مراتب التفخيم

يُعد التفخيم من أهم خصائص بعض الحروف العربية، ويُقصد به تغليظ الصوت عند النطق بالحرف، بحيث يملأ الفم صدًى، ويُشعر بثقله في المخرج. وحروف التفخيم هي حروف الاستعلاء، وهي التي يُرفع فيها أقصى اللسان إلى الحنك الأعلى، فتخرج الأصوات قوية مفخمة. وتُعرف حروف الاستعلاء بالجمع: "خص ضغط قظ". وهذه الحروف تُفخَّم في جميع أحوالها، بخلاف بعض الحروف التي يتغيّر حكمها بين التفخيم والترقيق كالراء والألف واللام في لفظ الجلالة.

• مراتب التفخيم لا تنطبق إلا على حروف الاستعلاء التي تُفخم دائمًا، أما الحروف التي تختلف باختلاف السياق الصوتي – مثل الراء، والألف، واللام في لفظ الجلالة، والغنة – فلا تُرتب في مراتب، لكونها تُفخم أحيانًا وتُرقق أحيانًا أخرى.
• وتظهر مراتب التفخيم بوضوح في الحروف المنفتحة من حروف الاستعلاء، وأخصها: القاف، والغين، والخاء.

ذهب ابن الجزري – وهو القول الراجح – إلى أن حروف التفخيم لها خمس مراتب، مرتبة بحسب قوة التفخيم على النحو التالي:

1.    المرتبة الأولى: الحرف المفخم المفتوح وبعده ألف، مثل:
﴿الخَسِرِينَ﴾ [البقرة: 64].
وهذا أقوى مراتب التفخيم بسبب اجتماع الفتحة والألف بعد الحرف.

2.    المرتبة الثانية: المفتوح وليس بعده ألف، مثل:
﴿قَتَلَ﴾ [النساء: 92].

3.    المرتبة الثالثة: الحرف المضموم، مثل:
﴿مَّنضُودٍ﴾ [هود: 82].

4.    المرتبة الرابعة: الحرف الساكن، مثل:
﴿يَطْبَعُ﴾ [الأعراف: 101].

5.    المرتبة الخامسة: الحرف المكسور، مثل:
﴿الْمُبْطِلُونَ﴾ [الأعراف: 173].

وقد نظم ذلك الإمام المتولي بقوله:

وقيل بل مفتوحها مــــع الألفْ
وبعدهُ المفتوحُ من دون الألِفْ
مضمومها، ساكِنُهاَ مكسورُها
فهـــــذهِ خَمْسٌ أتـــــــاكَ ذِكْرُهَا

يرى الإمام المتولي في قول آخر أن مراتب التفخيم تنقسم إلى ثلاث فقط، مع تبعية الحرف الساكن للحركة التي قبله:

1.    المرتبة الأولى: الحرف المفتوح، والساكن الذي بعد فتح، مثل:

o       ﴿قَتَلَ﴾

o       ﴿يَطْبَعُ﴾

2.    المرتبة الثانية: الحرف المضموم، والساكن بعد ضم، مثل:

o       ﴿مَّنضُودٍ﴾

o       ﴿يُقۡتَلُ﴾

3.    المرتبة الثالثة: الحرف المكسور، والساكن بعد كسر، مثل:

o       ﴿الْمُبْطِلُونَ﴾

o       ﴿إِخۡوَٰنٗا﴾

وقد نظم ذلك بقوله:

ثمَّ المفخّماتُ عنهــم آتِـيَـــــــــــهْ
على مراتبٍ ثلاثٍ وَهِيــــَــــهْ
مفتوحُهَا ، مضمومُها مكسورُها
وتابِعٌ ما قَبْلَــــهُ ســــــــــاكِنُهَا
فَمَا أتَى من قَبْلِـهِ من حَرَكَـــــــهْ
فافرِضْهُ مُشْكَلاً بتلك الحركهْ

اتفق العلماء على ترتيب قوة الحركات المؤثرة في التفخيم على النحو التالي:

• الفتحة: هي الأقوى في التفخيم، لأن الفم ينفتح ويخرج الصوت من منفذ واسع.
• الضمة: أضعف من الفتحة، لأن الشفتين تضمّان ويضيق مخرج الصوت.
• الكسرة: هي الأضعف، لأن الفك السفلي ينخفض، وينخفض معه الصوت.

أجمع أهل الأداء أن أقوى حروف الاستعلاء من حيث التفخيم هو:

1.   الطاء

2.   ثم الضاد

3.   ثم الصاد

4.   ثم الظاء

5.   ثم القاف

6.   ثم الغين

7.   ثم الخاء

وهذا الترتيب يُبنى على قوة الاعتماد على المخرج وصفات الحروف.

إن معرفة مراتب التفخيم تُعد من الدقائق الصوتية التي تُثري التلاوة القرآنية وتحافظ على صفاء الأداء القرآني كما نُقل عن السلف الصالح. ولا يتأتى ضبط هذه المراتب إلا بالسماع والمشافهة، مع التلقي من أفواه المشايخ، ومداومة التلاوة والتدريب.

ولمزيد عن مراتب التفخيم شاهد مراتب التفخيم للدكتور أيمن سويد

https://youtu.be/EXVzAIud19M?si=Q8Lw_JkZG6kkD8Z7

والبحث بنفس الصلة: 

كل ما يتعلق بأحكام التفخيم والترقيق