فضل قول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في أذكار الصباح والمساء وعدد مرات قولها

تعرف على فضل ذكر "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" وعدد مرات قولها في أذكار الصباح والمساء، مع بيان الأحاديث الصحيحة الواردة في فضلها وأقوال العلماء في تحديد العدد والزمن الأفضل للذكر.

فضل قول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في أذكار الصباح والمساء وعدد مرات قولها
فضل قول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في أذكار الصباح والمساء وعدد مرات قولها
  • مقدمة

    مقدمة
    فضل قول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في أذكار الصباح والمساء وعدد مرات قولها

    الذكر من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو سبب لحياة القلب وطمأنينته، وقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على الإكثار منه، وجعل له فضائل عظيمة. ومن أعظم الأذكار التي وردت بها النصوص الصحيحة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"، وهي كلمة التوحيد التي بها ينجو العبد من الشرك ويحرز نفسه من الشيطان.

  • أصل الحديث الصحيح في فضل هذا الذكر

    روى الإمامان البخاري (3293) ومسلم (2691) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    «مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ؛ كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْهُ».
    (رواه البخاري ومسلم).

    هذا الحديث أصل في بيان عدد الذكر (100 مرة)، وبيان فضله وكونه حرزًا من الشيطان بإذن الله تعالى.

  • الأحاديث التي ورد فيها الذكر عشر مرات بعد الفجر والمغرب

    الأحاديث التي ورد فيها الذكر عشر مرات بعد الفجر والمغرب
    فضل قول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في أذكار الصباح والمساء وعدد مرات قولها

    روى الإمام أحمد والخطيب البغدادي وغيرهما، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

    «من قال بعد صلاة الغداة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات، كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان له عدل عتق رقبتين من ولد إسماعيل، فإن قالها حين يمسي كان له مثل ذلك، وكن له حجابًا من الشيطان حتى يصبح».

    كما في حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل».
    (متفق عليه).

    فهذه النصوص تدل على استحباب قول الذكر عشر مرات بعد الفجر وعشر مرات بعد المغرب.

  • هل تكون المائة في الصباح والمساء أم في اليوم كله؟

    بيَّن العلماء أن قوله صلى الله عليه وسلم: "في يومه" يشمل جميع النهار من بعد الفجر حتى المساء.
    قال الإمام النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم (17/17):

    "وظاهر إطلاق الحديث أنه يحصل هذا الأجر المذكور من قال هذا التهليل مائة مرة في يومه، سواء قالها متوالية أو متفرقة في مجالس، أو بعضها أول النهار وبعضها آخره، لكن الأفضل أن يأتي بها متوالية في أول النهار ليكون حرزًا له في جميع نهاره".

    إذن:

    • المائة تقال مرة واحدة في اليوم (وليس 100 صباحًا و100 مساءً).
    • ويُستحب أن تكون في أول النهار بعد الفجر لتكون حرزًا من الشيطان حتى يمسي.
  • هل يجوز تقسيم المائة أم يجب أن تُقال دفعة واحدة؟

    نعم، يجوز تقسيمها خلال اليوم، لأن الحديث قال: في يومه مائة مرة ولم يشترط التتابع.
    قال الإمام النووي:

    “سواء قالها متوالية أو متفرقة في مجالس، أو بعضها أول النهار وبعضها آخره، فالأجر حاصل بإذن الله”.

    لكن الأفضل أن تكون متتابعة في أول النهار كما ذكر النووي وابن باز، ليكون التحصين مستمرًا طوال اليوم.

  • الفرق بين الذكر المقيد والذكر المطلق

    ·        الذكر المقيد: هو ما ورد تقييده بوقت أو حال مخصوص، مثل الذكر بعد الصلاة أو عند دخول المنزل.
    → وهنا يكون الذكر عشر مرات بعد الفجر والمغرب.

    ·        الذكر المطلق: هو ما ورد مطلقًا غير مقيد بوقت، وهو في الحديث الصحيح في البخاري ومسلم.
    → ويُستحب أن يُقال في اليوم مائة مرة في أي وقت من النهار.

  • الجمع بين الأحاديث في التطبيق العملي

    من جمع بين الأحاديث عمل بالسنن جميعًا ونال الفضل الكامل، والطريقة المثلى هي:

    1.    بعد صلاة الفجر:

    o       يقول الذكر 10 مرات امتثالًا لحديث أبي أيوب وأبي داود.

    o       ثم يزيد عليها حتى يُكمل 100 مرة إن تيسر له، ليجمع بين الفضلين.

    2.    بعد صلاة المغرب:

    o       يقول الذكر 10 مرات كما ورد في الحديث الصحيح.

    o       أما المائة فهي لا تتكرر في المساء إلا إن أراد الزيادة تطوعًا.

  • الجمع بين فضل التهليل وفضل العتق

    في الحديث الصحيح ورد أن من قالها مائة مرة كان له عدل عشر رقاب.
    وفي حديث آخر: «من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضو منها عضوًا من النار».
    فلا تعارض بينهما، كما قال ابن رجب في لطائف المعارف، بل إن تحقيق التوحيد بهذا الذكر يوجب عتقًا معنويًا من النار بإذن الله، كما أن العتق الحسي يوجب النجاة من النار.

  • الفوائد المستفادة من الأحاديث

    • أن هذا الذكر حرز من الشيطان طوال اليوم.
    • أنه يمحو السيئات ويزيد في الحسنات.
    • أنه سبب لرفعة الدرجات وعِتق الرقاب.
    • أنه من أحب الكلام إلى الله تعالى.
    • أنه يجمع فضائل التوحيد والعبودية والافتقار إلى الله.
  • توجيهات عملية للمداومة على الذكر

    • يمكن للمسلم أن يجعل له سبحة إلكترونية أو تطبيقًا لحساب التكرار بدقة.
    • يُستحب الذكر بخشوع وحضور قلب لا بلسان غافل.
    • يُفضل أن يكون الذكر في أول النهار ليكون حرزًا من الشيطان.
    • لا حرج في تكراره في المساء نية التحصين ومزيد الفضل.
  • الخلاصة

    • العدد العام: مائة مرة في اليوم.
    • العدد المقيد بالصباح والمساء: عشر مرات بعد الفجر وعشر بعد المغرب.
    • الوقت الأفضل: أول النهار.
    • طريقة الذكر: يجوز تفريقها، والأفضل أن تكون متتابعة.
    • الفضل: حرز من الشيطان، رفع الدرجات، مغفرة الذنوب، عتق الرقاب.

    قال الشيخ ابن باز رحمه الله:

    “الأفضل أن يأتي بها المؤمن في أول النهار ليكون في حرز من الشيطان يومه كله، وإن فرقها فلا بأس، ففضل الله واسع”.

  • الخاتمة

    إن قول:

     «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير»
    ليس مجرد ذكرٍ يُتلى باللسان، بل هو تجديدٌ للإيمان، وتوحيدٌ لله في كل يومٍ وليلة.
    من قالها عشر مرات صباحًا ومساءً نال حفظ الله، ومن قالها مائة مرة في اليوم نال أجرًا لا يُقدّر بثمن، وغُفر له، وكان في حرزٍ من الشيطان حتى يمسي.

    قال النبي ﷺ:

    > «سبقت المفردون» قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات.»
    (رواه مسلم).

    فاجعلي لسانك رطبًا بذكر الله، وابدئي يومك واختميه بهذه الكلمة العظيمة التي تُفتح بها أبواب السماء، وتُغلق بها أبواب الشر.