قصة يونس عليه السلام للأطفال | نبي في بطن الحوت

كان يا أطفال نبي كريم اسمه يونس عليه السلام، أرسله الله إلى قوم يعيشون في مدينة تُسمّى نينوى. كان هؤلاء القوم يعبدون الأصنام ولا يعرفون الله الواحد، فأرسل الله إليهم نبيه يونس ليعلّمهم أن الله هو الخالق وحده، وأنه يجب عليهم أن يعبدوه ويتركوا عبادة الأصنام.

بدأ نبي الله يونس عليه السلام يدعو قومه إلى عبادة الله بالحكمة واللين، ويقول لهم:

"يا قومي، اعبدوا الله ما لكم من إله غيره."
لكنهم لم يسمعوا له، بل كذبوه وسخروا منه، واستمروا في الكفر والعناد. ومع مرور الوقت، حزن يونس عليه السلام كثيرًا لأن قومه لم يؤمنوا، وخرج من مدينته مغاضبًا، دون أن يأذن له الله بذلك.

بعد أن خرج يونس عليه السلام، رأى قومه في السماء غيومًا سوداء، وشعروا بالخوف من عذاب الله. عندها ندموا على ما فعلوا، وتابوا إلى الله وطلبوا منه المغفرة. فغفر الله لهم ورفع عنهم العذاب، لأنهم تابوا بصدق.

أما يونس عليه السلام، فقد ركب سفينة في البحر مع مجموعة من الناس، لكن الموج اشتدّ والسفينة كادت تغرق. فقالوا: "يبدو أن بيننا من فعل ذنبًا كبيرًا، ولن يهدأ البحر حتى نلقيه."
فاقترعوا، فخرج اسم يونس عليه السلام ثلاث مرات، فعلم أنه هو المقصود، فألقى بنفسه في البحر متوكلاً على الله.

أرسل الله تعالى حوتًا كبيرًا فالتقم يونس عليه السلام بلطف، دون أن يؤذيه. دخل نبي الله في بطن الحوت، وكانت ظلمة الليل والبحر وبطن الحوت مجتمعة عليه. شعر بالخوف والندم، فرفع يديه إلى السماء وقال:

{لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}
(الأنبياء: 87)

كان هذا الدعاء الصادق سبب نجاته، فقد سمع الله نداءه واستجاب له.

أمر الله الحوت أن يخرج يونس عليه السلام إلى الشاطئ، فلفظه وهو مريض وضعيف، فأنبت الله عليه شجرة من اليقطين (القرع) لتظلّه وتحميه من الشمس والذباب، حتى شُفي تمامًا.
ثم أرسله الله من جديد إلى قومه الذين آمنوا وتابوا، فعاش بينهم نبيًا صالحًا، يعلمهم الخير ويدعوهم إلى عبادة الله.

قصة يونس عليه السلام تعلمنا دروسًا جميلة يا أحبّائي:

1.    الصبر: يجب أن نصبر عندما نواجه صعوبات ولا نيأس.

2.    التوبة: الله يغفر الذنوب إذا اعترفنا بخطئنا وتبنا إليه بصدق.

3.    الدعاء: عندما نحزن أو نخاف، يجب أن ندعو الله كما دعا يونس عليه السلام.

4.    رحمة الله: الله رحيم بعباده، وينقذ المؤمنين الصادقين دائمًا.

5.    الأمل: مهما اشتدت الظلمات، فإن الفرج قريب من الله.

وهكذا، انتهت قصة نبي الله يونس عليه السلام، النّبي الذي علّمنا أن التوبة والدعاء يفتحان أبواب الرحمة، وأن الله لا ينسى عباده المخلصين حتى وإن كانوا في ظلمات البحر أو بطن الحوت.

فإذا حزنت يومًا أو ضاقت بك الدنيا، فتذكّر قول نبي الله يونس عليه السلام:

"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
ورددها دائمًا، فهي مفتاح الفرج لكل مؤمن.