مَدخَلٌ إلى الطَّهارةِ

تناوَلَتِ المَقالةُ بيانَ المَدخَلِ لعلمِ الطَّهارةِ الذي يُبَيِّنُ ما يحتويهِ هذا البحثُ باختصارٍ، وذلك ببيانِ تعريفِها وحُكمِها ونَوعَيها من الطَّهارةِ الحقيقيَّةِ والطَّهارةِ الحُكميَّةِ وما يتضمَّنُه كلُّ نوعٍ من هذهِ الأنواعِ باختصارٍ.

مَدخَلٌ إلى الطَّهارةِ
  • أوَّلًا: تعريفُ الطَّهارةِ

    ·      الطَّهارةُ في اللغةِ تعني "النَّظافةَ" و"النَّزاهةَ" عن الأقذارِ والأوساخِ.

    ·      أمَّا في الشَّرعِ، فهي تعني النَّظافةَ من الحَدَثِ أو الخَبَثِ.

    ·      ويعرِّفُ الفُقَهاءُ الحَدَثَ بأنَّه وصفٌ يقومُ بالبدنِ يمنعُ الإنسانَ من الصَّلاةِ والطوافِ ونحوهِما.

    وبمعنًى آخر: هو حالةٌ من عدمِ الطَّهارةِ تُصيبُ الشَّخصَ مثلَ خروجِ الرِّيحِ أو البولِ أو الحيضِ.

    ·      والخَبَثُ هو النَّجاسةُ الفعليَّةُ، مثلَ البولِ أو الدَّمِ أو بقايا الأوساخِ على الملابسِ أو الجِسمِ.

  • ثانيًا: حُكمُ الطَّهارةِ في الإسلامِ

    الطَّهارةُ شرطٌ أساسيٌّ لصحَّةِ بعضِ العباداتِ، مثلَ الصَّلاةِ، فلا يجوزُ أداءُ الصَّلاةِ من غيرِ طهارةٍ شرعيَّةٍ، وبالتَّالي الطَّهارةُ هي الوسيلةُ التي تُتيحُ للمُسلِمِ أداءَ هذهِ العباداتِ.

  • ثالثًا: أنواعُ الطَّهارةِ

    ·      الطَّهارةُ الحقيقيَّةُ: وهي إزالةُ (الخَبَثِ) النَّجاسةِ الفعليَّةِ، مثلَ غسلِ الملابسِ المُتَّسخةِ بالنَّجاسةِ، أو إزالةِ الدَّمِ أو القذارةِ من الجسمِ.

    ·      الطَّهارةُ الحُكميَّةُ: وهي الطَّهارةُ من الحَدَثِ (كالوضوءِ والغُسلِ)، فهذهِ الطَّهارةُ كما ذكرنا تكونُ بسببِ (الحَدَثِ) وهو حالةٌ من حالاتِ عدمِ الطَّهارةِ، وليس بسببِ وجودِ نجاسةٍ محسوسةٍ.

    مثلَ الوضوءِ بعدَ النَّومِ أو الغُسلِ بعدَ الجِماعِ، والنَّومُ والجِماعُ لا يُعتَبرانِ نجاسةً محسوسةً.

    _________________________________________________________________

    والدَّارسُ لعلمِ الطَّهارةِ يجدُ أنَّه يقومُ على معرفةِ مبحثَينِ أساسيَّينِ يُمثِّلانِ كلَّ ما يتعلَّقُ ببابِ الطَّهارةِ وهما: الطَّهارةُ الحقيقيَّةُ والطَّهارةُ الحُكميَّةُ، وسنتناولُ بالتَّفصيلِ ما يشملهُ كلُّ نوعٍ من أنواعِ الطَّهارةِ.

  • رابعًا: الطَّهارةُ الحقيقيَّةُ

    ·      وهي النَّوعُ الأوَّلُ من أنواعِ الطَّهارةِ، والطَّهارةُ الحقيقيَّةُ تعني: الطَّهارةَ من النَّجاسةِ الفعليَّةِ (الخَبَثِ).

    ·      وهذا يتطلَّبُ معرفةَ أنواعِ النَّجاساتِ المختلفةِ وكيفيَّةِ إزالتِها، بالإضافةِ إلى ما يرتبطُ بها من تنظيفِ البَدنِ، مثلَ الاستنجاءِ (تنظيفِ الأعضاءِ بعدَ قضاءِ الحاجةِ).

    ·      لذلكَ، يتناولُ هذا البحثُ ما يلي:

    o أنواعُ النَّجاساتِ: مثلَ البولِ، والغائطِ، والدَّمِ، ولُعابِ الكلبِ، والخَمرِ، وغيرها من النَّجاساتِ الأخرى.

    o إزالةُ النَّجاسةِ الحقيقيَّةِ: توضيحُ كيفيَّةِ إزالةِ كلِّ نوعٍ من أنواعِ النَّجاساتِ.

        مثالٌ: إزالةُ البولِ يتمُّ بغَسلِهِ بالماءِ حتَّى تزولَ النَّجاسةُ.

    o سُنَنُ الفطرةِ: الأمورُ التي تُحافِظُ على نَظافةِ الإنسانِ الشَّخصيَّةِ والتي حثَّ الإسلامُ عليها.

        مثلَ: قصِّ الأظافرِ، حَلقِ الشَّعرِ، وتنظيفِ الأسنانِ.

  • خامسًا: الطَّهارةُ الحُكميَّةُ

    ·      وهي النَّوعُ الثَّاني من أنواعِ الطَّهارةِ والطَّهارةُ الحُكميةُ تعني: الطَّهارةَ من الحَدَثِ، سواءٌ كانَ الحَدَثَ الأصغرَ (الذي يُرفعُ بالوضوءِ) أو الحَدَثَ الأكبرَ (الذي يُرفعُ بالغُسلِ). فإذا تعذَّرت الطَّهارةُ بالماءِ، يمكنُ اللُّجوءُ إلى التيمُّمِ (ضَربِ اليدَينِ بالترابِ ثمَّ مسحِ الوجهِ واليدَينِ).

    ·      ويتناولُ هذا المبحثُ ما يلي:

    o الوضوءُ: وهو غسلُ أعضاءٍ مُحدَّدةٍ، مثلَ اليدَينِ والوجهِ، ومسحِ الرَّأسِ.

        مثالٌ: عندَ خروجِ الرِّيحِ، يجبُ الوضوءُ ليتمكَّنَ الشَّخصُ من الصَّلاةِ.

    o الغُسلُ: وهو تعميمُ الماءِ على سائرِ البَدنِ، ويكونُ واجبًا بعدَ الجِنابةِ أو الحَيضِ.

        مثالٌ: بعدَ انتهاءِ فترةِ الحيضِ، يجبُ على المرأةِ الاغتسالُ (الغُسلُ) قبلَ أداءِ الصَّلاةِ.

    o التيمُّمُ: وهو بديلٌ عن الوضوءِ أو الغُسلِ عندَ عدمِ توفُّرِ الماءِ.

        مثالٌ: إذا كانَ الشَّخصُ في مكانٍ ليسَ فيهِ ماءٌ، يمكنُهُ أن يتيمَّمَ بالصَّعيدِ الطَّيِّبِ (التُّرابِ النَّظيفِ).

    o المسحُ على الجَبيرةِ والخُفَّينِ:

    -        المسحُ على الخُفَّينِ: يمكنُ للمُسلِمِ أن يمسحَ على الخُفَّينِ بدلَ غَسلِ الرِّجلَينِ في الوضوءِ إذا كانَ قد لبسَهما على طهارةٍ.

    -        المسحُ على الجَبيرةِ: إذا كانَ الشَّخصُ مُصابًا بكسرٍ في اليدِ أو القدمِ، يمكنُهُ المسحُ على الجَبيرةِ (الضِّمادةِ) بدلًا من غَسلِ الجزءِ المُصابِ.

    o ما يترتَّبُ على الطَّهارةِ الحُكميَّةِ وفقدانِها:

        مثالٌ: من لا يتوضَّأُ أو يغتسلُ بعدَ الحَدَثِ، لا يجوزُ له الصَّلاةُ، أو مسُّ المصحَفِ، أو دخولُ المسجدِ.

  • سادسًا: خُلاصةُ ما سبق

    ·      الطَّهارةُ في الإسلامِ تنقسمُ إلى نوعَينِ:

    o الطَّهارةُ الحقيقيَّةُ: تعني النَّظافةَ من النَّجاساتِ الملموسةِ.

        مثالٌ: غَسلُ الملابسِ المُتَّسخةِ بالبَولِ.

    o الطَّهارةُ الحُكميَّةُ: تعني رفعَ الحَدَثِ الأصغرِ بالوضوءِ أو الأكبرِ بالغُسلِ، وإذا لم يتوفَّر الماءُ، فيمكنُ التيمُّمُ.

        مثالٌ: إذا كانَ الشَّخصُ لا يستطيعُ الوضوءَ بسببِ المرضِ، يمكنُهُ التيمُّمُ.

    ·      الطَّهارةُ شرطٌ لصحَّةِ العباداتِ، كالصَّلاةِ والطَّوافِ، لذلكَ يجبُ على المُسلِمِ أن يكونَ حريصًا على تحقيقِ الطَّهارةِ بجميعِ أنواعِها ليتمكَّنَ من أداءِ عباداتِه بشكلٍ صحيحٍ.

    تنبيه هام:

    إنَّ محتويات هذه المقالة خاصَّةً بموقع مؤمنة الإلكترونيِّ، ولا نجيز لأحد أخذها أو الاقتباس منها دون الإشارة لرابطها في موقعنا ولا نسامح على سرقة تعبنا فيها؛ نظرًا للوقت والجهد المبذولين فيها وحفاظًا على الحقوق العلميَّة لمحتوى موقعنا.