قصة بلعام بن باعوراء للأطفال: العالم الذي ضلّ الطريق

اقرأ لطفلك قصة بلعام بن باعوراء بأسلوب ممتع ومناسب للصغار، تتضمن أحداثًا مشوقة وعبرًا مؤثرة عن عاقبة الغرور واتباع الشهوات، مكتوبة بلغة بسيطة تحبب الأطفال في القصص القرآنية وتغرس فيهم حب الطاعة والخير.

قصة بلعام بن باعوراء للأطفال: العالم الذي ضلّ الطريق
قصة بلعام بن باعوراء للأطفال
  • كان يا مكان في قديم الزمان...

    في أرضٍ بعيدةٍ، عاش رجلٌ يُدعى بلعام بن باعوراء. كان بلعام عالِمًا كبيرًا في بني إسرائيل، يعرف الكثير عن دين الله، وكان يحبّ أن يُعلّم الناس الخير، ويعرف اسم الله الأعظم الذي إذا دعا به استجاب له الله مباشرة!

    كان الناس يحبونه ويقولون: "بلعام رجلٌ صالحٌ، دعاؤه لا يُردّ، وعلمه كثيرٌ!" لكن يا ترى، هل بقي بلعام على حاله؟ أم غيّرته الدنيا؟

  • اختبار صعب... والهوى أقوى!

    في يوم من الأيام، جاءه قوم من أهل الأرض وقالوا له:
    "
    بلعام، نبيّ الله موسى عليه السلام قادمٌ مع بني إسرائيل، ونخاف أن يأخذ أرضنا، نريدك أن تدعو عليه!"

    تعجّب بلعام وقال: "كيف أدعو على نبيّ من أنبياء الله؟ هذا حرام! إن فعلت ذلك خسرت ديني وآخرتي!"

    لكنهم لم ييأسوا، بدأوا يغْرونه بالمال والذهب والمناصب، وقالوا له: "سنعطيك كل ما تريد... فقط ادعُ على موسى وقومه!"

    بدأ قلب بلعام يضعف، وبدأ الشيطان يوسوس له، حتى وافق أخيرًا. لقد اختار الدنيا ومالها بدل رضا الله. يا للأسف!

  • الحمار الذي تكلّم!

    ركب بلعام حماره وصعد الجبل ليدعو على موسى، لكن الحمار رفض أن يتحرك!
    ضربه بلعام مرةً... مرتين... ثلاثًا!

    فجأةً، حدثت المفاجأة العجيبة!

    تكلم الحمار!
    نعم، أنطقه الله وقال:
    "
    لماذا تضربني؟ أتريد أن تذهب وتدعو على نبيّ الله؟ إن الملائكة تمنعني من السير!"

    توقف بلعام، لكنه لم يرجع عن قراره.

  • دعاء بلعام ينقلب عليه!

    صعد بلعام الجبل، ورفع يديه، وبدأ يدعو على موسى وقومه. لكن ماذا حدث؟

    كلما دعا على موسى، انقلب الدعاء على قوم بلعام!
    وإذا دعا لقومه، صارت الدعوة لصالح موسى!

    قال لهم قومه: "بلعام! ماذا تفعل؟ أنت تدعو لنا بالشر!"
    قال لهم: "لا أستطيع، لساني لا يطيعني، لقد ذهبت دنياي وآخرتي!"

    لقد سيطر الشيطان على بلعام، وفقد بركة علمه ودعائه، لأنه خان الأمانة واتبع الهوى.

  • المكر الكبير... والطاعون المدمر

    قال بلعام لقومه:
    "
    لا فائدة من الدعاء، سأعطيكم حيلة تنجح: اجعلوا نساءكم الجميلات يذهبن إلى معسكر بني إسرائيل، واطلبوا منهن أن يفتنّ الرجال!"

    وفعلاً، فعلوا ذلك. فوقع بعض رجال بني إسرائيل في المعصية، ونسوا أوامر الله.

    فغضب الله عليهم، وأرسل طاعونًا قويًا، حتى مات الآلاف منهم!
    لكن رجلًا صالحًا من بني إسرائيل اسمه صحاح قتل من ارتكب الذنب، فرفع الله عنهم البلاء.

  • النهاية الحزينة لعالمٍ ضل الطريق

    لقد كان بلعام عالمًا كبيرًا، لكن قلبه امتلأ بحب المال والشهوات، فانسلخ من العلم الذي عنده، مثل الحية التي تنسلخ من جلدها.

    قال الله تعالى عن بلعام:

    "فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ" [الأعراف: 175-176]

  • الدروس المستفادة للأطفال

    • العلم وحده لا يكفي، يجب أن نعمل بما نعلم.
    • لا نبيع ديننا من أجل مال أو منصب.
    • اتّباع الهوى يؤدي إلى الهلاك.
    • من يعصِ الله يخسر الدنيا والآخرة.
    • الله يحمي عباده الصالحين حتى لو دعا عليهم أحد.
  • خاتمة القصة: كن مثل موسى... لا مثل بلعام!

    يا صغيري ويا صغيرتي، إن قصة بلعام تذكرنا أن العبرة ليست بالعلم فقط، بل بالإخلاص والنية الصالحة والعمل الصالح. فلنكن دائمًا مع الله، ونبتعد عن وساوس الشيطان، ونرضى بما قسمه الله لنا، فنفوز في الدنيا والآخرة.