قصة أمّ عمارة (نسيبة بنت كعب المازنية) للأطفال
قصة أم عمارة نسيبة بنت كعب المازنية رضي الله عنها للأطفال، بأسلوب قصصي مشوّق ولغة سهلة، تروي شجاعتها وحبها لله ورسوله ﷺ وصبرها وثباتها.
-
مقدمة
في قديم الزمان، وفي مدينة جميلة اسمها المدينة المنوّرة، عاشت امرأة مؤمنة شجاعة، اسمها نسيبة بنت كعب، وكان الناس ينادونها بلقبٍ جميل هو أمّ عمارة.
كانت أمّ عمارة تحبّ الله كثيرًا، وتحبّ رسول الله ﷺ حبًا كبيرًا، وتحبّ أن تعمل الخير، وتساعد الناس، وتعلّم أبناءها أن يكونوا صادقين وشجعانًا.
-
ليلةٌ لا تُنسى… بيعة العقبة
في ليلة هادئة، خرج النبي ﷺ ليقابل رجالًا ونساءً جاءوا من المدينة ليبايعوه، أي ليعدوه أن ينصروه ويؤمنوا به.
وكانت أمّ عمارة واحدة من امرأتين فقط في هذا اللقاء العظيم.
وقفت أمّ عمارة بشجاعة، وقالت في قلبها:
أعدك يا رسول الله أن أكون معك، وأدافع عنك، وأطيع الله.
وكان النبي ﷺ سعيدًا بها، ودعا لها بالخير.
-
يوم أُحد… حين ظهرت الشجاعة
وفي يوم من الأيام، خرج المسلمون إلى غزوة أُحد.
وفي أثناء القتال، تراجع بعض الناس، وبقي النبي ﷺ في خطر.
وهنا، فعلت أمّ عمارة شيئًا عظيمًا…
أمسكت بالسيف، ووقفت أمام النبي ﷺ، وقالت:
لن يصل إليك أحد وأنا حيّة!
كانت تحميه، وتقاتل، وتتحمّل الجراح، حتى جُرحت جراحًا كثيرة، لكنها لم تتراجع.
فقال النبي ﷺ عنها:
«ما التفتُّ يمينًا ولا شمالًا إلا وأنا أراها تقاتل دوني»
-
دعاء من القلب
اقتربت أمّ عمارة من النبي ﷺ، وقالت له بلطف:
يا رسول الله، ادعُ الله أن نكون معك في الجنة.
فابتسم النبي ﷺ، وقال:
«اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة»
فقالت أمّ عمارة:
بعد هذا الدعاء، لا يهمّني ما يحدث لي في الدنيا.
-
ابنٌ شهيد وأمّ صابرة
كان لأمّ عمارة ابن اسمه حبيب، وكان شجاعًا مثل أمّه.
أرسله النبي ﷺ برسالة، لكنه قُتل لأنه رفض أن يكذب، وتمسّك بالحق.
وحين علمت أمّ عمارة بخبر استشهاده، رفعت رأسها وقالت:
الحمد لله… ابني في الجنة.
لم تبكِ بكاءً شديدًا، بل صبرت، لأن قلبها كان مليئًا بالإيمان.
-
الجهاد حتى آخر العمر
كبرت أمّ عمارة، لكنها لم تتوقف عن فعل الخير.
وفي معركة اليمامة، خرجت مع المسلمين، وقاتلت، وأصيبت، وفقدت يدها، لكنها بقيت قوية.
وكان ابنها الآخر عبد الله قد قتل رجلاً كذابًا كان يؤذي المسلمين، ففرحت أمّ عمارة، وسجدت لله شكرًا.
-
نهاية جميلة
عاشت أمّ عمارة حياة مليئة بالإيمان، والشجاعة، والصبر.
وتوفيت رضي الله عنها، وقد تركت لنا درسًا مهمًا:
أن المرأة المسلمة يمكن أن تكون قوية، وصادقة، ومؤمنة، وتخدم دينها بطاعتها وأخلاقها وشجاعتها.
-
ماذا نتعلم من قصة أمّ عمارة؟
- أن نحبّ الله ورسوله ﷺ
- أن نكون صادقين وشجعانًا
- أن نصبر عند الشدائد
- أن نعمل الخير مهما كنا صغارًا
رضي الله عن أمّ عمارة، وجعلنا من الذين يقتدون بالصالحين.
- أن نحبّ الله ورسوله ﷺ