ألقاب الحروف في علم التجويد (شرح شامل)

يُعَدّ علم التجويد من أشرف العلوم الشرعية المتعلقة بكتاب الله تعالى، إذ به يُعرف مخرج كل حرفٍ وصفته وخصائصه الصوتية التي ميّزه الله بها عن غيره. ومن بين مباحث هذا العلم الدقيق ما يُعرف بـ ألقاب الحروف، وهي أسماء ونعوت أطلقها علماء التجويد على مجموعات الحروف العربية؛ تمييزًا لها بحسب مواضع خروجها من الفم أو الحلق أو الشفتين، وقد وضع أسسها العالم اللغوي الكبير الخليل بن أحمد الفراهيدي في كتابه العين، فصارت من المصطلحات الراسخة في علم الأصوات والتجويد.

وقد اتفق علماء التجويد على أن ألقاب الحروف عشرة، وهي:
حلقية، لهوية، شجرية، أسلية، نطعية، لثوية، ذلقية، شفهية، جوفية، هوائية.
وفيما يلي تفصيل هذه الألقاب وبيان سبب تسميتها ومخارجها وأمثلتها.

 تعريفها:

هي حروف المد الثلاثة التي تخرج من الجوف، وهو الخلاء الممتد في الحلق والفم، وهي:

• الألف الساكنة المفتوح ما قبلها (ـَا).
• الواو الساكنة المضموم ما قبلها (ـُو).
• الياء الساكنة المكسور ما قبلها (ـِي).

سبب التسمية:

• جوفية لخروجها من الجوف، أي الفراغ الداخلي في الفم والحلق.
• هوائية لأن الهواء يجري معها دون انقطاع حتى ينتهي بانتهاء النفس.
• مدّية لأنها تقبل الزيادة في الصوت، أي المدّ والتمطيط.
• وتُعرف في علم الصرف أيضًا بـ حروف العلة.

خصائصها الصوتية:

هذه الحروف هي أكثر الحروف انفتاحًا في المخرج، إذ لا يصطدم الهواء فيها بعضو نطق معين، مما يجعلها لينة سهلة على اللسان، وتعدّ أساسًا في التلاوة الصحيحة لحروف المد.

عددها: ستة حروف.

(ء، هـ، ع، ح، غ، خ)

سبب التسمية:

سُميت حلقية لخروجها من الحلق، وهو أول مخرج في الترتيب التجويدي من الداخل إلى الخارج.

 تقسيمها بحسب مواضعها في الحلق:

• أقصى الحلق: الهمزة والهاء.
• وسط الحلق: العين والحاء.
• أدنى الحلق: الغين والخاء.

 خصائصها:

تتميز هذه الحروف بصفاء الصوت ووضوحه عند النطق، وتُعدّ من أدق المخارج وأعمقها.

عددها: حرفان.

(ق، ك)

سبب التسمية:

نُسبت إلى اللهاة، وهي اللحمة الصغيرة المشرفة على الحلق في أقصى سقف الفم، لخروجهما من أقرب موضع إليها.

 الفرق بينهما في المخرج:

• القاف: تخرج من أقصى اللسان مع ما يحاذيها من الحنك الأعلى.
• الكاف: من أسفل منه قليلاً.

صفاتهما:

القاف من الحروف الشديدة المجهورة المفخّمة، والكاف من المهموسة المرققة، ولذلك يُعتنى بالتفريق بينهما في التلاوة.

عددها في المشهور: ثلاثة حروف.

(ج، ش، ي غير المدية)
وقال بعض العلماء: بل هي أربعة بإضافة الضاد إليها، لخروجها من نفس المنطقة تقريبًا.

 سبب التسمية:

نُسبت إلى شجر الفم، وهو ما انفتح ما بين الفكين عند النطق بالحروف.

موضعها:

تخرج من وسط اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى.

 عددها: ثلاثة حروف.

(ل، ن، ر)

 سبب التسمية:

من ذَلَق اللسان أي طرفه، لخروجها من حافة اللسان أو طرفه، وسميت ذلقية لخفتها وسرعة جريانها على اللسان.

 خصائصها:

تتميز بخفة النطق، وهي من الحروف التي تعتمد على طرف اللسان.

عددها: ثلاثة حروف.

(ط، ت، د)

 سبب التسمية:

نُسبت إلى نطع الغار الأعلى، أي سقف الفم، وهو الموضع الذي يضرب فيه طرف اللسان عند النطق بهذه الحروف.

 صفاتها:

تتصف بالشدة، ويختلف الطاء عن التاء والدال بصفة الاستعلاء والتفخيم.

 عددها: ثلاثة حروف.

(ص، ز، س)

 سبب التسمية:

سميت بذلك لخروجها من أسلة اللسان، وهي طرفه الدقيق، وتشترك هذه الحروف في صفة الصفير الواضح عند النطق بها.

 خصائصها:

تتصف بجريان الصوت مع الصفير، لذا ينبغي على القارئ أن يراعي ضبط مخرجها بدقة حتى لا تختلط بغيرها كالصاد والسين.

 عددها: ثلاثة حروف.

(ظ، ذ، ث)

 سبب التسمية:

لخروجها من قرب اللثة، وهي اللحم المحيط بأصول الأسنان العليا والسفلى.

 موضعها:

تخرج بوضع طرف اللسان بين أطراف الثنايا العليا والسفلى، ويُراعى فيها إظهار طرف اللسان قليلًا حتى لا تتحول إلى أصوات أخرى مثل الزاي أو السين.

 عددها: أربعة حروف.

(ف، ب، م، و غير المدية)

 سبب التسمية:

لخروجها من الشفتين.

• الفاء: من باطن الشفة السفلى مع أطراف الثنايا العليا.
• الباء والميم والواو: من انطباق الشفتين أو تقاربهما.

 خصائصها:

من ألين الحروف نطقًا، وتظهر بوضوح في مخارجها، لا سيما عند تلاوة الباء والميم مع الغنة.

 تعريفها:

هي حروف المدّ نفسها (الألف والواو والياء)، وتُسمى هوائية لأن الهواء يمتد معها حتى ينقطع بانتهاء النفس دون اصطدام بجزء محدد من الفم.

 علاقتها بالجوفية:

كل حرف هوائي جوفي، ولكن وُصف بالهوائية للتنبيه على جريان النفس فيها، فهي تعتمد على الهواء أكثر من أي عضو آخر.