الوقف على أواخر الكلم: الإشمام والروم والإسكان المحض

تعرف في هذا المقال الشامل على أنواع الوقف الصحيح في التلاوة: الروم، الإشمام، والسكون، مع شرح مفصل للأحكام والشروط والأمثلة، وبيان خاص لحكم كلمة "لا تأمنا" في سورة يوسف كما وردت في القراءات، وأثر الوقف في الحفاظ على المعنى القرآني.

الوقف على أواخر الكلم: الإشمام والروم والإسكان المحض
الإشمام والروم والإسكان المحض
  • مقدمة

    أنواع الوقف وتقسيماته

    ينقسم الوقف من حيث الجودة إلى:

    • الوقف الكافي
    • الوقف التام
    • الوقف الحسن
    • الوقف القبيح

    أما من حيث الكيفية، فللوقف الصحيح ثلاث صور، وهي:

    1.   الروم

    2.   الإشمام

    3.   السكون المحض

    والروم والإشمام طريقتان من طرق الوقف كانت تستخدمهما العرب، وهما وسيلتان للإشارة إلى الحركة الأصلية عند الوقف، ولا يُؤتى بهما في حال القراءة الفردية، بل يُؤتى بهما إذا كان هناك من يُبصر القارئ أو يستمع له.

  • أولاً: الروم

    أولاً: الروم
    الروم

    تعريفه:

    الروم هو الإتيان ببعض الحركة بصوت يسمعه القريب دون البعيد، ويُقدَّر الباقي من الحركة بالثلث.

    شروطه:

    • لا يكون إلا في الكسرة أو الضمة، سواء أكان الحرف مشدَّداً أو مخففاً، منوناً أو غير منون.
    • لا يكون في الفتحة.
    • يُحذف التنوين عند الوقف على المنوَّن بالروم.

    أمثلة:

    • ﴿أَهَكَذَا عَرْشُكِ﴾ [النمل: 42]
    • ﴿لَفِي خُسْرٍ﴾ [العصر: 2] ← عند الوقف بالروم يُحذف التنوين.

    أحكام المد مع الروم:

    ·        إذا كان الحرف الموقوف عليه غير الهمز وكان قبله حرف مد، فإنه يُمد مدًّا طبيعيًّا (حركتان).

      • ﴿الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: 3]
      • ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: 5]

    ·        إذا كان الحرف الموقوف عليه همزاً وكان قبله حرف مد، فإنه يُمد أربع أو خمس حركات كحالة المد المتصل، ولا يمد ست حركات.

      • ﴿مِّنَ السَّمَاءِ﴾ [النساء: 153]
  • ثانياً: الإشمام

    ثانياً: الإشمام
    الإشمام

    تعريفه:

    الإشمام هو ضم الشفتين من غير صوت بعد الوقف على الحرف الأخير ساكناً، وهو إشارة إلى حركة الضم، ويُدرَك فقط بالبصر، لا يُسمع.

    شروطه:

    • لا يكون إلا على الحرف المرفوع أو المضموم.
    • لا يكون في الفتحة أو الكسرة.

    أحكام المد مع الإشمام:

    ·        إذا لم يكن الحرف الموقوف عليه همزاً وكان قبله حرف مد، فيعامل كـ المد العارض للسكون (مد طبيعي، مد لين، أو مد بدل)، ويُمد حركتين أو أربع أو ست حركات (2-4-6).

      • ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: 5]

    ·        إذا كان الحرف الموقوف عليه همزاً وكان قبله حرف مد، فيعامل كـ المد المتصل العارض للسكون، ويُمد أربع أو خمس أو ست حركات (4-5-6).

      • ﴿كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ﴾ [آل عمران: 47]

    تنبيه:
    الإشمام يُدرَك بالبصر ولا يُسمَع، ولا يأتي به القارئ إذا كان يقرأ لنفسه بل فقط في حال وجود مستمع.

  • الإشمام في كلمة (تأمنا)

    • وردت في قوله تعالى:
      ﴿قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ﴾ [يوسف: 11]
    • أصل الكلمة (تأمُنُنَا) بنونين، أُدغمت الأولى في الثانية.
    • عند قراءتها بالإشمام، تُضم الشفتان بعد إسكان النون الأولى، إشارة إلى أن الحركة الأصلية كانت ضمّة.

    ملاحظة:

    الإشمام هنا مطابق لإشمام الوقف على المرفوع، ويُفيد الإشارة إلى أن الفعل مرفوعٌ لا مجزوم، لأن "لا" هنا نافية لا جازمة.

  • ثالثاً: السكون المحض

    تعريفه:

    هو السكون الخالص الخالي من أي حركة أو جزء من حركة، ويكون الوقف به على الحروف المفتوحة والمضمومة والمكسورة.

    وفي حال الإسكان المحض لا بد من مراعاة الرسم القرآني 

    أحكام المد حال الوقف بالسكون:

    • إذا كان الحرف الموقوف عليه غير الهمز وكان قبله حرف مد، فيُمد حركتين أو أربع أو ست حركات (2-4-6).
    • إذا كان الحرف الموقوف عليه همزاً وكان قبله حرف مد، فيُمد أربع أو خمس أو ست حركات (4-5-6).
  • رابعا: ملخص الأنواع الثلاثة للوقف

    النوع

    التعريف

    شروطه

    المد المصاحب

    السكون المحض

    السكون الخالص بدون حركة

    عام لجميع الحركات

    2 أو 4 أو 6 (غير الهمز)، 4-5-6 (مع الهمز)

    الروم

    الإتيان ببعض الحركة بثلث صوتها

    الضمة أو الكسرة فقط، دون الفتحة

    كحكم الوصل – لا يُمد العارض للسكون

    الإشمام

    ضم الشفتين دون صوت بعد السكون إشارة للضمة

    المرفوع أو المضموم فقط

    يعامل كمد عارض للسكون 2-4-6 أو 4-5-6

  • خاتمة

    فهم الوقف الصحيح في القرآن الكريم من علامات الإتقان في التلاوة، ويُعين على تأدية المعنى المقصود وإظهار جمال النطق القرآني كما نزل. ويتأكد استخدام الروم والإشمام في المواضع التي ورد فيها الاختلاف أو كان لها دلالة صوتية مؤثرة في الحكم أو المعنى، وفق ما ورد عن أئمة القراءات والتجويد.