دعاء قبل الجماع: الأدعية الواردة في السنة

تعرف على دعاء قبل الجماع الصحيح من السنة النبوية، وأدعية لتسهيل الجماع، وأدعية للحمل والحماية من الأمراض، مع أقوال العلماء حول حكم الدعاء عند نسيانه، وآداب العلاقة الزوجية في الإسلام، لتنال البركة وتحفظ ذريتك من الشيطان.

دعاء قبل الجماع: الأدعية الواردة في السنة
دعاء قبل الجماع
  • مقدمة

    مقدمة
    دعاء قبل الجماع من السنة النبوية

    العلاقة الزوجية في الإسلام ليست مجرد تلبية لغريزة فطرية، بل هي عبادة وسكن ورحمة بين الزوجين، يُراعى فيها ذكر الله عز وجل، والالتزام بالآداب الشرعية، حتى تكون سببًا في زيادة الألفة، وجلب البركة، وحفظ النسل من الشيطان. ومن أبرز ما ورد في السنة النبوية ما يعرف بـ دعاء الجماع، وهو ذكرٌ عظيم يحفظ المولود من الشيطان، ويجعل العلاقة الزوجية في إطارها الشرعي الطاهر.

  • دعاء قبل الجماع من السنة

    ثبت في صحيح البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال:
    «أَمَا إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ، وَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَرُزِقَا وَلَدًا لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ».

    هذا الدعاء يعدّ من آداب العلاقة الزوجية، إذ يحفظ النسل، ويجعل المولود بعيدًا عن تسلّط الشيطان. وقد بيّن العلماء أن معنى "لم يضره الشيطان" أي أنه يكون محفوظًا من وساوسه وشروره، سواء في بدنه أو عقله أو دينه.

    أقوال العلماء في معنى الحديث

    • قال القاضي عياض: المقصود أن الشيطان لا يصرعه ولا يطعن فيه عند ولادته.
    • وبيّن ابن دقيق العيد أن الحفظ قد يكون خاصًا بالضرر البدني أو العقلي، وليس معناه العصمة المطلقة من المعاصي.
  • أدعية قبل الجماع لتسهيله

    إلى جانب الدعاء الوارد في السنة، يمكن للمسلم أن يدعو بأدعية عامة يطلب فيها التيسير والبركة، ومنها:

    • اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي.
    • اللهم رحمتك أرجو، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله.
    • اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
    • بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله.

    هذه الأدعية تعكس مفهوم البركة في العلاقة الزوجية، إذ إن الدعاء يفتح أبواب الخير ويبعد وساوس الشيطان.

  • أدعية قبل الجماع للحمل

    وردت في القرآن والسنة أدعية لطلب الذرية الصالحة، ومنها:

    • (رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ) [آل عمران: 38].
    • (فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا) [مريم: 5-6].
    • (وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) [آل عمران: 36].

    ومن الأدعية المأثورة:

    • اللهم اجعلني له ودودًا ولودًا، وارزقني ذرية صالحة.
    • اللهم اجعل نسلي حسنًا، وبارك لنا في أولادنا.
    • اللهم لا تجعلني عقيمًا، وامنحني بفضلك ذرية صالحة تكون قرة عين لي.
  • ماذا يحدث إذا نسي المسلم دعاء الجماع؟

    يتساءل البعض: هل يصيب الشيطان المولود إذا نسي المسلم الدعاء؟

    • بيّن العلماء أن الحديث النبوي وعدٌ لمن دعا أن يحفظ الله ولده من الشيطان، وليس معناه أن من نسي الدعاء يكون ولده بالضرورة عرضة لضرر الشيطان.
    • لذا، من السنة الحرص على الدعاء، لكنه ليس واجبًا.
    • كما أن الدعاء يقال عند بدء الجماع، ولا يشرع عند مجرد المداعبة.
  • هل تقول الزوجة دعاء الجماع أيضًا؟

    ذكر أهل العلم أن الدعاء مشروع للرجل والمرأة معًا. قال المرداوي في "الإنصاف":

    "الأظهر أن المرأة تقوله أيضًا، إذ لا فرق بينهما في طلب الاستعاذة بالله."

  • رأي العلماء والفقهاء في دعاء الجماع

    • قال الشيخ الشعراوي رحمه الله: دعاء الجماع يحفظ المولود من السحر والشيطان، ويجعله ينشأ بعيدًا عن الشر.
    • وأفتت دار الإفتاء المصرية بأن هذا الدعاء من آداب العلاقة، وينبغي المحافظة عليه.
    • وذكر الإمام النووي أن الذكر عند الجماع استحباب مؤكد، وهو من سنن الفطرة والحياء.
  • خاتمة

    دعاء الجماع ليس مجرد ذكر عابر، بل هو عبادة عظيمة تذكّر المسلم بأن العلاقة الزوجية جزء من طاعة الله، وتُضفي على الحياة الزوجية سكينة وطمأنينة. فمن أراد أن يبارك الله في ذريته ويحفظها من الشرور، فليحرص على هذا الدعاء النبوي الشريف، وليلتزم بآداب الإسلام في كل شؤونه.