قصة نبي الله صالح عليه السلام مع قوم ثمود للأطفال

قصة نبي الله صالح عليه السلام للأطفال مكتوبة بأسلوب شيق ومبسّط، تحكي معجزة ناقة الله، ومن الذي عقرها، وكيف أهلك الله قوم ثمود، مع أجمل الدروس والعِبر التي يتعلم منها الأطفال حب الإيمان وطاعة الله.

قصة نبي الله صالح عليه السلام مع قوم ثمود للأطفال
قصة صالح عليه السلام للأطفال
  • مقدمة القصة

    يا أحبتي الصغار ، هل تعلمون أن الله سبحانه وتعالى أرسل أنبياء كثيرين ليعلّموا الناس طريق الخير ويبعدوهم عن الشر؟
    ومن بين هؤلاء الأنبياء نبيٌّ صالح اسمه صالح عليه السلام، أرسله الله إلى قومٍ يُقال لهم ثمود، وكانوا يعيشون في منطقةٍ جميلةٍ مليئةٍ بالجبال والعيون.
    كانوا أقوياء جدًا، ينحتون بيوتهم داخل الجبال من شدّة قوتهم، لكنهم نسوا نعمة الله وعبدوا الأصنام بدلًا من عبادة خالقهم.

  • دعوة نبي الله صالح عليه السلام

    جاء صالح عليه السلام إلى قومه بكل لطف، وقال لهم كما أخبرنا الله في القرآن الكريم:

    ﴿يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ﴾ (الأعراف: 73)

    أي أن الله وحده هو الذي خلقكم ورزقكم، وهو الذي يجب أن نعبده ونشكره.
    لكنّ بعض الناس من قومه لم يُصدّقوه، وقالوا له: “يا صالح، نحن لا نؤمن حتى نرى منك معجزة!”

  • معجزة ناقة الله العظيمة

    فأراد الله أن يُظهر لهم آية عظيمة تدل على صدق نبيّه، فأخرج لهم ناقةً كبيرةً وجميلة من صخرة صمّاء أمام أعينهم!
    كانت الناقة تشرب من البئر يومًا، ويشرب القوم يومًا آخر، كما قال الله تعالى:

    ﴿هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ﴾ (هود: 64)

    كانت ناقة مباركة، تعطيهم من الحليب ما يكفيهم جميعًا، فكانت نعمة من الله، ولكن بعضهم حسدها وكرهها، لأن الناس بدأوا يؤمنون بصالح عليه السلام.

  • من الذي عقر الناقة؟

    تآمر كبار القوم على الناقة، وقالوا: “لن نرتاح حتى نتخلص منها!”
    فاتفقوا أن يعقروها، وكان الذي فعل ذلك رجلًا اسمه قُدار بن سالف، وصفه الله بأنه أشقى القوم، قال تعالى:

    ﴿إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا﴾ (الشمس: 12)

    قام قُدار وضرب الناقة فقتلها، فصاحت صيحةً عظيمة، ثم ماتت.
    وحزن نبي الله صالح عليه السلام كثيرًا، وقال لهم:

    ﴿تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ﴾ (هود: 65)

    أي استمتعوا في بيوتكم ثلاثة أيام فقط، ثم سيأتيكم عذاب الله.

  • عذاب الله لقوم ثمود

    لم يتوبوا ولم يندموا، بل ازدادوا عنادًا. وبعد ثلاثة أيام جاءهم عذاب الله، فاهتزّت الأرض بشدة وسمعوا صيحة قوية جعلتهم يسقطون جميعًا، كما قال الله تعالى:

    ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ﴾ (الأعراف: 78)

    ونجّى الله نبيّه صالحًا ومن معه من المؤمنين، لأنهم آمنوا وأطاعوا أمر الله.
    أما الذين كفروا، فقد هلكوا وأصبحت بيوتهم منحوتة في الجبال خالية لا يسكنها أحد، لتبقى عبرة لكل من يأتي بعدهم.

  • الدروس والعبر من القصة

    1.   الله وحده هو المستحق للعبادة، وليس الأصنام أو أي مخلوق.

    2.   من شكر نعمة الله زاده الله، ومن كفرها خسرها.

    3.   الأنبياء لا يريدون من الناس مالًا ولا جاهًا، بل يريدون لهم الخير.

    4.   التكبر والعناد يؤديان إلى الهلاك.

    5.   من يؤمن بالله ويطيعه، فإن الله ينجيه ويحميه.

  • الخاتمة

    يا أحبتي، إن قصة نبي الله صالح عليه السلام تعلمنا أن طاعة الله هي طريق النجاة والسعادة، وأن من يكفر بنعمة الله يعاقبه الله بعدله.
    فلنكن دائمًا شاكرين، مؤمنين، مطيعين لله كما كان نبيّه صالح عليه السلام وأتباعه.
    واجعلوا من هذه القصة درسًا في الإيمان والصبر والتواضع.