قصة ذي القرنين للأطفال | الملك العادل الذي بنى السدّ العظيم
قصة ذو القرنين للأطفال مكتوبة بأسلوب سهل وجميل، تتضمن رحلاته الثلاث، وبناء السد لحماية الناس من يأجوج ومأجوج، مع دروس تربوية مستفادة ومعلومات مستندة للقرآن الكريم. مناسبة للفهم السريع والتعليم القرآني للأطفال.

-
مقدمة
هل سمعت من قبل عن ملك قويّ سار في الأرض شرقًا وغربًا؟ هل تحب أن تتعرف على قصته كما وردت في القرآن الكريم؟
تعال نقرأ معًا قصة "ذو القرنين" بأسلوب جميل وسهل، لتعرف كيف كان هذا الملك عادلًا، وكيف بنى سدًّا ضخمًا لحماية الناس من يأجوج ومأجوج! -
من هو ذو القرنين في القرآن الكريم؟
ذو القرنين هو رجل صالح وملك عظيم ذكره الله في سورة الكهف.
قال الله تعالى:
﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَآتِلُوْاْ عَلَيْكُمْ مِّنْهُ ذِكْرًا﴾ [الكهف: 83]
أي: أخبر الناس بقصته لأن فيها العبرة والفائدة.أعطى الله ذو القرنين القوة والحكمة، وجعله حاكمًا قويًّا يمشي في الأرض ليساعد الناس، وينشر العدل، ويدعوهم لعبادة الله.
وقد سمّاه الله "ذو القرنين" لأنه -كما يقول العلماء- كان له تاج فيه قرنان، أو لأنه وصل إلى مشرق الأرض ومغربها. -
رحلة ذو القرنين إلى مغرب الشمس
أخذ ذو القرنين جيشه وسار حتى وصل إلى جهة غروب الشمس.
وهناك رأى منظرًا عجيبًا! كأنّ الشمس تغيب في عينٍ سوداء طينية. (طبعًا هذا ما رآه بعينه، وليس أن الشمس تدخل فعلًا في الأرض).
قال الله:
﴿حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ﴾ [الكهف: 86]ووجد هناك قومًا، فسأله الله:
هل تعذّبهم؟ أم تحسن إليهم؟
فأجاب بكل عدل:
"من يظلم سأعاقبه، ومن يفعل الخير فسأكرمه"
وهكذا نعرف أن ذو القرنين ملك عادل لا يحب الظلم -
رحلة ذو القرنين إلى مشرق الشمس
بعدها، واصل ذو القرنين رحلته حتى وصل إلى مكانٍ في الشرق.
وهناك وجد قومًا غريبين... كانوا يعيشون في أرض لا يوجد فيها جبال ولا بيوت ولا أي شيء يحميهم من الشمس!فإذا طلعت الشمس، دخلوا الماء ليحتموا من حرّها، وإذا غربت خرجوا للعيش.
قال الله تعالى:
﴿وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْراً﴾ [الكهف: 90]لم يحاربهم ذو القرنين، بل تركهم وشأنهم ما داموا لا يؤذون أحدًا.
وهنا نلاحظ أن القوة لا تعني الظلم، بل الحُكم بالرحمة. -
قصة بناء السد العظيم لحماية الناس من يأجوج ومأجوج
ثم جاء أهم جزء في القصة...
???? وصل ذو القرنين إلى مكان بين جبلين كبيرين.
وجد هناك قومًا طيبين، لكنهم كانوا خائفين جدًا، فذهبوا إليه وقالوا:"يا ذا القرنين، هناك قوم أشرار اسمهُم يأجوج ومأجوج، يخرّبون الأرض ويفسدون في بلادنا... هل تبني لنا سدًّا يحميَنا منهم؟"
قال ذو القرنين:
"ما أعطاني الله من القوة والخير أفضل مما ستعطونني، لكن ساعدوني، وسأبني لكم سدًّا قويًّا!"فبدأوا في جمع الحديد، وبنوا الجدار بين الجبلين، ثم أشعلوا عليه النار حتى صار حديدًا محمرًا، ثم صبّ عليه النحاس حتى أصبح قويًا جدًا.
قال الله:
﴿فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا﴾ [الكهف: 97]
يعني: لم يستطيعوا أن يتسلقوه ولا أن يحفروا فيه.قال ذو القرنين بعدها بكل تواضع:
"هذا رحمة من ربي، فإذا جاء وعد الله، سيجعله هشيمًا." -
من هم يأجوج ومأجوج؟
هم قوم كثيرون جدًّا، يُقال إن عددهم كبير جدًا، وكانوا يُفسدون في الأرض ويعتدون على الناس.
بناء السد منعهم من الخروج، لكن النبي ﷺ أخبرنا أنهم سيخرجون في آخر الزمان عندما يشاء الله. -
الدروس التي نتعلمها من قصة ذو القرنين
1. كن عادلًا مثل ذو القرنين
لا تظلم أحدًا، وكافئ من يفعل الخير.
2. استخدم قوتك في الخير
الله أعطاك نعمًا... فاستعملها لمساعدة غيرك، وليس لإيذائهم.
3. لا تتكبر
مع أنه كان ملكًا قويًا، قال: "ما مكنني فيه ربي خير" ولم يتفاخر.
4. اعمل وتعب من أجل الخير
ذو القرنين لم يجلس فقط، بل طلب من القوم أن يساعدوه في بناء السد.
5. القوة من الله
قال في النهاية: "هذا رحمة من ربي" لأنه يعلم أن القوة والعلم والنجاح من عند الله.
-
خاتمة القصة
ذو القرنين لم يكن مجرد ملك، بل كان قائدًا طيبًا، حنونًا على الناس، يحب العدل، ويبني ولا يهدم.
قصة ذو القرنين في القرآن الكريم هي رسالة لكل طفل:استخدم ما أعطاك الله من علم وقوة في مساعدة الآخرين، وكن مثل هذا الملك العادل.
ولمزيد من التفاصيل زوروا مقالتنا: