النَّبْر في التِّلاوة
النبر هو الضغط على حرف معين ليكون صوته أعلى بقليل مما يجاوره، ويستخدم في التلاوة لتوضيح المشدد والمخفف ومنع اللبس. يكون عند الوقف على المشدد، وبعد المد، وفي الواو والياء المشددتين، وقبل ألف التثنية المحذوفة، وعند الهمزة الساكنة، وهذا ما سنفصله في المقال الآتي:

جدول المحتويات
-
اولاً: تعريف النَّبْر
النَّبْر: هو الضغط على مقطع أو حرف معين من حروف الكلمة بحيث يكون صوته أعلى بقليل مما يجاوره.
ويستخدم في بعض المواضع من التلاوة لتوضيح الفرق بين المشدد والمخفف أو للحفاظ على صحة النطق.
-
ثانياً: مواضع النَّبْر في القرآن الكريم
. الوقف على الحرف المشدد
يكون النبر عند الوقف على الحرف المشدد لأن الحرف المشدد عبارة عن حرفين، أحدهما ساكن والآخر متحرك، وعند الوقف يتم الوقوف على الحرف الساكن فقط، مما قد يؤدي إلى إسقاط الحرف الثاني من التلاوة، فيتم التعويض عنه بالنبر.
مثال: الوقف على إحدى الكلمات الآتية:
{الْحَيُّ}
{مُسْتَقَرٌّ}
{وَبَثَّ}
ويُستثنى من ذلك:
النون والميم المشددتان، مثل: {وَلَٰكِنَّ} [البقرة: 102]، و{ٱلۡيَمِّ} [طه: 39]، وذلك لأن الغنة تُشعر السامع بتشديد الحرف، فلا حاجة للنبر.
الحرف المقلقل المشدد، مثل: {وَتَبَّ} [المسد: 1] و{ٱلۡحَقُّ} [البقرة: 26]، لأن القلقلة تُظهر التشديد.
2. نطق الحرف المشدد بعد حرف مد
يُستخدم النبر عند نطق الحرف المشدد الذي يسبقه حرف مد، لأن انشغال اللسان بالمد قد يؤدي إلى نطق الحرف المشدد وكأنه حرف واحد، مما يؤدي إلى إسقاط الحرف الثاني.
ويكـون ذلك في المد اللازم الكلمي المثقل للتفريق بين الحرف المخفف والمشدد.
مثال:
{الضَّالِّينَ}
{دَآبَّةٖ}
{ٱلۡحَاقَّةُ}
3. نطق الواو والياء المشددتين
يُستخدم النبر عند نطق الواو والياء المشددتين، لأن عدم النبر فيهما قد يؤدي إلى مد غير صحيح.
مثال:
{ٱلۡقُوَّةَ}
{قَوَّامِينَ}
{شَرۡقِيّٗا}
{صَبِيّٗا}
4. الحرف السابق لحرف مد في المثنى
يكون النبر على الحرف الذي يسبق ألف التثنية التي تُحذف عند الوصل بسبب التقاء الساكنين، لمنع التباس المثنى بالمفرد.
مثال:
{فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ}
{قَالَا ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ}
{وَٱسۡتَبَقَا ٱلۡبَابَ}
عند الوصل في الآيات المذكورة، تسقط ألف التثنية، فيصبح آخر الفعل مفتوحًا كما هو الحال في المفرد، مما قد يُشعر السامع أن الفعل موجه لمفرد وليس لمثنى. وهنا يأتي دور النَّبْر، حيث يتم الضغط على الحرف الذي يسبق الألف المحذوفة ليُبيّن أن الكلمة ما زالت في صيغة المثنى، وليس المفرد.
وبيان ذلك:
1. {فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ}
الفعل الأصلي: ذَاقَا (للمثنى)، وعند الوصل تسقط الألف، فيصبح النطق قريبًا من "ذَاقَ" (وهو فعل مفرد).
لذلك يتم النبر على القاف (ذَاقَا الشَّجَرَةَ) لتمييزه عن المفرد.
2. {قَالَا ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ}
الفعل الأصلي: قَالَا، وعند الوصل تسقط الألف فيبدو وكأنه "قَالَ" المفرد.
لذلك يتم النبر على اللام (قالَا ٱلۡحَمۡدُ) ليُظهر أن الفعل للمثنى.
3. {وَٱسۡتَبَقَا ٱلۡبَابَ}
الفعل الأصلي: ٱسْتَبَقَا، وعند الوصل تسقط الألف، مما قد يُوهم أن الفعل مفرد "ٱسْتَبَقَ".
يتم النبر على الباء (وَٱسۡتَبَقَا ٱلۡبَابَ) ليُبيَّن أنه للمثنى.
الهدف من النبر هنا:
منع التباس المثنى بالمفرد عند سقوط ألف التثنية وصلاً.
إبراز الفرق بين الفعل في المفرد والمثنى بطريقة صوتية واضحة.
5. الوقف على كلمة آخرها همزة قبلها حرف مد ولين
يُستخدم النبر عند الوقف على الهمزة الساكنة بعد حرف مد ولين لمنع سقوط الهمزة.
مثال:
{ٱلسَّمَآءِ}
{ٱلسُّوٓءَ}
6. نطق الهمزة الساكنة وصلاً ووقفاً
يكون النبر عند نطق الهمزة الساكنة سواء أكانت في وسط الكلمة أو عند الوقف، لمنع سقوطها أو تغيير نطقها.
مثال:
{يُؤۡمِنُونَ} [البقرة: 3]
يُستخدم النبر عند نطق الهمزة بسبب صفتيها الأساسيتين: الشدة، والتي تعني انحباس جريان الصوت عند النطق، والجهر، الذي يؤدي إلى انحباس جريان النفس. وعند اجتماع هاتين الصفتين، قد يُضعف ذلك وضوح صوت الهمزة أو يؤدي إلى عدم سماعها بوضوح، لذا يتم استخدام النبر لتوضيحها وإبرازها أثناء النطق.
تنبيه هام:
إنَّ محتويات هذه المقالة خاصَّةٌ بموقع مؤمنة الإلكترونيِّ، ولا نجيز لأحد أخذها أو الاقتباس منها دون الإشارة لرابطها في موقعنا ولا نسامح على سرقة تعبنا فيها؛ نظرًا للوقت والجهد المبذولين فيها وحفاظًا على الحقوق العلميَّة لمحتوى موقعنا.