قصة خولة بنت ثعلبة رضي الله للأطفال (المرأة التي سمع الله صوتها)

اكتشف قصة الصحابية الجليلة خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها للأطفال بأسلوب قصصي شيّق، وتعلم القيم الإسلامية مثل الصبر، الشجاعة، والدعاء، مع درس عن حقوق المرأة في الإسلام.

قصة خولة بنت ثعلبة رضي الله للأطفال (المرأة التي سمع الله صوتها)
  • مقدمة

    في مدينةٍ جميلةٍ اسمها المدينة المنورة، كانت تعيش امرأة صالحة طيبة القلب اسمها خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها.
    كانت خولة تحب الله ورسوله، وتحب زوجها أوس بن الصامت، وتهتم ببيتها وأطفالها، وتعمل بجدّ لتكون أمًّا رحيمة وزوجة صادقة.

    وكان زوجها أوس رجلاً طيبًا، لكنه كان سريع الغضب أحيانًا.

  • كلمة غضب

    في أحد الأيام، حدث خلاف بسيط بين خولة وزوجها، فغضب أوس وقال كلمة لم يكن يجب أن يقولها، كلمة كانت تُقال قديمًا في الجاهلية، معناها أن زوجته تصبح محرّمة عليه.

    حزنت خولة حزنًا شديدًا، ليس من أجل نفسها فقط، بل من أجل أطفالها الصغار، وقالت في نفسها:
    ماذا سيحدث لبيتي؟ وماذا سيحدث لأولادي؟

  • الذهاب إلى رسول الله ﷺ

    لم تبكِ خولة في بيتها فقط، بل قررت أن تفعل الشيء الصحيح، فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجلست أمامه بكل احترام، وحدثته عما جرى.

    قالت له بصوتٍ حزين:

    يا رسول الله، زوجي قال كلمة فرّقت بيني وبينه، وأنا لا أريد أن يضيع بيتي، ولي أطفال صغار أخاف عليهم.

    وكان النبي ﷺ يسمع لها بلطف، لكنه لم يكن قد نزل عليه الوحي بعد، فكان يقول لها:

    «اصبري يا خولة».

    لكن خولة لم تيأس، ولم ترفع صوتها، ولم تغضب، بل رفعت يديها إلى السماء وقالت:

    يا رب، أنا أشكو إليك، وأنت أرحم الراحمين.

  • مفاجأة من السماء

    وفجأة…
    نزل جبريل عليه السلام بالوحي على رسول الله ﷺ، ونزلت آيات من القرآن الكريم تقول:

    ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا﴾

    وهنا ابتسم النبي ﷺ وقال لخولة:

    يا خولة، لقد سمع الله كلامك من فوق سبع سماوات.

    تخيلوا يا أطفال!
    الله سبحانه وتعالى، خالق السماوات والأرض، سمع صوت امرأة ضعيفة تشكو إليه، ونزل قرآنًا بسببها!

  • عودة الفرح إلى البيت

    علّم الله المسلمين في هذه الآيات أن كلمة الغضب لا تُدمّر البيوت، وأن على الزوج أن يُصلح خطأه، وأن الإسلام يحمي المرأة والأسرة.

    ساعد النبي ﷺ زوج خولة، وعاد أوس إلى زوجته، وعاد البيت مليئًا بالرحمة، وعاش الأطفال مع أمهم وأبيهم سعداء.

    ???? خولة… المرأة الشجاعة

    كبرت قصة خولة، وعرفها الصحابة، وكانوا يحترمونها كثيرًا.
    وفي يوم من الأيام، رآها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فوقف يسمع كلامها بكل احترام، وقال لمن تعجب:

    هذه امرأة سمع الله صوتها، أفلا أسمع لها؟

  • ماذا نتعلم من قصة خولة؟

    • أن الله يسمع دعاء المظلوم.
    • أن الكلام الطيب يحفظ البيوت.
    • أن المرأة في الإسلام محترمة ومكرّمة.
    • أن الشجاعة الحقيقية هي قول الحق بهدوء وأدب.
    • أن الله قريب من عباده الصادقين.

     وهكذا تبقى خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها مثالًا للمرأة الصابرة الشجاعة، التي حفظ الله بها بيتًا، وعلّم بها أمة.