قصة الرجل المؤمن وقوم يس – حكاية مشوّقة للأطفال تحمل العبرة والحكمة
قصة قوم يس والرجل المؤمن مكتوبة للأطفال بأسلوب قصصي مشوّق ومبسط، تحكي عن شجاعة حبيب النجار وثباته على الإيمان، مع دروس تربوية وعبر مؤثرة، مناسبة للتربية الإيمانية ولبرامج الأطفال الإسلامية.

-
في قديم الزمان
، كانت هناك مدينة عظيمة، لكنها مظلمة بالضلال. أهلها عبدوا الأصنام، ورفضوا عبادة الله، فبعث الله إليهم رسولين كريمين لينيروا الطريق.
دخل الرسولين المدينة، وناديا أهلها بلطف:
"يا قومنا، نحن مرسلان من رب العالمين، جئنا ندعوكم لعبادته، ولن نطلب منكم شيئًا بالمقابل".لكن أهل المدينة لم يصدّقوا، وقالوا بازدراء:
"أنتم بشر مثلنا! ما أنتم إلا كاذبان!"فأيدهما الله برسول ثالث، وقالوا جميعًا بصوت واحد:
"نحن رسل من عند الله، لا نريد مالكم ولا شهرتكم، فقط نرشدكم إلى الصراط المستقيم."لكنّ القوم تمادوا في عنادهم، وهدّدوا قائلين:
"لئن لم تنتهوا عن دعوتكم، لنرجمنّكم، ولتمسونّ عندنا مكروهين!" -
البطل الشجاع يظهر من أقصى المدينة!
في زاوية هادئة من المدينة، كان يعيش رجل صالح يُدعى حبيب النجار، وكان طيّب القلب، يعطف على الفقراء، ويحب الله كثيرًا.
حين سمع بخبر الرسل، أسرع إليهم مسرعًا من أقصى المدينة، وهو يلهث، وقد امتلأ قلبه بالإيمان. وقف بين الناس بشجاعة وقال:
"يا قوم، اتبعوا هؤلاء المرسلين! لا يريدون منكم مالًا، إنما يريدون لكم الخير. أتعبدون ما لا ينفع ولا يضر؟! إني آمنت بربكم فاسمعون!"
لكن القوم الغاضبين لم يصغوا لصوته، بل انقضّوا عليه... فقتلوه!
-
المفاجأة العظيمة...!
في اللحظة التي أُزهقت فيها روحه، فتحت له أبواب الجنة، وسمع نداءً رقيقًا:
"ادخل الجنة"فقال من قلبه المملوء بالحب:
"يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين!"لكن قلوب قومه كانت مغلقة، فأصابهم الله بـ صيحة عظيمة، فماتوا جميعًا في لحظة، وانتهت قصتهم بلا رجعة.
-
هل كانت هذه المدينة أنطاكية؟
بعض المفسرين قالوا إنها أنطاكية، لكن علماء آخرين رجّحوا أنها مدينة أخرى هلكت بعذاب الله، لأن أنطاكية قد آمنت في النهاية.
-
دروس تربوية رائعة من قصة قوم يس
- الشجاعة في قول الحق: حبيب النجار لم يخشَ القوم وقال الحق.
- الإخلاص لا يضيع عند الله: فقد دخل الجنة مباشرة.
- الرسل لا يريدون مالًا: إنما يريدون سعادة الناس.
- العقوبة تأتي فجأة للكافرين: كما حصل لأهل المدينة.
- الدعوة إلى الله لا تحتاج مالًا، بل قلبًا صادقًا وشجاعة.
- الشجاعة في قول الحق: حبيب النجار لم يخشَ القوم وقال الحق.
-
هل تحب أن تكون مثل حبيب النجار؟
تخيل نفسك مكانه... هل كنت ستقول الحق؟
هل تنصح أصدقاءك بالخير حتى لو سخروا منك؟
كن شجاعًا مثله، فالله يحب من ينصر دينه ويثبت على الحق. -
نصيحة لأبطال المستقبل
كلما سمعت الحق، اتبعه. وإن رأيت باطلًا، فأنكره بلطف. فالدنيا دار اختبار، والجنة تنتظر الشجعان أمثالك.