قصة نبي الله اليسع عليه السلام للأطفال

كان هناك نبي كريم من أنبياء الله اسمه اليسع عليه السلام. وقد ذكره الله في القرآن الكريم مع الأنبياء الصالحين، فقال سبحانه:
﴿وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنَ الْأَخْيَارِ﴾ [ص: 48].

وهذا يعني أن الله سبحانه مدحه وبيّن أنه من الأخيار الذين أطاعوا الله وبلغوا رسالته.

كان اليسع عليه السلام من ذرية نبي الله يوسف الصديق عليه السلام. عاش في بني إسرائيل، وكان في بدايته شاباً ضعيفاً مريضاً، فانقطع إلى نبي الله إلياس عليه السلام ليتعلم منه الدين. دعا إلياس ربه أن يشفيه، فاستجاب الله له، وعافاه من مرضه، ثم أكرمه بالنبوة بعد أن رفع إلياس إلى السماء.

أمره الله أن يدعو بني إسرائيل لعبادة الله وحده، وأن يبتعدوا عن عبادة الأصنام والفساد.
لكن قومه كانوا قد ابتعدوا عن طاعة الله، وكثر فيهم الظلم والجبابرة، حتى إن بعضهم كانوا يقتلون الأنبياء!

ورغم ذلك، كان نبي الله اليسع صبوراً وحليماً، يذكّرهم دائماً أن الله وحده هو الذي يرزقهم ويحميهم.

لما كبر اليسع عليه السلام أراد أن يختار رجلاً صالحاً يساعده في دعوة الناس. فقال لقومه:
"من يتكفل لي بثلاث أستخلفه: أن يصوم النهار، ويقوم الليل، ولا يغضب؟"

فقام رجل متواضع وقال: "أنا أستطيع". لكن الناس لم يصدقوه.
وفي اليوم التالي أعاد اليسع كلامه، فقام الرجل نفسه، فاختاره اليسع.

هذا الرجل الصالح عُرف فيما بعد باسم ذو الكفل، لأنه تكفل بشروط صعبة ونجح في تنفيذها.

بعد وفاة اليسع عليه السلام، ازداد فساد بني إسرائيل، فسلط الله عليهم الأعداء، وأخذوا منهم تابوت العهد الذي كان فيه بركة من الله. وظل حالهم في اضطراب حتى بعث الله لهم أنبياء آخرين، مثل أشموئيل وملكهم الصالح طالوت.

1.   أن الصبر والاعتماد على الله سبب للنجاح.

2.   أن الله قد يبتلي عباده بالمرض أو الضعف، ثم يعافيهم ويكرمهم.

3.   أن الوفاء بالعهد من صفات الأنبياء والأخيار.

4.   أن من يعرض عن طاعة الله قد يعاقبه الله بتسليط الأعداء عليه.

إذن يا أحبتي، كان نبي الله اليسع عليه السلام مثالاً للمؤمن الصابر والداعية المخلص. وقد أثنى الله عليه في القرآن، وهذا يكفي ليعلّمنا أن طاعته لله وصبره على قومه جعلاه من الأنبياء الكرام.

معلومة للأطفال:
اليسع عليه السلام لم تُذكر قصته بالتفصيل في القرآن الكريم مثل قصص يوسف أو موسى عليهم السلام، لكن الله مدحه وذكر اسمه مع الأنبياء الأخيار، وهذا أعظم تكريم له.