الإدغام الناقص عند حفص: تعريفه وأمثلته

من أهم القواعد التي يدرسها الطالب في علم التجويد قاعدة الإدغام، والتي تنقسم إلى إدغام كامل وإدغام ناقص. ويُعد الإدغام الناقص من الموضوعات الدقيقة التي يجب فهمها جيدًا، لأنه يجمع بين ذهاب ذات الحرف المدغم وبقاء بعض صفاته المميزة.

في هذه المقالة سنسلط الضوء على الإدغام الناقص: تعريفه، أنواعه، مواضعه في القرآن الكريم، مع ذكر أمثلة عملية تساعد القارئ على إتقان التلاوة الصحيحة.

الإدغام الناقص هو: إدغام الحرف الساكن فيما بعده ذاتًا لا صفة، أي يزول الحرف في النطق ولكن تبقى بعض صفاته بارزة، مثل الغنة أو الإطباق أو الاستعلاء.

الفرق بين الإدغام الناقص والكامل

• في الإدغام الكامل يزول الحرف وصفاته تمامًا.
• في الإدغام الناقص يزول الحرف لكن تبقى صفاته مميزة في السمع.

يقع الإدغام الناقص عند التقاء النون الساكنة أو التنوين بالواو أو الياء.

1.    النون عند الواو

o       مثال: ﴿وَمَا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِن وَاقٍ﴾ (الرعد 34).

o       تُقرأ: مِــ ن ــوَاق، حيث ذهبت النون لكن بقيت صفتها وهي الغنة.

o       علامة ذلك: لا يوجد تشديد على الواو في المصحف.

2.    النون عند الياء

o       مثال: ﴿مَن يَقُولُ﴾ (البقرة 8).

o       تُقرأ: مـ ن ــيَقول، حيث اختفت النون لفظًا لكن بقي أثرها في الغنة.

o       علامة ذلك: عدم وجود شدة على الياء.

 من هنا نلاحظ أن الإدغام الناقص مع الواو والياء يختلف عن الإدغام الكامل مع النون والميم واللام والراء، لأن صفة الغنة تبقى ولا تزول.

يقع الإدغام الناقص في بعض حروف المتجانسين، أي التي تتحد في المخرج وتختلف في بعض الصفات. ومن أبرز أمثلته:

1.   الطاء في التاء

o       مثال: ﴿لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ﴾ (المائدة 28).

o       عند الإدغام تبقى صفة الإطباق والاستعلاء للطاء، وإن ذهبت ذات الحرف.

o       تنبيه: لا تقلقل الطاء هنا، لأنها قد ذهبت بالإدغام.

ويقع الإدغام الناقص أيضًا بين الحروف المتقاربة في المخرج، مثل:

1.   القاف في الكاف

o       مثال: ﴿أَلَمْ نَخْـلُـقكُّـم مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ﴾ (المرسلات 20).

o       هنا ذهبت ذات القاف لكن بقيت صفة الاستعلاء والتفخيم.

o       يُسمى هذا إدغامًا ناقصًا للمتقاربين، لأن القاف تخرج من أقصى اللسان، والكاف من أدنى أقصى اللسان، فهما متقاربان لا متجانسان.

• عدم وجود شدة على الحرف الثاني (واو أو ياء في النون الساكنة والتنوين).
• بقاء أثر الغنة أو الاستعلاء أو الإطباق مسموعًا عند النطق.

• يساعد القارئ على التلاوة الصحيحة دون تحريف.
• يميز بين المواضع التي يختفي فيها الحرف تمامًا (الإدغام الكامل)، وتلك التي يبقى فيها أثره (الإدغام الناقص).
• يضبط أداء الغنة وصفات الحروف، وهو ما يظهر جماليات التلاوة.

الإدغام الناقص باب دقيق من أبواب التجويد، يقوم على ذهاب الحرف وبقاء صفته. ويظهر بوضوح في التقاء النون الساكنة أو التنوين مع الواو والياء، وكذلك في بعض حالات إدغام المتجانسين مثل الطاء في التاء، وفي إدغام المتقاربين مثل القاف في الكاف. وتعلّم هذه القاعدة يعين المسلم على تحسين تلاوته للقرآن الكريم، وجعلها أقرب إلى الأداء الذي نزل به الوحي.