كيفية البدء بكلمة "الاسم" في قوله تعالى: بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان

تعرف في هذا المقال على الأوجه الصحيحة في البدء بكلمة "الاسم" في قوله تعالى: ﴿بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ﴾، مع شرح تجويدي دقيق لكيفية النطق بها في حال الوصل والابتداء، وبيان الوجهين الجائزين، وفق رواية حفص عن عاصم، بأسلوب علمي مبسط يناسب الدارسين والمهتمين بأحكام التلاوة والتجويد.

كيفية البدء بكلمة "الاسم" في قوله تعالى: بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان
كيفية البدء بكلمة "الاسم" في قوله تعالى: بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان
  • المقدمة

    من دقائق علم التجويد التي يجهلها كثير من القراء مسألة البدء بكلمة “الاسم” في قوله تعالى:

    ﴿بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ﴾ [الحجرات: 11].

    فهي من المواضع القرآنية التي تتعلق بأحكام همزة الوصل والابتداء بها، إذ يختلف النطق بها باختلاف موقعها من الكلام، أهو ابتداء أم وصلاً، وهل تُنطق الهمزة أم تسقط، وكيف يُتعامل مع التقاء الساكنين عند الوقف أو البدء.

    وفي هذا المقال نوضح الأوجه الجائزة والممتنعة في كلمة "الاسم" من الناحية الصوتية والتجويدية، مع تفصيل القاعدة وضبط الأداء كما ورد عن أئمة القراءة.

  • موقع الكلمة في الآية

    وردت الكلمة في قوله تعالى:

    ﴿بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ﴾ [الحجرات: 11].

    وهنا تبدأ الكلمة بهمزة وصل (ٱلِاسْمُ)، لأن أصلها (ٱسْم) من الفعل (سَمَا)، ومع دخول "أل" التعريف أصبحت (ٱلِاسْم)، والهمزة هنا وصلية تُثبت في الابتداء وتسقط في الوصل.

  • القاعدة التجويدية في همزة الوصل

    • همزة الوصل هي همزة تُثبت في النطق عند الابتداء بالكلمة فقط، وتسقط في حال الوصل بما قبلها.
    • من أمثلتها: (ٱسْمُ، ٱلْحَمْدُ، ٱلَّذِينَ، ٱلرَّحْمَٰن).
    • حكمها أنها تُلفظ في الابتداء وتُسقط في الوصل، ولا تُكتب عليها علامة الهمز غالبًا.
  • كيفية البدء بكلمة "الاسم" في هذه الآية

     كيفية البدء بكلمة "الاسم" في هذه الآية
    كيفية البدء بكلمة الاسم

    إذا أراد القارئ أن يبدأ بكلمة "الاسم" في قوله تعالى ﴿بِئْسَ الِاسْمُ﴾، فله وجهان صحيحان في الأداء حسب القراء، نوضحهما كما يلي:

    ???? الوجه الأول: الابتداء بهمزة الوصل المفتوحة مع كسر اللام

    أي أن يُقال: (ٱلِسْمُ)

    • تُثبت همزة الوصل لأنها في بداية النطق.
    • تُفتح الهمزة في الابتداء (همزة مفتوحة).
    • تُكسر اللام لأنها من "أل" التعريف الداخلة على الاسم.
    • فيكون النطق الصحيح: "ٱلِسْمُ الْفُسُوقُ".

    ???? مثاله في الأداء:
    إذا بدأ القارئ من كلمة "الاسم" دون أن يسبقها كلام، فليقرأها:

    "ٱلِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ".

    وهذا الوجه هو الأرجح والأكثر اعتمادًا عند أئمة القراءة لأنه يوافق قاعدة إثبات همزة الوصل في الابتداء.

    ???? الوجه الثاني: الابتداء بلام مكسورة دون همزة وصل

    أي أن يُقال: (لِسْمُ)

    • هنا تُحذف همزة الوصل للتخفيف.
    • تُكسر اللام مباشرة ويبدأ بها القارئ.
    • يُصبح النطق على صورة: "لِسْمُ الْفُسُوقُ".

    ???? هذا الوجه نادر ومستثنى في الأداء، ولا يُقرأ به عادة إلا في روايات مخصوصة، وهو وجه مجاز لكنه غير معتمد في التعليم العام.
    وقد نُقل عن بعض الأئمة أنه يُجيزه تخفيفًا عند سرعة الأداء، ولكن الأصل الالتزام بالوجه الأول.

  • الفرق بين الابتداء والوصل في "الاسم"

    الحالة

    الحكم التجويدي

    طريقة النطق

    مثال

    في الوصل

    تسقط همزة الوصل

    ... بِئْسَ لِسْمُ الفسوق

    عند وصلها بما قبلها (بئسَ الِسْمُ)

    في الابتداء

    تثبت همزة الوصل

    ٱلِسْمُ الفسوق

    عند البدء بالكلمة

  • القاعدة التجويدية المستفادة

    إذا اجتمع ساكنان أولهما حرف مد أو همزة وصل، يُكسر الأول للتخلص من التقاء الساكنين.

    وهنا اللام ساكنة والسين ساكنة في "الاسم"، لذا تُكسر اللام في النطق لتسهيل الانتقال إلى السين.

  • الوجه المقدم في الأداء

    اتفق علماء التجويد على أن الوجه الأول (ٱلِسْمُ) هو المقدم والمستعمل في الأداء القرآني، لأنه:

    • يوافق الرسم القرآني.
    • يطابق القاعدة التجويدية الأصلية في إثبات همزة الوصل في الابتداء.
    • ورد عن جمهور القراء في رواية حفص عن عاصم.

    أما الوجه الثاني (لِسْمُ) فهو وجه ضعيف أو مستثنى، لا يُقرأ به إلا على سبيل التمرين أو الإشارة إلى الاختلافات اللغوية القديمة.

  • الخاتمة

    يتضح مما سبق أن البدء بكلمة "الاسم" في قوله تعالى: ﴿بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ﴾ له وجهان في الأداء، لكن الوجه الصحيح والمقدم هو الابتداء بهمزة الوصل المفتوحة وكسر اللام (ٱلِسْمُ).

    وهذا من جمال الدقة القرآنية وعمق علم التجويد، إذ تُراعى فيه مخارج الحروف وصفاتها والتقاء السواكن حفاظًا على فصاحة الأداء وسلامة اللفظ.

    فاحرص أيها القارئ الكريم على ضبط هذا الموضع وأمثاله، فإن الإتقان في النطق جزء من تعظيم كلام الله تعالى، قال النبي ﷺ:

    «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة» (رواه البخاري ومسلم).