موانع الإشمام والروم عند حفص عن عاصم
مقال تفصيلي يشرح موانع الروم والإشمام عند حفص عن عاصم من طريق الشاطبية، مع بيان الحالات التي يُمنع فيها الوقف بالحركة أو الإشارة، مدعّمًا بالأمثلة القرآنية وشرح الأسباب الصوتية والفقهية من كتب القراء.

جدول المحتويات
- مقدمة
- تعريف موجز بالروم والإشمام عند حفص
- موانع الإشمام والروم عند حفص
- 1. الحرف الأخير مفتوح (عليه فتحة أصلية)
- 2. الحرف الأخير منونًا بتنوين نصب (فتحتين)
- 3. الحروف المدية (الألف، الواو، الياء الساكنة الممدودة)
- 4. الوقف على كلمة حركتها عارضة (حركة وصل)
- 5. هاء التأنيث (التاء المربوطة)
- 6. ميم الجمع
- 7. الوقف على هاء الضمير المضمومة، إذا سبقها ضم أو واو ساكنة
- 8. الوقف على هاء الضمير المكسورة إذا سبقها كسرة أو ياء ساكنة
- 9. الوقف على "يومئذٍ" و"حينئذٍ"
- ملاحظات فنية مهمة
- خاتمة
- مقالات ذات صلة
-
مقدمة
الإشمام والروم من أحكام الوقف الدقيقة عند قرّاء القرآن الكريم، ويُعتنى بهما عند الوقف على الكلمات المنتهية بحركة الضم أو الكسر. وقد تقررت أصول أداء هذين الحكمين لدى حفص عن عاصم في طريق الشاطبية وفق ضوابط مضبوطة وموانع محددة.
في هذا المقال، نعرض المواضع التي يُمنع فيها الوقف بالإشمام والروم عند حفص، مستندين إلى أمهات كتب الأداء كـ"النشر" لابن الجزري و"الحرز" و"التمهيد"، مع أمثلة قرآنية شارحة.
-
تعريف موجز بالروم والإشمام عند حفص
- الروم: إضعاف الصوت بالحركة عند الوقف، بحيث يُسمع صوته للقريب دون البعيد، ويكون في المضموم والمكسور فقط دون المفتوح.
- الإشمام: ضم الشفتين إشارة إلى الضمة عند الوقف، بلا صوت، ويختص بالمضموم فقط.
- الروم: إضعاف الصوت بالحركة عند الوقف، بحيث يُسمع صوته للقريب دون البعيد، ويكون في المضموم والمكسور فقط دون المفتوح.
-
موانع الإشمام والروم عند حفص
موانع الإشمام والروم -
1. الحرف الأخير مفتوح (عليه فتحة أصلية)
- الحكم: لا روم ولا إشمام.
- السبب: لأن الفتحة لا يمكن الإتيان ببعضها صوتًا ولا إشارةً.
- مثال قرآني:
- ﴿فَتَحَ﴾
- ﴿يَسْجُدَ﴾
- الوقف: بالسكون المحض فقط.
- الحكم: لا روم ولا إشمام.
-
2. الحرف الأخير منونًا بتنوين نصب (فتحتين)
- الحكم: لا روم ولا إشمام.
- السبب: التنوين يُحذف وقفًا، ويُعوّض بألف غالبًا، فلا يمكن إشارة أو صوت بالحركة.
- مثال قرآني:
- ﴿كِتَابًا﴾ ← يوقف: (كِتَابَا)
- ﴿عَذَابًا﴾ ← يوقف: (عَذَابَا)
- الحكم: لا روم ولا إشمام.
-
3. الحروف المدية (الألف، الواو، الياء الساكنة الممدودة)
• الحكم: لا روم ولا إشمام.
• السبب: لأنها ساكنة أصلًا ولا تقبل الحركة أو الإشارة إليها.
• أمثلة قرآنية:
o ﴿فِي﴾ ← حرف مد بيائي.
o ﴿يَدْعُو﴾ ← حرف مد واوي.
o ﴿هُدى﴾← حرف مد ألفي.
-
4. الوقف على كلمة حركتها عارضة (حركة وصل)
الحركة العارضة من موانع الإشمام والروم - الحكم: لا روم ولا إشمام.
- السبب: الحركة ليست أصلية بل أُتي بها تخلصًا من التقاء الساكنين.
- مثال قرآني:
- ﴿قُمِ اللَّيْلَ﴾ [المزمل:2] ← الميم مكسورة وصلاً فقط.
- الوقف: (قُمْ) بالسكون المحض فقط.
- الحكم: لا روم ولا إشمام.
-
5. هاء التأنيث (التاء المربوطة)
لا يدخل الإشمام والروم في التاء المربوطة - الحكم: لا روم ولا إشمام.
- السبب: لأن الهاء تُنطق ساكنة وقفًا، فلا يمكن تحريكها صوتًا أو إشارة.
- أمثلة قرآنية:
- ﴿رَحْمَةً﴾ [البقرة:105] ← الوقف: (رَحْمَةْ)
- ﴿نَارًا حَامِيَةً﴾ [القارعة:11]
- الحكم: لا روم ولا إشمام.
-
6. ميم الجمع
- الحكم: لا روم ولا إشمام.
- السبب: تُسكن وقفًا فلا تُظهر فيها حركة.
- مثال قرآني:
- ﴿بِهِمُ الْأَسْبَابَ﴾ [ص:10] ← الوقف: (بِهِمْ)
- الحكم: لا روم ولا إشمام.
-
7. الوقف على هاء الضمير المضمومة، إذا سبقها ضم أو واو ساكنة
- الحكم: لا روم ولا إشمام عند حفص.
- السبب: ثقل في الانتقال من ضمة أو واو إلى ضمة أو إشارة لها.
- أمثلة قرآنية:
- ﴿فَعَلُوهُ﴾ [آل عمران:47] ← (الضم + واو + هاء ضمير).
- ﴿يَرْفَعُهُ﴾ [البقرة:253]
- الحكم: لا روم ولا إشمام عند حفص.
-
8. الوقف على هاء الضمير المكسورة إذا سبقها كسرة أو ياء ساكنة
- الحكم: لا روم ولا إشمام.
- السبب: خفة الكسرة والياء، والانتقال منها إلى حركة ضعيفة فيه ثقل.
- أمثلة قرآنية:
- ﴿إِلَيْهِ﴾ [البقرة:45]
- ﴿مِنْ رَبِّهِ﴾ [البقرة:2]
- ﴿فَأَلْقِيهِ﴾ [طه:39]
- الحكم: لا روم ولا إشمام.
-
9. الوقف على "يومئذٍ" و"حينئذٍ"
· الحكم عند حفص: لا روم ولا إشمام.
· السبب:
- لأن تنوين "يومئذٍ" و"حينئذٍ" هو تنوين عوض، يُعوض عن جملة محذوفة، وليس تنوين تمكين أو صرف، كما أنه يُلفظ نونًا ساكنة عند الوقف ولا تظهر عليه حركة.
- إضافةً إلى أن الوقف يكون على نون ساكنة، فلا حركة أصلية في الحرف الأخير تُرَوَّم أو يُشَمّ.
- وهذا مما اتفق عليه علماء الأداء من طرق الشاطبية، ولا يُعرف فيه خلاف عن حفص.
· أمثلة قرآنية:
- ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ﴾ [الحاقة: 18] ← الوقف على (يومئذ) يكون بالسكون فقط دون روم أو إشمام.
- ﴿حِينَئِذٍ يُصْدِرُونَ﴾ [الزلزلة: 6] ← الوقف على (حينئذ) بالسكون فقط.
· قال ابن الجزري في "الطيبة":
ويومئذٍ وحينئذٍ كذا
ميمُ الجَمعِ، وهاءِ تأنيثٍ جلا - لأن تنوين "يومئذٍ" و"حينئذٍ" هو تنوين عوض، يُعوض عن جملة محذوفة، وليس تنوين تمكين أو صرف، كما أنه يُلفظ نونًا ساكنة عند الوقف ولا تظهر عليه حركة.
-
ملاحظات فنية مهمة
- الروم لا يكون إلا في الضمة والكسرة، ولا يكون في الفتحة.
- الإشمام خاص بالضمة فقط، ولا يكون في الكسرة أو الفتحة.
- الروم دائمًا بمقدار حركة واحدة.
- في المد الواجب المتصل (مثل: ﴿جَاءَ﴾)، يجوز فيه أربع أو خمس حركات عند الروم، لأن الروم يعامل معاملة الوصل في هذا الباب.
- الروم لا يكون إلا في الضمة والكسرة، ولا يكون في الفتحة.
-
خاتمة
تُعدّ موانع الروم والإشمام عند حفص بابًا دقيقًا من أبواب الأداء الصوتي القرآني، والتمييز بينها يعين القارئ على تحسين ضبط التلاوة وتجويد الوقف. وقد بينّا هنا المواضع الممنوعة بإجماع الأداء عن حفص، مع أمثلة موضحة لكل حالة.
قال ابن الجزري في "الطيبة":
وَهَاءُ تَأْنِيثٍ وَمِيمُ الْجَمْعِ مَعْ
عَارِضِ تَحْرِيكٍ كِلَاهُمَا امْتَنَعْ