حكم الوشم والتاتو في الإسلام
تعرف على الحكم الشرعي للوشم والتاتو في الإسلام، مع بيان الأدلة من السنة النبوية، والفروق بين الوشم المحرم والزينة المباحة، والتحذيرات الطبية من أضراره الصحية.

-
مقدمة
يُعدّ الوشم (التاتو) من الظواهر المنتشرة في العصر الحديث، سواء لأغراض الزينة أو التجميل أو حتى كوسيلة لتغطية آثار أو ندوب على الجلد. ومع تزايد الإقبال على هذه الممارسات، ظهرت تساؤلات عديدة حول حكم الوشم في الإسلام، خاصةً مع تطور طرقه الحديثة التي تشمل الوشم التجميلي أو المكياج الدائم.
في هذا المقال، سنقدّم دراسة فقهية وطبية متكاملة، مدعّمة بالأدلة الشرعية وأقوال العلماء، مع بيان الفروق بين الوشم المحرم والخضاب المباح، وذكر الأضرار الصحية، وشروط الزينة المباحة. -
تعريف الوشم لغةً وشرعًا
- لغةً: الوشم هو غرز الجلد بإبرة أو أداة حادة، ثم حشو موضع الغرز بمادة صبغية مثل الكحل أو النيل، فيتغيّر لون الجلد إلى الأزرق أو الأخضر.
- شرعًا: عرّفه العلماء بأنه تغيير لون الجلد بطرق دائمة، سواء باستخدام الطرق التقليدية أو المواد الكيميائية أو الجراحية، وهو ما جاء فيه اللعن في أحاديث النبي ﷺ.
قال الإمام النووي:
"الواشمة: التي تغرز إبرة أو مسلة في الجلد حتى يسيل الدم، ثم تحشو الموضع بالكحل أو غيره فيخضرّ، والمستوشمة: التي تطلب فعل ذلك بها، وكلاهما حرام"
(شرح النووي على مسلم 14/106) - لغةً: الوشم هو غرز الجلد بإبرة أو أداة حادة، ثم حشو موضع الغرز بمادة صبغية مثل الكحل أو النيل، فيتغيّر لون الجلد إلى الأزرق أو الأخضر.
-
الأدلة الشرعية على تحريم الوشم
ورد في الصحيحين عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال:
"لعن الله الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة"
(رواه البخاري ومسلم)كما جاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قوله:
"لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمّصات، والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله"
(رواه البخاري ومسلم)وهذا اللعن يدل على التحريم الشديد، ويصنّف الوشم ضمن الكبائر.
-
أنواع الوشم وأحكامها
1. الوشم التقليدي القديم
- يتم بغرز الجلد بإبرة حتى يسيل الدم، ثم حشو الموضع بمادة صبغية.
- حكمه: حرام بالإجماع، وفاعله والمفعول به ملعونان بنص الحديث.
2. الوشم التجميلي أو المكياج الدائم
- يشمل حقن الحواجب أو الشفاه أو الجفون بأصباغ كيماوية ثابتة، تصل إلى طبقة الأدمة العميقة.
- النتيجة: لا تزول مع الوقت، بل تحتاج لتقنية إزالة خاصة (الليزر).
- حكمه: محرم لأنه يدخل في تعريف الوشم، حتى وإن لم يخرج دم أثناء الحقن.
3. الوشم المؤقت طويل المدى
- يدوم من 6 أشهر إلى سنة، مثل تحديد الشفاه أو العينين بطريقة الحقن.
- حكمه: محرم لأنه من الوشم وإن كان مؤقتًا، ما دام ثابت اللون لفترة طويلة.
- يتم بغرز الجلد بإبرة حتى يسيل الدم، ثم حشو الموضع بمادة صبغية.
-
الفرق بين الوشم المحرم والخضاب المباح
النوع
التعريف
الحكم
الوشم المحرم
تغيير لون الجلد بمواد ثابتة تصل للأدمة
حرام
الخضاب بالحناء
تلوين الجلد أو الشعر بمواد تزول خلال أيام أو أسابيع
جائز بشرط خلوه من الصور المحرمة أو التشبه بالكافرات
قال الإمام الصنعاني:
"الخضاب بالحناء لا يدخل في علة تحريم الوشم، لأنه مؤقت وقد أُقرّ في زمن النبي ﷺ" (سبل السلام 1/150)
-
شروط الزينة المباحة للمرأة
1. أن تكون مؤقتة وتزول مع الوقت.
2. ألا تكون رسوماتها على شكل ذوات الأرواح.
3. أن لا تظهر أمام الأجانب.
4. أن تخلو من الضرر الصحي.
5. أن لا تتضمن شعارات دينية محرّفة أو رموزًا باطلة.
-
الأضرار الصحية للوشم
حذّر أطباء الجلدية من مخاطر التاتو بسبب:
- تسرب المواد الكيميائية إلى الدم.
- احتمال الإصابة بالالتهابات الجلدية.
- التفاعلات التحسسية مع الأصباغ.
- صعوبة إزالة الأثر بدون جراحة أو ليزر.
ذكر الدكتور أسامة بغدادي أن الوشم المؤقت قد يؤدي إلى "تشويه الجلد وتسميم الدم بمواد الصبغ والصمغ".
- تسرب المواد الكيميائية إلى الدم.
-
الخلاصة
- الوشم الدائم أو التجميلي الثابت: محرم شرعًا وكبيرة من الكبائر.
- الوشم المؤقت بالحقن: يأخذ حكم الوشم الدائم، وهو حرام.
- الخضاب أو الزينة المؤقتة (كالحناء والكحل): جائز بشروط.
- الوشم الدائم أو التجميلي الثابت: محرم شرعًا وكبيرة من الكبائر.