حكم الاستخارة عن الغير: أقوال العلماء والأدلة

تعرف على حكم صلاة الاستخارة عن الغير بين أقوال الفقهاء، مع عرض النقول الموثوقة من المذاهب الفقهية والفتاوى المعاصرة، وبيان الراجح بالدليل الشرعي.

حكم الاستخارة عن الغير: أقوال العلماء  والأدلة
حكم الاستخارة عن الغير أقوال العلماء والأدلة
  • المذهب الأول: القول بعدم جواز صلاة الاستخارة عن الغير

    1.   ابن القيم رحمه الله قال في زاد المعاد (2/442) عند كلامه عن الاستخارة:

    "والاستخارة لا تكون إلا ممن هو المستخير، فإنه الذي يهم بالأمر فيستخير الله فيه، كما أن التوبة لا تكون إلا من التائب، والاستغفار لا يكون إلا من المستغفر."

    2.   الشيخ ابن باز رحمه الله سُئل: هل تجوز صلاة الاستخارة لشخص آخر؟ فأجاب:

    "الاستخارة مشروعة لمن أراد أن يقدم على شيء فيه تردد، فيصلي ركعتين ثم يدعو بالدعاء المعروف، وهذا لا يكون إلا من صاحب الشأن نفسه، ولا يصليها أحد عن أحد."
    (مجموع فتاوى ابن باز 11/389).

    3.   الشيخ ابن عثيمين رحمه الله قال في فتاوى نور على الدرب:

    "الاستخارة لا تُصلّى عن الغير، لأنها عبادة مرتبطة بحاجة المصلي نفسه، فهي مثل صلاة تحية المسجد أو صلاة الحاجة، فلو قال أحد: صلِّ عني ركعتين تحية المسجد، لم يجز، فكذلك الاستخارة."

    1. ابن القيم رحمه الله قال في زاد المعاد (2/442) عند كلامه عن الاستخارة:

    "والاستخارة لا تكون إلا ممن هو المستخير، فإنه الذي يهم بالأمر فيستخير الله فيه، كما أن التوبة لا تكون إلا من التائب، والاستغفار لا يكون إلا من المستغفر."

    2. الشيخ ابن باز رحمه الله سُئل: هل تجوز صلاة الاستخارة لشخص آخر؟ فأجاب:

    "الاستخارة مشروعة لمن أراد أن يقدم على شيء فيه تردد، فيصلي ركعتين ثم يدعو بالدعاء المعروف، وهذا لا يكون إلا من صاحب الشأن نفسه، ولا يصليها أحد عن أحد."

    (مجموع فتاوى ابن باز 11/389).

    3. الشيخ ابن عثيمين رحمه الله قال في فتاوى نور على الدرب:

    "الاستخارة لا تُصلّى عن الغير، لأنها عبادة مرتبطة بحاجة المصلي نفسه، فهي مثل صلاة تحية المسجد أو صلاة الحاجة، فلو قال أحد: صلِّ عني ركعتين تحية المسجد، لم يجز، فكذلك الاستخارة."

    ???? وجه الاستدلال: أن النبي ﷺ قال:

    "إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين" (رواه البخاري)، وهذا الخطاب موجَّه لصاحب الحاجة نفسه.

     وجه الاستدلال: أن النبي ﷺ قال:
    "
    إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين" (رواه البخاري)، وهذا الخطاب موجَّه لصاحب الحاجة نفسه.

  • المذهب الثاني: القول بجواز صلاة الاستخارة عن الغير

    1.   العدوي المالكي قال في حاشيته على الخرشي (2/59):

    "وقد ذكر بعض المشايخ أن الاستخارة تنفع الغير كما تنفع النفس، واستأنسوا بما رواه الطبراني: من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه، وكان بعضهم إذا استُشير استخار للغير."

    2.   النفراوي المالكي قال في الفواكه الدواني (1/286):

    "الاستخارة دعاء، والدعاء مشروع للإنسان ولغيره، فجاز أن يستخير عن نفسه وعن غيره."

    3.   مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية أجاب:

    "الاستخارة لا مانع أن تكون للغير؛ لأن حقيقتها دعاء، والدعاء يجوز للإنسان أن يدعو لنفسه أو لغيره، وقد ورد عن بعض مشايخ المالكية أنهم كانوا يستخيرون لمن طلب منهم ذلك."

    4.   دار الإفتاء المصرية في فتوى لها (رقم 3422):

    "يجوز أن يستخير المسلم عن غيره، لأن الاستخارة دعاء بالتوفيق، والدعاء مشروع عن النفس وللغير، وقد نص بعض فقهاء المالكية على ذلك."

     وجه الاستدلال: أن الاستخارة تتضمن دعاءً، والدعاء يمكن أن يُوجَّه للغير، بخلاف سائر الصلوات التي هي عبادات محضة.

  • الجمع بين القولين

    • يمكن القول بأن صلاة الاستخارة بالمعنى الخاص (ركعتان + دعاء) هي عبادة خاصة بالمستخير نفسه، كما رجحه ابن القيم وابن عثيمين.
    • أما إن صلى إنسان ركعتين نافلة مطلقة ثم دعا الله تعالى أن يختار لأخيه الخير، فهذا جائز بلا نزاع، لكنه يخرج عن صورة "الاستخارة الشرعية" إلى صورة "الدعاء بعد الصلاة".
    • صحيح أن المالكية مذهب معتمد، وأقوالهم حجّة كغيرهم من المذاهب الأربعة.
    • لكن القول ليس بالمالكية جميعًا، بل هو منقول عن بعض مشايخ المالكية كالنّفراوي والعدوي، بينما غيرهم لم ينصّ عليه.
    • وبالتالي لا يُعدّ "قولًا جماعيًا للمذهب"، وإنما رأي لبعض فقهاء المالكية.
  • الخلاصة والترجيح

    • الراجح عند جمهور المحققين: أن صلاة الاستخارة تختصّ بصاحب الحاجة، ولا تصحّ عن الغير.
    • والقول الآخر (المالكية ومن وافقهم): جوّزوا الاستخارة عن الغير باعتبارها دعاء.
    • والأكمل: أن يستخير الإنسان لنفسه، ويجوز لغيره أن يدعو له بالخير، سواءً في صلاته أو خارجها.