الاستعلاء والاستفال والإطباق والانفتاح في علم التجويد

تعرف على صفات الحروف في علم التجويد: الاستعلاء والاستفال والإطباق والانفتاح، مع شرح التعريفات اللغوية والاصطلاحية، وبيان الأحرف والأمثلة القرآنية. دليل شامل لتعلم التفخيم والترقيق وتحقيق التلاوة الصحيحة للقرآن الكريم."

الاستعلاء والاستفال والإطباق والانفتاح في علم التجويد
الاستعلاء والاستفال والإطباق والانفتاح في علم التجويد
  • مقدمة

    يُعَدّ علم التجويد من العلوم التي تُعنى بضبط مخارج الحروف وصفاتها، حتى تُتلى آيات القرآن الكريم كما أنزلت على النبي ﷺ دون لحن أو تحريف. ومن أبرز الصفات المتقابلة في هذا العلم: الاستعلاء والاستفال، والإطباق والانفتاح، وهي صفات تؤثر تأثيراً مباشراً على نغمة الحرف ودرجة تفخيمه أو ترقيقه.

  • صفة الاستعلاء

    صفة الاستعلاء
    الاستعلاء والاستفال

    التعريف

    • لغةً: الارتفاع.
    • اصطلاحاً: ارتفاع أقصى اللسان إلى الحنك الأعلى عند النطق بالحرف في المنطقة الرخوة، مع اتجاه ضغط الحرف إلى قبة الحنك الأعلى.

    الكيفية

    عند النطق بحروف الاستعلاء، يرتفع أقصى اللسان إلى الحنك الأعلى ويصاحبه ضغط الصوت نحو قبة الحنك، مما يؤدي إلى امتلاء الفم بصداه.

    الأحرف

    مجموعة في قولهم: خص ضغط قظ، وتشمل: (الخاء – الصاد – الضاد – الغين – الطاء – القاف – الظاء).

    القوة أو الضعف

    الاستعلاء من الصفات القوية التي تمنح الحرف سمناً وغلظة في الصوت.

    مثال قرآني: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ﴾ [البقرة: 30] – القاف في كلمة قال مفخمة مستعلية.

  • صفة الاستفال

    صفة الاستفال

    التعريف

    • لغةً: الانخفاض.
    • اصطلاحاً: انخفاض أقصى اللسان عند النطق بالحرف وعدم توجيه ضغطه إلى قبة الحنك الأعلى.

    الكيفية

    عند النطق بحروف الاستفال ينخفض أقصى اللسان إلى أسفل، فيبتعد عن الحنك الأعلى، ويصاحبه ضعف في ضغط الصوت فلا يملأ الفم.

    الأحرف

    جميع حروف الهجاء ما عدا حروف الاستعلاء (21 حرفاً).

    • تنبيه: الألف لا توصف باستعلاء ولا استفال، وإنما تتبع حركة ما قبلها.

    القوة أو الضعف

    الاستفال من الصفات الضعيفة، إذ يؤدي إلى ترقيق الحرف وخفة صوته.

    مثال قرآني: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ [الفاتحة: 6] – السين مرققة مستفلة.

  • صفة الإطباق

    التعريف

    • لغةً: الإلصاق.
    • اصطلاحاً: انطباق معظم اللسان أو كله على الحنك الأعلى عند النطق بالحرف، فينحصر الصوت بين اللسان والحنك.

    الكيفية

    تغطي معظم مساحة اللسان الحنك الأعلى عند النطق، مما يزيد قوة الضغط ويؤدي إلى شدة التفخيم.

    الأحرف

    أربعة حروف فقط: الصاد – الضاد – الطاء – الظاء.

    القوة أو الضعف

    الإطباق من الصفات القوية لأنه يضاعف أثر التفخيم.

    مثال قرآني: ﴿وَالضُّحَى﴾ [الضحى: 1] – الضاد مطبقة مستعلية مفخمة.

  • صفة الانفتاح

    صفة الانفتاح

    التعريف

    • لغةً: التباعد.
    • اصطلاحاً: افتراق اللسان عن غار الحنك الأعلى عند النطق بالحرف، فلا ينحصر الصوت.

    الكيفية

    يبتعد اللسان عن الحنك الأعلى، فيسمح للصوت بالخروج منفتحاً دون انحصار.

    الأحرف

    جميع الحروف ما عدا الأربعة المطبقة (25 حرفاً).

    القوة أو الضعف

    الانفتاح من الصفات الضعيفة، إذ يخفف الحرف ويقلل من شدة تفخيمه.

    مثال قرآني: ﴿خَلَقَ الإِنسَانَ﴾ [الرحمن: 3] – الخاء منفتحة مستعلية مفخمة.

  • العلاقة بين الاستعلاء والإطباق

    • كل حروف الإطباق مستعلية، لكن ليست كل حروف الاستعلاء مطبقة.
    • الفرق: حروف الإطباق يرتفع فيها اللسان كله (الأقصى والطرف)، أما حروف الاستعلاء غير المطبقة (الخاء، الغين، القاف) فيرتفع أقصى اللسان فقط.
  • أثر هذه الصفات على التفخيم والترقيق

    • التفخيم: ينتج عن الاستعلاء أو الإطباق، وهو امتلاء الفم بصدى الحرف.
    • الترقيق: ينتج عن الاستفال والانفتاح، وهو نحول الصوت وخفته.

    قاعدة عامة

    1.   كل حرف مستعلٍ مفخم دائماً.

    2.   ليست كل الحروف المستفلة مرققة دائماً؛ إذ توجد استثناءات مثل:

    o       الألف (تتبع ما قبلها).

    o       لام لفظ الجلالة (تفخم بعد فتح أو ضم).

    الراء (تفخم في بعض المواضع).

  • أمثلة تطبيقية من القرآن

    • استعلاء مع انفتاح: (غَافِر) – الغين مستعلية منفتحة.
    • استعلاء مع إطباق: (صِرَاط) – الصاد مستعلية مطبقة.
    • استفال مع انفتاح: (بِسْمِ) – الباء والسين مستفلتان منفتحتان.
  • أهمية دراسة هذه الصفات

    • تحقيق صحة التلاوة وجودتها.
    • تجنب اللحن الجلي والخفي.
    • فهم سبب قوة بعض الحروف وضعف بعضها الآخر.
    • إدراك الفروق الدقيقة بين الحروف المتشابهة مثل (الصاد والسين).
  • خاتمة

    إن صفات الاستعلاء والاستفال والإطباق والانفتاح تشكل أساساً محورياً في علم التجويد، فهي التي تحدد درجة تفخيم الحروف أو ترقيقها. ودراستها ليست مجرد نظرية، بل هي تدريب عملي متواصل يحتاج إلى التلقي من أفواه الشيوخ المتقنين. بذلك يتحقق الجمع بين العلم والتطبيق، ويُصان كتاب الله من التحريف في النطق.