المرأة النرجسية في الإسلام: صفاتها وأثرها في الحب والطلاق والحياة الأسرية

النرجسية من الصفات السلبية التي حذّر منها الإسلام، لأنها تقوم على حب الذات والغرور والأنانية، وتؤدي إلى فساد العلاقات الإنسانية وتدمير الروابط الأسرية والاجتماعية.
وإذا تجلت هذه الصفات في شخصية المرأة، انعكست بشكل مباشر على حياتها العاطفية والزوجية وحتى عند الطلاق، مما يجعلها شخصية صعبة المراس وتسبب تحديات للطرف الآخر وللأبناء والمجتمع.

في هذا المقال سنتناول موضوع المرأة النرجسية في الإسلام بصورة شاملة: صفاتها، أثرها في الحب، حقيقتها الخفية، وسلوكها في الطلاق، ثم نوضح كيف عالج الإسلام هذه الظاهرة بخطاب متوازن يجمع بين العدل والإحسان.

النرجسية في جوهرها تعني تضخيم الإنسان لذاته، وهذا يتعارض مع قيمة التواضع التي أكد عليها الإسلام.

قال الله تعالى:

﴿وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا﴾ [الإسراء: 37].

وهذا نهي صريح عن الغرور والتكبر، لأنه لا يزيد الإنسان إلا ضعفًا وهوانًا.
كما قال النبي ﷺ:

«لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر» [رواه مسلم].

من أبرز سمات المرأة النرجسية التي تتقاطع مع التحذيرات الشرعية:

1.    حب الذات والأنانية – لا تفكر إلا في نفسها ومصالحها.

﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر: 9].

2.    التعالي والغرور – ترى نفسها فوق غيرها وتزدري الآخرين.

3.    انعدام التعاطف – يصعب عليها مراعاة مشاعر الناس أو الاهتمام بآلامهم.

4.    حب الظهور والتفاخر – تسعى دائمًا لجذب الانتباه.

﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ﴾ [الحديد: 20].

عندما تدخل المرأة النرجسية في علاقة عاطفية، فإنها تُظهر مجموعة من السلوكيات المرهقة لشريكها، منها:

• حب السيطرة والاستحواذ: تريد أن تكون هي محور العلاقة.
• الاهتمام بنفسها أكثر من الشريك: تهتم باحتياجاتها قبل كل شيء.
• البحث المستمر عن الإعجاب: تحتاج دائمًا إلى الثناء.
• قلة التعاطف: لا تستطيع التفاعل بصدق مع مشاعر الحبيب.
• الحب المشروط: تمنح الحب بقدر ما تأخذ.
• التقلب العاطفي: تتأرجح بين الحماس والبرود.
• استخدام العاطفة كوسيلة للسيطرة: توظف الحزن أو البكاء لجذب الاهتمام.
• الغيرة وحب التملك: ترفض أن ينشغل عنها الحبيب.
• تضخيم الذات: ترى نفسها دائمًا الأفضل في العلاقة.

وهذه الصفات تجعل العلاقة العاطفية مع المرأة النرجسية مرهقة ومتوترة، إذ يغيب التوازن بين الأخذ والعطاء.

ليست كل النرجسية ظاهرة. فهناك نمط آخر يُسمى النرجسية الخفية، ويتميز بما يلي:

1.   إظهار دور الضحية – تسعى لاكتساب التعاطف عبر إظهار الضعف.

2.   الحساسية المفرطة – تنجرح بسهولة لكنها تنتقد الآخرين بلا رحمة.

3.   حب الاهتمام بطريقة غير مباشرة – عبر التذمر أو التلميح.

4.   المقارنة المستمرة – تشعر بالغيرة من نجاح الآخرين.

5.   إخفاء الغرور خلف التواضع – تبدو متواضعة لكنها متعالية في داخلها.

6.   التلاعب العاطفي – تستخدم الصمت أو الانسحاب للضغط.

7.   ضعف التعاطف الحقيقي – مشاعرها تجاه الآخرين سطحية ومشروطة.

هذا النوع أصعب كشفًا لأنه مموَّه، لكنه يسبب نفس الأذى النفسي والاجتماعي.

تظهر النرجسية بوضوح عند الطلاق، حيث تتحول العلاقة إلى ميدان صراع:

• استخدام الطلاق كسلاح: تهدد به لتحقيق مصالحها.
• اللعب على دور الضحية: تُظهر نفسها مظلومة أمام المجتمع.
• التشهير بالزوج: تنقل صورة سلبية عنه.
• التلاعب بالأبناء: تمنع التواصل بينهم وبين أبيهم.
• رفض الاعتراف بالأخطاء: تلقي اللوم كله على الزوج.
• حب الانتقام: تسعى لإذلاله ماديًا أو نفسيًا.

موقف الإسلام من ذلك

الإسلام جعل الطلاق وسيلة لإنهاء العلاقة بإحسان لا بانتقام:

﴿فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾ [البقرة: 229].

وأكد على التسامح ورد الحقوق بعدل:

﴿وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ [البقرة: 237].

1.   في الزواج: تفقد العلاقة توازنها العاطفي.

2.   في تربية الأبناء: ينشأ الأبناء في جو من التوتر والصراع.

3.   في المجتمع: تضعف قيم التعاون والإيثار، وتنتشر النزاعات.

الإسلام وضع أسسًا عملية لعلاج هذه الصفة، منها:

• التواضع: «من تواضع لله رفعه» [رواه مسلم].
• تذكر حقيقة الدنيا: أن المال والجمال زائل.
• الإكثار من ذكر الله: يورث الخشوع والتواضع.
• الصدقة وأعمال الخير: تغرس الإيثار.
• صحبة الصالحين: تعين على تهذيب النفس.

المرأة النرجسية – سواء في الحب أو الزواج أو الطلاق – شخصية معقدة تُرهق من حولها بسبب حب الذات والغرور وقلة التعاطف.
وقد سبق الإسلام إلى التحذير من هذه الصفات، ودعا إلى التواضع والإحسان، وحث على معالجة النفس بالتزكية والذكر والعمل الصالح.
فمنهج الإسلام واضح: لا كبر ولا غرور، بل تواضع ورحمة وعدل، ليبقى المجتمع متماسكًا والأسرة مستقرة.