حكم الوشم المؤقت في الشريعة الإسلامية
تعرف على حكم الوشم المؤقت في الإسلام بالتفصيل، مع الأدلة الشرعية وأقوال العلماء، والفرق بين الوشم الدائم والمؤقت، وضوابط الزينة المباحة.

-
مقدمة
يُعد الوشم من الظواهر القديمة التي انتشرت في ثقافات عديدة، وتباينت أشكاله بين الدائم والمؤقت. ومع تطور أدوات التجميل وطرق الزينة، ظهرت أنواع من الوشم المؤقت الذي يزول بعد فترة قصيرة. وهنا يطرح السؤال: ما حكم الوشم المؤقت في الإسلام؟ وهل يختلف عن الوشم الدائم في الحكم الشرعي؟
في هذا المقال سنعرض الحكم بالتفصيل، مع الأدلة الشرعية، وأقوال العلماء، والضوابط التي وضعها الفقهاء.
-
الفرق بين الوشم الدائم والوشم المؤقت
1. الوشم الدائم
الوشم الدائم هو غرز الإبرة في الجلد وإدخال الصبغة تحته، مما يؤدي إلى نزف الدم وثبات اللون. وقد اتفق العلماء على تحريمه، بل عده بعضهم من الكبائر، لحديث ابن مسعود رضي الله عنه:
"لَعَنَ اللهُ الواشِمات والمستوشمات… المغيرات خلق الله"
(رواه البخاري ومسلم).
فاللعن في النص الشرعي دليل على شدة التحريم، لأنه يتضمن تغيير خلق الله وإحداث ضرر بالجسد.2. الوشم المؤقت
الوشم المؤقت هو رسومات أو نقوش تُرسم على سطح الجلد دون اختراقه، باستخدام مواد تزول بعد أيام أو أسابيع.
- دار الإفتاء المصرية أفتت بجوازه إذا كان سطحيًا ويزول، ولا يتضمن ما يخالف الشرع، وألحقته بالكحل والحناء من حيث الإباحة.
- ذكر الإمام المواق والإمام القرطبي أن المنهي عنه هو ما يبقى أثره ثابتًا في الجلد، أما ما يزول كالكحل فلا حرج فيه.
- دار الإفتاء المصرية أفتت بجوازه إذا كان سطحيًا ويزول، ولا يتضمن ما يخالف الشرع، وألحقته بالكحل والحناء من حيث الإباحة.
-
ضوابط جواز الوشم المؤقت
حتى يكون الوشم المؤقت مباحًا، وضع العلماء عدة شروط، منها:
1. ألا يكون الوشم تحت الجلد
أي لا تُحقن الألوان أو المواد الصبغية داخل الجلد؛ لأن ذلك يأخذ حكم الوشم المحرم.2. ألا يرسم صور ذوات الأرواح
مثل صور الإنسان أو الحيوان؛ لما ورد من النهي عن التصوير المجسم أو المشابه له.3. ألا يسبب ضررًا صحيًا
بعض أنواع الوشم المؤقت قد تحتوي على مواد كيميائية ضارة أو تسبب حساسية الجلد، وقد قال النبي ﷺ:"لا ضرر ولا ضرار" (رواه ابن ماجه).
4. ألا يكون وسيلة للتشبه بالكفار أو الفساق
فالتشبه في المظهر بما يختص به غير المسلمين أو أصحاب السلوكيات المنحرفة مذموم في الشرع. -
حكم الأنواع الشائعة من الوشم المؤقت
النوع
الحكم الشرعي
السبب
الحناء أو الرسوم السطحية الزائلة
مباح
زينة مشروعة، تزول ولا تغير الخلقة
الملصقات المؤقتة على الجلد
مباح
إذا كانت آمنة وخالية من الصور المحرمة
التاتو المؤقت تحت الجلد (6 أشهر - سنة)
محرم
لأنه يغير الخلقة ويثبت فترة طويلة
الوشم المؤقت بمواد ضارة
محرم
يسبب الضرر ويخالف قاعدة "لا ضرر ولا ضرار"
-
الحكمة الشرعية من التفريق بين الوشم الدائم والمؤقت
- الوشم الدائم فيه ضرر جسدي وتغيير دائم للخلقة، وهو منهي عنه بالنص الصريح.
- الوشم المؤقت لا يحدث تغيّرًا دائمًا ولا ضررًا إذا التزم بالضوابط، فهو أشبه بالزينة المباحة كالكحل والحناء.
- الوشم الدائم فيه ضرر جسدي وتغيير دائم للخلقة، وهو منهي عنه بالنص الصريح.
-
نصائح قبل استخدام الوشم المؤقت
1. التأكد من أن المواد المستخدمة آمنة طبيًا ومصرح بها.
2. اختيار رسومات خالية من الصور المحرمة أو العبارات المخالفة للشرع.
3. تجنب المبالغة أو لفت الانتباه بطريقة تخالف الحياء والذوق العام.
4. الابتعاد عن تقليد مشاهير أو موضات دخيلة لا تتفق مع القيم الإسلامية.
-
الخلاصة
الوشم المؤقت مباح شرعًا إذا كان سطحيًا، يزول بعد فترة، ولا يتضمن محظورات شرعية أو ضررًا بدنيًا. أما إذا كان يدخل في الجلد أو يسبب الضرر أو يتضمن صورًا محرمة، فإنه يأخذ حكم التحريم.
وبذلك، يتضح أن الإسلام لا يمنع الزينة في ذاتها، بل يضبطها بضوابط تحقق الجمال وتحافظ على سلامة الجسد والقيم.