاول الحسين أن يخاطب القوم ويذكّرهم بقرابته من رسول الله ﷺ، وأنه لا يجوز قتال أهل البيت، لكن القلوب قست، وغلبت المصالح السياسية على القوم.
-
كيف خذل أهل العراق الحسين بن علي رضي الله عنهما؟
أولاً: البداية – الرسائل إلى الحسين
بعد وفاة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه سنة 60 هـ وتولي ابنه يزيد الحكم، كتب أهل الكوفة عشرات بل مئات الرسائل إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما وهم يبايعونه على الإمامة، ويؤكدون أنهم مستعدون لنصرته ضد يزيد.
- أرسلوا وفودًا إلى مكة لإقناعه بالمجيء.
- بلغ عدد الرسائل ما يزيد على اثني عشر ألف كتاب كما تذكر بعض المصادر.
هنا رأى الحسين أن الأمر جدّي، فأرسل ابن عمه مسلم بن عقيل للكوفة ليتأكد من ولاء الناس.
ثانياً: خيانة العهد وقتل مسلم بن عقيل
في البداية، بايع الآلاف مسلمًا، لكن عندما جاء عبيد الله بن زياد والي الكوفة من قِبل يزيد، استخدم التهديد والرشوة والتخويف، فانفض الناس عن مسلم، ولم يبقَ معه إلا القليل.
- انتهى الأمر بقتل مسلم غدرًا، ولم يبقَ من أهل الكوفة من يفي بوعوده.
- ومع ذلك، لم تصل الأخبار كاملة إلى الحسين وهو في طريقه من مكة.
ثالثاً: ترك الحسين وحده في كربلاء
حين وصل الحسين إلى كربلاء ومعه أهله وأصحابه، التف حوله جيش كبير أرسله ابن زياد بقيادة عمر بن سعد، حتى بلغوا أكثر من عشرين ألف مقاتل.
- هؤلاء كانوا في الأصل هم أنفسهم الذين كتبوا للحسين يدعونه.
- لكنهم بدلوا ولاءهم خوفًا من بطش ابن زياد وطمعًا في عطايا السلطة.
- بل إن بعض من بايعوا الحسين انقلبوا يقاتلونه.
رابعاً: شواهد من كلام المؤرخين
- قال ابن كثير في البداية والنهاية:
"كانوا كتبوا إليه بالقدوم، ثم لما قدم خذلوه وأسلموه، حتى قُتل مظلومًا".
- وقال الطبري:
"إن أهل الكوفة لم يكن لهم في ذلك اليوم أثبت من الحسنات إلا القليل، إذ كتبوا إليه بالقدوم ثم أسلموه".
- وقال الحسن البصري رحمه الله:
"أهل الكوفة دعوا الحسين ثم غدروا به، فلا أعطى الله أهل العراق الراحة".
خامساً: أسباب خذلان أهل العراق
1. الخوف من بطش ابن زياد: فقد كان قاسيًا شديد البطش، فارتعب الناس من سيفه.
2. الطمع في الدنيا: كثيرون فضّلوا السلامة والمال على نصرة الحسين.
3. ضعف الولاء والثبات: تاريخ الكوفة مليء بالتقلب، فقد سبق أن خذلوا عليًا رضي الله عنه في صفين، والحسن في صلحه مع معاوية.
4. تضليل القادة: استخدموا أساليب الترهيب والإشاعات حتى صرفوا الناس عن الحسين.
سادساً: النتيجة
ترك أهل العراق الحسين وحيدًا مع ثلة من أهل بيته وأصحابه لا يتجاوزون بضع عشرات، يقاتلون عشرات الآلاف من أهل الكوفة الذين انقلبوا عليه.
وكان ذلك الخذلان سببًا في:
- استشهاد الحسين رضي الله عنه وأهل بيته.
- وصمة عار تاريخية على أهل الكوفة.
- تحذير للأمة كلها من خطورة الغدر والتقلب.
خلاصة
لقد خذل أهل العراق الحسين رضي الله عنه حينما:
- دعوه ثم غدروا به.
- بايعوه ثم تركوه.
- أرسلوا إليه الرسائل ثم سلّموه لأعدائه.
وكانت النتيجة أن وقف الحسين وأهل بيته موقف العز والشهادة، بينما سجّل التاريخ على أهل الكوفة غدرًا لم يُمحَ عبر العصور.
قال الإمام الحسن البصري عنهم:
"اللهم العن أهل الكوفة، غدروا بالحسين وقتلوه".
- أرسلوا وفودًا إلى مكة لإقناعه بالمجيء.
-
يوم عاشوراء واستشهاد الحسين
يوم عاشوراء في يوم عاشوراء من المحرم سنة 61 هـ، دارت المعركة الفاصلة. قاتل الحسين وأصحابه قتال الأبطال، ولم يكن عددهم يتجاوز اثنين وثمانين رجلاً مقابل آلاف.
قتل من أهل بيت الحسين عدد من خيرة شباب بني هاشم، منهم:
- علي الأكبر بن الحسين.
- العباس بن علي (حامل لواء الحسين).
- القاسم بن الحسن بن علي.
- أبناء جعفر بن أبي طالب: محمد وعون.
- مسلم بن عقيل وأبناؤه.
أما الحسين رضي الله عنه فقد قاتل قتال الأبطال حتى أصيب بثلاث وثلاثين طعنة وأربع وثلاثين ضربة كما ذكر المؤرخون. ثم اجتمعوا عليه وقتلوه مظلوماً شهيداً، واحتزوا رأسه الشريف.
- علي الأكبر بن الحسين.
-
من هو ابن مرجانة وما علاقته بقتل الحسين؟
أولاً: اسمه ونسبه
- ابن مرجانة هو عبيد الله بن زياد بن أبيه، أحد ولاة الدولة الأموية.
- أمه كانت أَمَةً تُسمى مرجانة، فنُسب إليها بلقب "ابن مرجانة"، وهذا اللقب كان يُستعمل أحيانًا على سبيل الانتقاص.
- والده زياد بن أبيه، الذي ولاه معاوية على العراق، ثم صار ابنه عبيد الله والياً بعده.
ثانياً: منصبه في زمن يزيد
- لما تولى يزيد بن معاوية الحكم، أبقى عبيد الله بن زياد واليًا على البصرة.
- وبعد اضطراب الكوفة وكتابتها للحسين رضي الله عنه، عيّنه يزيد واليًا على الكوفة أيضًا، فصار يجمع بين البصرة والكوفة، وهو منصب قوي جدًا.
ثالثاً: دوره في خذلان وقتل الحسين
1. إرهاب الكوفيين:
لما قدم مسلم بن عقيل إلى الكوفة بايع له الآلاف، لكن عبيد الله بن زياد دخل الكوفة متخفيًا ثم قبض زمام الأمور بالترهيب والبطش، حتى تفرق الناس عن مسلم، وقتله غدرًا.2. إصدار الأوامر بقتل الحسين:
حين اقترب الحسين من الكوفة، أرسل عبيد الله إلى عمر بن سعد يأمره بمواجهة الحسين وحصاره.o شدّد على منع الماء عنه وأهله.
o أمره أن لا يتركه حتى يبايع يزيد أو يقتله.
3. إشرافه على المعركة:
كان هو صاحب القرار السياسي والعسكري في مواجهة الحسين.o بعد استشهاد الحسين، حملوا رأسه إلى ابن زياد في الكوفة.
o وضع الرأس بين يديه، وأخذ ينكثه بعصاه، وورد أنه قال كلمات فيها استهزاء، فأنكر عليه الصحابة الحاضرون مثل زيد بن أرقم رضي الله عنه.
4. إرساله الرأس إلى يزيد:
بعث برأس الحسين وأهل بيته سبايا إلى دمشق عند يزيد.رابعاً: موقف العلماء والمؤرخين منه
- قال الذهبي في السير:
"عبيد الله بن زياد، هو الذي أمر بقتل الحسين، وكان من أئمة الظلم".
- وقال ابن كثير:
"هو المسؤول الأول عن قتل الحسين، وقد لعنته الأمة، واتفقوا على بغضه".
- وكان الناس يلعنونه في زمانه وبعده، حتى قُتل لاحقًا على يد المختار الثقفي سنة 67 هـ انتقامًا للحسين.
خامساً: الخلاصة
- ابن مرجانة = عبيد الله بن زياد، والي الكوفة والبصرة في عهد يزيد.
- هو المسؤول الأول عن قتل الحسين رضي الله عنه، لأنه:
- قتل مسلم بن عقيل مبعوث الحسين.
- أرهب أهل الكوفة حتى خذلوا الحسين.
- أمر عمر بن سعد بقتاله ومنع الماء عنه.
- استقبل رأسه الشريف في الكوفة واستهزأ به.
- لذلك صار اسمه ملتصقًا بذكر مأساة كربلاء كأحد أبرز المجرمين فيها.
- ابن مرجانة هو عبيد الله بن زياد بن أبيه، أحد ولاة الدولة الأموية.
-
ماذا فعل يزيد عندما أتوه برأس الحسين بن علي رضي الله عنه
أولاً: وصول رأس الحسين إلى يزيد
بعد مقتل الحسين رضي الله عنه في كربلاء سنة 61 هـ، حمل الجيش رأسه مع نساء أهل بيته وولده علي بن الحسين زين العابدين إلى والي الكوفة عبيد الله بن زياد، ثم أرسلها ابن زياد إلى دمشق حيث كان يزيد.
ثانياً: اختلاف الروايات
1. روايات تفيد أن يزيد أظهر الفرح
- جاء في بعض المصادر أن يزيد وضع الرأس أمامه، وجعل ينكث ثناياه بقضيب في يده، ثم أنشد أبياتًا يفخر فيها بقتل الحسين، منها:
"ليت أشياخي ببدر شهدوا..."
- وهذه الرواية رواها الطبري وغيره، لكنها من طريق سيف بن عمر وغيره ممن تكلم المحدثون في ضعفهم.
2. روايات تفيد أن يزيد حزن وتأثر
- ذكر ابن كثير في البداية والنهاية أن يزيد أظهر الحزن وقال:
"كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين، لعن الله ابن مرجانة (يعني عبيد الله بن زياد)، أما والله لو أني صاحبه لعفوت عنه".
- وروي أنه بكى حين رأى نساء الحسين وأولاده وقال:
"يبعد ابن مرجانة لعنه الله، أما والله لو كانت بينه وبينه قرابة ما فعل هذا".
3. روايات وسطية
- بعض المؤرخين ذكروا أن يزيد لم يكن راضيًا صراحة، لكنه في الوقت نفسه لم يُعاقب ابن زياد العقوبة التي تليق بفعلته، فاكتفى باللوم، مما جعله يتحمل جزءًا من المسؤولية التاريخية والسياسية عن الحادثة.
ثالثاً: أقوال أهل العلم
- ابن تيمية قال: "يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل العلم، لكن حصل بسببه ما حصل من الفتنة والفساد، وما وقع من ظلمه وفسقه فهو مشهور". (مجموع الفتاوى).
- ابن كثير قال: "الذي عليه الأكثر أن يزيد لم يُظهر سرورًا بقتله، بل أظهر التوجع من ذلك والتبرؤ من ابن زياد".
- الذهبي وصف يزيد بأنه "أحد ملوك الإسلام، له حسنات وسيئات، ولم يكن كافرًا، ولم يأمر بقتل الحسين".
رابعاً: الخلاصة
- لم يثبت بدليل صحيح أن يزيد هو الذي أمر بقتل الحسين أو فرح بقتله.
- الثابت أن القتل كان بأمر عبيد الله بن زياد والي الكوفة، بقيادة عمر بن سعد.
- يزيد أظهر التبرؤ من صنيع ابن زياد، لكن المؤرخين عابوا عليه أنه لم يُنصف آل البيت ولم يقتص من القتلة، فكان له نصيب من المسؤولية السياسية.
???? إذن: موقف يزيد حين أتاه رأس الحسين كان على الأرجح إظهار الحزن والتبرؤ من ابن زياد، لكن عدم محاسبته للقتلة جعله متَّهماً عند كثير من المؤرخين بتحمل جزء من وزر الحادثة.
- جاء في بعض المصادر أن يزيد وضع الرأس أمامه، وجعل ينكث ثناياه بقضيب في يده، ثم أنشد أبياتًا يفخر فيها بقتل الحسين، منها:
-
لماذا يضرب الشيعة أنفسهم في يوم عاشوراء
أولاً: الخلفية التاريخية
- الشيعة يرون أن مقتل الحسين رضي الله عنه كان مظلمة عظيمة، وأن الأمة خانت سبط النبي ﷺ، فصار يوم عاشوراء عندهم يوم حزن وحداد.
- لذلك جعلوا هذه الذكرى مناسبة للتعبير عن الأسى والولاء لآل البيت، فأقاموا المآتم والمواكب، وتلاوة المراثي، وأحيانًا ضرب الصدور أو اللطم أو حتى الجَلد بالسلاسل.
ثانياً: سبب ضربهم أنفسهم
1. التعبير عن الحزن الشديد: يعتبرون اللطم وضرب الجسد وسيلة لتجسيد الحزن على ما أصاب الحسين وأهل بيته.
2. التكفير عن التقصير: بعضهم يعتقد أن الأمة قصّرت في نصرة الحسين، فيعاقبون أنفسهم رمزيًا.
3. الهوية والانتماء: هذه الطقوس أصبحت مع مرور الزمن جزءًا من الهوية الجماعية والشعائر التي تميزهم.
ثالثاً: الموقف الشرعي
- جمهور العلماء من أهل السنة أجمعوا على أن هذه الممارسات بدعة منكرة، لم يفعلها النبي ﷺ ولا الصحابة ولا آل البيت أنفسهم، بل ورد عن علي بن الحسين (زين العابدين) ـ وهو الناجي الوحيد من كربلاء ـ أنه كان يدعو الله ويبكي سرًا، ولم يُعرف عنه ضرب النفس أو إراقة الدم.
- الإسلام نهى عن إيذاء النفس: قال تعالى:
﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ [النساء: 29].
- كما نهى النبي ﷺ عن النياحة وشق الجيوب ولطم الخدود، فقال ﷺ:
"ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية" [رواه البخاري].
رابعاً: البديل الصحيح
إحياء ذكرى الحسين رضي الله عنه يكون بـ:
- الترحم عليه والدعاء له.
- الاقتداء بموقفه في الثبات على الحق.
- ذكر فضائل أهل البيت ونشر محبتهم المشروعة.
- الصوم يوم عاشوراء الذي سنّه النبي ﷺ شكرًا لله على نجاة موسى وقومه، ثم قال: "أنا أحق بموسى منكم" فصامه وأمر بصيامه.
???? الخلاصة:
ضرب الشيعة لأنفسهم في عاشوراء هو ممارسة تعبيرية تاريخية، لا أصل لها في الدين، بل نهى الشرع عن مثلها لأنها إيذاء للنفس وتشبه بأعمال الجاهلية. والواجب إحياء ذكرى الحسين رضي الله عنه بالحب والاتباع لا بالبدع والإيذاء. - الشيعة يرون أن مقتل الحسين رضي الله عنه كان مظلمة عظيمة، وأن الأمة خانت سبط النبي ﷺ، فصار يوم عاشوراء عندهم يوم حزن وحداد.
-
الدروس والعبر من كربلاء
1. ثبات الحسين على المبدأ: لم يرضَ بالبيعة سراً ولا على غير حق، وقدم نفسه قرباناً من أجل كرامة الأمة.
2. غدر أهل الكوفة: تعددت حوادث التاريخ التي أظهرت عدم ثباتهم، فكانوا سبباً رئيسياً في المأساة.
3. الظلم نهايته الخزي: كل من شارك في قتل الحسين أصابه الذل والعقوبة، حتى قيل إن ابن زياد ويزيد ماتا ميتة سوء.
4. فضل الشهادة في سبيل الحق: فقد نال الحسين وأهل بيته شرف الشهادة، وصاروا قدوة للأحرار في كل زمان.
5. أهمية وحدة الأمة: تفرق الصفوف واتباع الأهواء السياسية هو ما أوقع الأمة في هذه الكارثة.