اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى

تعرف في هذا المقال الشامل على اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى، مع عرض أقوال العلماء والأحاديث الصحيحة التي وردت في هذا الباب، وبيان الحكمة من إخفائه، وأهم الأدعية التي تتضمنه.

اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى
اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى
  • الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى

    الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى
    صيغة الدعاء باسم الله الأعظم

    يُعدّ البحث عن اسم الله الأعظم من أسمى ميادين العلم والمعرفة، إذ يتعلق بأقدس مقامات التوحيد والدعاء. فالمؤمن يعلم أن أسماء الله الحسنى ليست مجرد ألفاظ تُتلى، بل هي مفاتيح القرب من الخالق، وأبواب الإجابة والسكينة. وقد ورد في السنة أن لله تعالى اسمًا عظيمًا إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى.

  • الأدلة على وجود اسم الله الأعظم

    ثبت في الحديث الصحيح أن النبي ﷺ قال:

    "إن لله تسعةً وتسعين اسمًا، مَن أحصاها دخل الجنة" (رواه البخاري ومسلم).

    كما صحّ عنه ﷺ أنه قال في شأن الاسم الأعظم:

    "اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى" (رواه الترمذي وأبو داود والنسائي وصححه الألباني).

    وتعددت الروايات التي تذكر صيغًا من الدعاء تتضمن هذا الاسم الجليل، مما يدل على أن الاسم الأعظم لم يُصرَّح به نصًّا واحدًا قاطعًا، بل أُخفي لحكمة إلهية بالغة، كما أُخفيت ليلة القدر وساعة الإجابة يوم الجمعة.

  • الأحاديث الواردة في اسم الله الأعظم

    1. حديث أنس بن مالك رضي الله عنه

    أن النبي ﷺ سمع رجلًا يقول:

    "اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت، المنّان، بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم"،
    فقال ﷺ:
    "
    لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى."
    رواه الترمذي وأبو داود وصححه الألباني.

    2. حديث بُريدة رضي الله عنه

    قال: سمع النبي ﷺ رجلًا يقول:

    "اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله، لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد"،
    فقال ﷺ:
    "
    لقد سألت الله باسمه الأعظم."
    رواه الترمذي وأبو داود وصححه الألباني.

    3. حديث أسماء بنت يزيد رضي الله عنها

    قال رسول الله ﷺ:

    "اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: (وَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَـٰنُ الرَّحِيمُ) [البقرة: 163]، وفاتحة آل عمران: (الم اللَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)"
     رواه الترمذي وأبو داود وحسنه الترمذي.

  • اختلاف العلماء في تحديد اسم الله الأعظم

    اختلف العلماء في تحديد الاسم الأعظم على أربعة عشر قولًا كما نقل الحافظ ابن حجر في فتح الباري، وأشهرها ثلاثة أقوال رئيسة:

    1.    أنه "الله"

    o       وهو الاسم الجامع لكل معاني الألوهية والكمال، ولا يُطلق على غيره سبحانه.

    o       قال الإمام الطحاوي، والخطيب الشربيني، وأبو حنيفة، وابن القيم، والنووي وغيرهم:

    "اسم الله الأعظم هو (الله)، لأنه الاسم الذي تندرج تحته جميع الصفات الحسنى."

    2.    أنه "الحي القيوم"

    o       استدل القائلون بذلك بحديث أسماء بنت يزيد، وبأن هذا الاسم ورد في أعظم آيتين في القرآن: آية الكرسي، وأول آل عمران.

    o       رجّحه الإمام النووي وابن عثيمين رحمهما الله.

    3.    أنه "ذو الجلال والإكرام"

    o       لورود هذا الاسم في أدعية الثناء والتمجيد التي وصفها النبي ﷺ بأنها تشتمل على الاسم الأعظم.

  • الحكمة من إخفاء الاسم الأعظم

    اتفق أهل العلم على أن إخفاء اسم الله الأعظم يحمل حكمًا بالغة، منها:

    • ابتلاء العبد في صدق توجهه؛ فليس المقصود اللفظ وحده، بل ما يوازيه من خشوع وإخلاص ويقين.
    • تحفيز المؤمن على التدبر في معاني الأسماء الحسنى جميعها، وعدم الاقتصار على اسم واحد.
    • صيانة الاسم الأعظم من الجهل والابتذال، فلا يُتداول إلا في مواضع الخشوع والدعاء المشروع.
  • الدعاء بالاسم الأعظم

    الدعاء باسم الله الأعظم ليس محصورًا في لفظ واحد، بل يتحقق بكل دعاء يجمع بين التوحيد والثناء، مع حضور القلب وإخلاص النية.
    ومن أعظم الأدعية التي وردت في السنة وتشتمل على الاسم الأعظم:

    1.   "اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت، المنّان، بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم."

    2.   "اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله، لا إله إلا أنت، الأحد الصمد..."

    3.   "يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين."

    فهذه الأدعية تجمع صفات الجلال والإكرام والقيومية، وهي أقرب ما تكون إلى حقيقة الاسم الأعظم.

  • أقوال كبار العلماء

    ·        الإمام الغزالي قال في المقصد الأسنى:

    "يُحتمل أن تكون الأسماء الحسنى مشتملة على الاسم الأعظم لكنه مبهم فيها."

    ·        ابن حجر العسقلاني في فتح الباري:

    "الراجح أن اسم الله الأعظم في (الله) أو في (الحي القيوم) أو في الجمع بينهما."

    ·        الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة:

    "أصح ما ورد في تحديد الاسم الأعظم حديث بريدة وحديث أنس، وكلاهما يتضمن (الله) و(الحي القيوم)."

    ·        الشيخ عمر الأشقر رحمه الله:

    "أظهر الأقوال أن الاسم الأعظم هو (الله)، لتكراره في جميع النصوص التي ذكر فيها النبي ﷺ الاسم الأعظم."

  • خلاصة القول

    الأقرب – والله أعلم – أن اسم الله الأعظم هو (الله)، فهو الاسم الجامع لكل صفات الكمال والجلال، وهو أصل سائر الأسماء، ولا يُطلق على غير الله سبحانه.

    ويليه في القوة الاسم (الحي القيوم) لما فيه من معنى الحياة المطلقة والقيومية الكاملة على الخلق أجمعين.

    أما الحكمة في عدم التصريح به فهي لِيَظلَّ المؤمن في حال تدبرٍ دائم لأسماء الله الحسنى، مستحضرًا صفاته كلها في دعائه وعبادته.

  • خاتمة

    إن معرفة اسم الله الأعظم ليست غاية لفظية، بل مقصودها الأعظم أن يعيش المؤمن معنى العبودية والخضوع التام لله.
    فمن دعا ربه بإخلاص، واستحضر جلال أسمائه وصفاته، فقد دعا بالاسم الأعظم وإن لم يعرفه لفظًا.

    قال تعالى:

    ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [الأعراف: 180].