كيفية تطهير السجادة من النجاسة: الدليل الشرعي والعملي

تعرف على الطرق الشرعية لتطهير السجادة من النجاسة، مع بيان أحكام الفقه الإسلامي وأقوال العلماء، وخطوات عملية لإزالة البول أو النجاسات المختلفة بسهولة دون إفساد السجاد.

كيفية تطهير السجادة من النجاسة: الدليل الشرعي والعملي
كيفية تطهير السجادة من النجاسة
  • مقدمة

    تطهير السجادة من النجاسة من المسائل الفقهية المهمة التي يحتاج إليها المسلم في بيته ومسجده، نظرًا لاستخدام السجاد في مواضع العبادة، وخاصة الصلاة التي لا تصح إلا بطهارة الثوب والبدن والمكان. وفي هذا المقال، نعرض الأحكام الشرعية المتعلقة بتطهير السجاد، مع بيان الطرق الصحيحة للتنظيف، وأهم الفروق بين أنواع النجاسة، مستندين إلى الأدلة الشرعية وأقوال أهل العلم.

  • أهمية طهارة السجادة في الإسلام

    طهارة المكان شرط من شروط صحة الصلاة، قال الله تعالى:
    ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدثر: 4]،
    وقال النبي ﷺ:

    "جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا" (رواه البخاري ومسلم).

    وعليه، فإن وجود نجاسة على السجادة التي يُصلَّى عليها يخل بشرط الطهارة، ويلزم إزالتها قبل أداء الصلاة.

  • القاعدة العامة في إزالة النجاسة

    نعم، القاعدة الأصل في الفقه الإسلامي أن الماء هو الأصل في إزالة النجاسة وتطهير الأشياء، لأنه هو الذي جاء النص الشرعي باعتباره مطهِّرًا، لقوله ﷺ:

    "إنما الماء طَهورٌ لا يُنجِّسه شيء" (رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني).

    ولهذا، جمهور الفقهاء (الحنفية والشافعية والحنابلة وأكثر المالكية) يشترطون استعمال الماء الطهور في إزالة النجاسة حتى يُحكم بطهارة الشيء، سواء كان ثوبًا أو سجادًا أو أرضًا.

    أما المنظفات أو المواد الكيميائية، فهي وسائل مساعدة لا تُغني عن الماء في الحكم الشرعي، إلا في بعض صور الخلاف عند المالكية حيث اعتبروا أن العبرة بزوال عين النجاسة بأي وسيلة، لكن هذا ليس قول الجمهور.

     إذن:

    • الأصل: الماء الطهور.
    • المنظفات: أدوات مساعدة، لكن لا تكفي شرعًا وحدها عند جمهور العلماء.
  • هل يشترط ماء الطهارة في تنظيف السجاد؟

    1. الرأي الراجح

    • الماء هو الركيزة الأساسية في إزالة النجاسة، ولا يتحقق التطهير إلا به في غالب الأحوال.
    • يستثنى من ذلك ما إذا زالت النجاسة بالكلية (لونًا، وطعمًا، ورائحة) بوسيلة أخرى، وهذا قول بعض الفقهاء كالمالكية وأبي حنيفة، خاصة في الأسطح الصقيلة التي لا تمتص النجاسة.
    • لا يُشترط عدد معين للغسلات إلا في نجاسة الكلب، التي يجب غسلها سبع مرات إحداهن بالتراب، لحديث النبي ﷺ:

    "طَهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب" (رواه مسلم).

    2. حكم استعمال المنظفات

    • يمكن الاستعانة بالصابون أو المنظفات الخالية من النجاسات كمساعد مع الماء.
    • إذا أزال المنظف أثر النجاسة نهائيًا، فهذا كافٍ، لكن الأفضل والأحوط أن يُختم الغسل بالماء.
    • قال العلماء: يكفي الماء لإزالة النجاسة، ولا يُشترط الصابون، إلا إذا احتاج الموضع إلى مواد إضافية لزوال اللون أو الرائحة.
  • خطوات تطهير السجادة إذا عُرف موضع النجاسة

    1.    إزالة العين أولًا

    o       إذا كانت النجاسة جامدة، تُزال بقطعة قماش أو أداة نظيفة.

    o       إذا كانت سائلة، كالبول، تمتص أولًا بمناديل أو إسفنجة.

    2.    صب الماء على الموضع النجس

    o       يُصب الماء حتى يغمر الموضع ويغلب على الظن زوال الأثر.

    o       لا يشترط نزع السجادة أو عصرها، كما في حديث أنس رضي الله عنه عن الأعرابي الذي بال في المسجد فأمر النبي ﷺ بصب دلو ماء على بوله (البخاري ومسلم).

    3.    تكرار الغسل عند الحاجة

    o       إذا بقي أثر، يُكرر صب الماء مرتين أو ثلاثًا.

    o       لا يضر بقاء أثر لون خفيف إذا تعذر زواله، استنادًا لحديث:

    "يكفيك الماء ولا يضرك أثره" (رواه أحمد وصححه الألباني).

  • إذا لم يُعرف موضع النجاسة

    • إذا لم يُحدد موضع النجاسة بدقة، وجب غسل السجادة كاملة.
    • يمكن الاستعانة بالغسيل البخاري أو الأجهزة المخصصة.
    • إذا تعذر غسلها، يُفرش عليها سجادة طاهرة للصلاة.
  • أحكام خاصة ببعض أنواع النجاسة

    1. بول الطفل

    • الذكر الرضيع الذي لم يأكل الطعام: يكفي رش الماء على موضع البول حتى يعمه.
    • إذا أكل الطعام أو كانت أنثى: يجب الغسل بالماء حتى يزول الأثر.

    2. نجاسة الكلب

    • يجب غسل الموضع سبع مرات، إحداهن بالتراب أو ما يقوم مقامه (كالمنظفات المعقمة).

    3. النجاسة التي تزول بالجفاف

    • اختلف العلماء في طهارة السجاد بالجفاف والشمس والهواء.
    • الراجح: إذا زال أثر النجاسة تمامًا، فهي طاهرة، لكن الأفضل الغسل بالماء خروجًا من الخلاف.
  • خطوات عملية لتطهير السجاد الكبير

    1.   تحديد موضع النجاسة.

    2.   إزالة العين إن وجدت.

    3.   صب الماء حتى يغمر الموضع.

    4.   شفط الماء المتنجس بالإسفنجة أو الأجهزة.

    5.   تكرار الغسل إذا لزم.

    6.   تجفيف السجادة جيدًا.

  • الخاتمة

    تطهير السجادة أمر يسير في الشريعة، قائم على قاعدة رفع الحرج، ويكفي فيه صب الماء على الموضع النجس حتى يزول أثره، مع مراعاة الأحكام الخاصة بأنواع النجاسات. ويجوز الاستعانة بالمنظفات، لكنها لا تُغني عن الماء في غالب الأحوال، إلا إذا زال الأثر بالكلية. وطهارة موضع الصلاة من علامات تعظيم شعائر الله، قال تعالى:
    ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج: 32].