قول "سبحان الملك القدوس" بعد صلاة الوتر

تُعد صلاة الوتر من أعظم النوافل التي حثَّ عليها النبي ﷺ، وجعلها ختامًا لقيام الليل. وقد وردت سنن وآداب بعد الوتر، من أبرزها الذكر الوارد عن النبي ﷺ: "سبحان الملك القدوس". هذا الذكر القصير يحمل معاني عظيمة في تمجيد الله تعالى، ويُعد من السنن الثابتة التي يُستحب للمسلم المحافظة عليها بعد التسليم من الوتر.

في هذه المقالة سنعرض الأدلة الشرعية، وأقوال العلماء، وكيفية الذكر، والفوائد الروحية التي يجنيها المسلم من المداومة عليه.

من السنة النبوية

1.   حديث أبي بن كعب رضي الله عنه: قال:

«كان رسول الله ﷺ إذا سلم من الوتر قال: سبحان الملك القدوس»
رواه أبو داود (1427) بإسناد صحيح.

2.   حديث عبد الرحمن بن أبزى رضي الله عنه:

«كان رسول الله ﷺ يوتر بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، و{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، وإذا سلم من الوتر قال: سبحان الملك القدوس، ثلاث مرات، يرفع صوته في الثالثة»
رواه الإمام أحمد (5/388).

3.   زيادة عند الدارقطني:

«رب الملائكة والروح»
وقد صححها بعض أهل العلم، مما يدل على استحباب قولها في الثالثة.

• ابن قدامة الحنبلي في المغني:

"يستحب أن يقول بعد وتره: سبحان الملك القدوس ثلاثًا، ويمد صوته بها في الثالثة".

• ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب:

"يسن أن يقول بعد التسليم: سبحان الملك القدوس ثلاث مرات، ويمد صوته في الثالثة، ويقول في آخرها: رب الملائكة والروح".

• النووي في المجموع: أكد استحباب هذا الذكر اعتمادًا على الأحاديث الصحيحة.

1.   يقال مباشرة بعد التسليم من الوتر.

2.   يكرر المسلم الذكر ثلاث مرات.

3.   في المرة الثالثة يمد صوته بها قليلاً، فيقول:

o       "سبحان الملك القدوس"

o       "سبحان الملك القدوس"

o       "سبحان الملك القدوس، رب الملائكة والروح" (زيادة واردة).

• سبحان: تنزيه لله عن كل نقص أو عيب.
• الملك: المالك المتصرف في كل شيء، ملكًا حقيقيًا مطلقًا.
• القدوس: المنزه عن العيوب والنقائص، المتصف بالكمال المطلق.
• رب الملائكة والروح: أي خالق الملائكة وجبريل عليه السلام، وسيدهم ومدبر أمرهم.

هذا الذكر يرسخ في قلب المؤمن عظمة الله وجلاله، ويُشعره بخضوع العبد أمام رب السماوات والأرض.

1.   خاتمة روحانية للقيام: الوتر آخر صلاة الليل، و"سبحان الملك القدوس" تُعتبر بمثابة تسليم القلب إلى الله قبل النوم.

2.   تثبيت التوحيد: إذ يقر المسلم بملك الله وقداسته وتنزيهه.

3.   زيادة في الأجر: اتباع سنة النبي ﷺ سبب لرفعة الدرجات.

4.   إشعار بالطمأنينة: حيث ينام المسلم وقد ختم يومه بذكرٍ عظيم.

• إحياء سنة مهجورة يجهلها كثير من المسلمين.
• تقوية الصلة بالله تعالى من خلال التمجيد والتنزيه.
• التخلق بالخشوع، إذ يرفع صوته بالذكر ختامًا لصلاة الوتر.
• تحصيل أجر الذكر، والاقتداء بالنبي ﷺ.

هل يجوز قول الذكر بصوت منخفض؟

الأصل الجهر الخفيف خاصة في الثالثة، لكن لو قالها سرًا صح، غير أن اتباع السنة أولى.

هل يجب قول "رب الملائكة والروح"؟

هي زيادة ثابتة عند بعض أهل الحديث كالدارقطني، والأفضل الإتيان بها في الثالثة، وإن لم يقلها فلا حرج.

هل يشرع الذكر لمن صلى الوتر منفردًا أو في جماعة؟

نعم، السنة عامة في حال الانفراد والجماعة.

إن ذكر "سبحان الملك القدوس" بعد الوتر سنة نبوية ثابتة تحمل معاني التمجيد والتنزيه لله تعالى، وهي فرصة عظيمة للمسلم لختام صلاته بذكر يورث قلبه السكينة والخشوع. وينبغي للمسلم المحافظة عليها كما ثبت عن النبي ﷺ، ليجمع بين الأجر والاتباع، وليحيي هذه السنة المباركة في نفسه وأهله ومن حوله.

كيفية صلاة الوتر في المذاهب الأربعة 

حكم صلاة الوتر وأقوال العلماء فيها

دعاء القنوت: صيغته وأدعيته ومواطنه في الصلوات

قول:"سبحان الملك القدوس"بعد صلاة الوتر