حكم تخفيف الحاجبين للمرأة في الإسلام
تعرف على حكم تخفيف الحاجبين في الإسلام، مع بيان آراء الفقهاء والأدلة الشرعية، وتوضيح الفرق بين النمص والقص والحف، ورأي اللجنة الدائمة والحنابلة والجمهور في هذه المسألة.

-
مقدمة
يعدّ موضوع حكم تخفيف الحاجبين من القضايا الفقهية التي يكثر السؤال عنها في العصر الحديث، نظرًا لارتباطه بالزينة والمظهر الخارجي للمرأة خاصة. وقد جاء الشرع الحنيف بضوابط واضحة للزينة، حفاظًا على الفطرة، وصونًا للهوية الإسلامية من الممارسات الدخيلة. وتدور المسألة الفقهية حول ما إذا كان تخفيف شعر الحاجبين يدخل في حكم النمص المحرّم الذي لعن النبي ﷺ فاعلته، أم أن بعض طرق التخفيف كالقصّ أو الحفّ لا تدخل في دائرة التحريم.
-
تعريف النمص لغة وشرعًا
- النمص لغةً: إزالة شعر الحاجبين خاصة، كما ذكره أغلب أهل اللغة.
- النمص شرعًا: نتف شعر الحاجبين لترقيقهما أو تغيير هيئتهما، وقد لعن النبي ﷺ النامصة والمتنمصة، كما في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
وقد وسع بعض أهل العلم التعريف ليشمل كل شعر الوجه، بينما خصّه آخرون بالحاجبين فقط.
- النمص لغةً: إزالة شعر الحاجبين خاصة، كما ذكره أغلب أهل اللغة.
-
أقوال الفقهاء في حكم تخفيف الحاجبين للمرأة
1- مذهب الجمهور (المالكية والشافعية وبعض الحنفية):
- يرون أن النمص يشمل النتف والحفّ والحلق، وأن جميع صور أخذ شعر الحاجبين داخلة في النهي.
- استدلوا بعموم الحديث: «لَعَنَ اللَّهُ النَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ» (رواه البخاري ومسلم).
2- مذهب الحنابلة (قول الإمام أحمد):
- فرّقوا بين النتف وغيره.
- قال الإمام أحمد: "إن حلق الشعر فلا بأس، لأن النهي ورد في النتف خاصة".
- بناءً عليه: النمص المحرّم هو النتف، أما القصّ أو الحفّ أو الحلق فجائز عندهم.
3- فتاوى اللجنة الدائمة وهيئة كبار العلماء:
- رجحت التحريم مطلقًا سواء كان بالنتف أو القص أو الحف.
- جاء في فتواهم: "لا يجوز حلق الحواجب ولا تخفيفها؛ لأن ذلك هو النمص الذي لعن النبي ﷺ من فعلته أو طلبت فعله."
- يرون أن النمص يشمل النتف والحفّ والحلق، وأن جميع صور أخذ شعر الحاجبين داخلة في النهي.
-
هل يختص النمص بالحاجبين فقط؟
- الرأي الأول: النمص مختصّ بالحاجبين فقط، أما بقية شعر الوجه فلا يدخل في النهي، بل يجوز للمرأة إزالة ما قد ينبت في وجهها كالشعر في الشارب أو اللحية.
- الرأي الثاني: النمص يشمل كل شعر الوجه، لأن الغاية من النهي تغيير خلق الله وطلب الحسن بتغيير الفطرة.
وقد أفتت اللجنة الدائمة بجواز إزالة شعر الوجه للمرأة ما عدا الحاجبين واللحية.
- الرأي الأول: النمص مختصّ بالحاجبين فقط، أما بقية شعر الوجه فلا يدخل في النهي، بل يجوز للمرأة إزالة ما قد ينبت في وجهها كالشعر في الشارب أو اللحية.
-
حكم إزالة الشعر بين الحاجبين
- ذهب العلماء إلى أنه ليس من الحاجبين، وبالتالي لا حرج في إزالته، خصوصًا إذا كان يسبب تشويهًا أو كثافة غير معتادة.
- نصت فتاوى اللجنة الدائمة: "يجوز نتفه لأنه ليس من الحاجبين."
- ذهب العلماء إلى أنه ليس من الحاجبين، وبالتالي لا حرج في إزالته، خصوصًا إذا كان يسبب تشويهًا أو كثافة غير معتادة.
-
ضوابط شرعية في زينة الحاجبين
1. المنع من التشبّه بالكافرات والفاجرات.
2. عدم التدليس والخداع، أي أن لا تغيّر المرأة هيئتها بما يوهم الخاطب أو الزوج بما ليس في الحقيقة.
3. اعتبار الضرورة: إذا كان الحاجب كثيفًا جدًا بحيث يشوه الوجه ويخرج عن المعتاد، فيجوز الأخذ منه بالقدر الذي يزيل التشويه فقط.
-
أقوال بعض الأئمة والعلماء
- قال ابن حجر: "النماص يختص بإزالة شعر الحاجبين لترقيقهما وتسويتهما."
- قال النووي: "يستثنى من النماص ما إذا نبت للمرأة لحية أو شارب، فيستحب إزالته، لأنه مثلة في حقها."
- وعن عائشة رضي الله عنها أنها رخصت في إزالة شعر الجبين للمرأة لزوجها، مما يدل على أن النهي خاص بالحاجبين.
- قال ابن حجر: "النماص يختص بإزالة شعر الحاجبين لترقيقهما وتسويتهما."
-
فتاوى المعاصرين
- الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
- قال إن النتف محرم وهو من الكبائر.
- أما القصّ والحف ففيه خلاف بين العلماء، والأولى تجنبه خروجًا من الخلاف.
- بعض العلماء المعاصرين يرون أن الأخذ من الحاجب جائز في حالة الضرورة فقط، مثل التشويه الخلقي أو الكثافة الخارجة عن المعتاد.
- الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
-
خاتمة
إن خلاصة القول في حكم تخفيف الحاجبين أن الأصل فيه المنع، سواء بالقص أو النتف أو الحف، لورود النصوص الشرعية في النهي عنه، ولما فيه من تغيير لخلق الله وتشبه بغير المسلمات. إلا أن الضرورة أو إزالة العيب والتشويه تعدّ استثناءً معتبرًا عند كثير من الفقهاء.
ويبقى المسلم مطالبًا بالالتزام بأوامر الشرع، والتزين بما أباحه الله، امتثالًا لقوله تعالى:
﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء: 19]
وقوله سبحانه:
﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [البقرة: 228].