علاج السحر والعين بورق السدر والرقية الشرعية

الذنوب والمعاصي تضر ولا بد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارًا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته. وقد يكون من هذه الآثار تسلط الشياطين على الإنسان بالعين أو الحسد أو السحر، وهو ما حذر منه الشرع الحنيف، وبيّن طرق العلاج منه بالوسائل المباحة، وأهمها الرقية الشرعية والتحصن بالأذكار، مع الاستعانة ببعض الوسائل الطبيعية مثل ورق السدر الذي ثبتت فائدته في علاج السحر.

ذكر الشيخ ابن باز رحمه الله أن استعمال ورق السدر في علاج السحر مشروع، وذلك بأن يأخذ المسلم سبع ورقات من السدر الأخضر، فيدقها بحجر أو نحوه، ثم يجعلها في إناء، ويصب عليها من الماء ما يكفيه للغسل، ثم يقرأ فيه الآيات والسور التالية:

·        آية الكرسي:
﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ [البقرة: 255].

·        سورة الكافرون.

·        سورة الإخلاص.

·        سورة الفلق:
﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ۝ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ۝ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ۝ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ۝ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾ [الفلق: 1-5].

·        سورة الناس:
﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ۝ مَلِكِ النَّاسِ ۝ إِلَٰهِ النَّاسِ ۝ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ۝ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ۝ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ﴾ [الناس: 1-6].

·        آيات السحر من سورة الأعراف:
﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ ۝ فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ۝ فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ ﴾ [الأعراف: 117-119].

·        آيات السحر من سورة يونس:
﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ ۝ فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَىٰ أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ ۝ فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ۝ وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ﴾ [يونس: 79-82].

·        آيات السحر من سورة طه:
﴿ قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَىٰ ۝ قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ ۝ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَىٰ ۝ قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَىٰ ۝ وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ ﴾ [طه: 65-69].

بعد قراءة هذه الآيات والسور، يشرب المريض من الماء ثلاث مرات، ثم يغتسل بالباقي، وبإذن الله يزول الداء.

أرشد النبي ﷺ إلى وسائل شرعية لتحصين النفس والبيت:

• قراءة سورة البقرة في البيت:
  قال رسول الله ﷺ:
  «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ» [رواه مسلم].

وقال ﷺ:
«الآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ» [رواه البخاري ومسلم].

·        المعوذتان أفضل ما يُتعوّذ به:
قال رسول الله ﷺ لابن عابس الجهني:
«يَا ابْنَ عَابِسٍ، أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَفْضَلِ مَا تَعَوَّذَ بِهِ الْمُتَعَوِّذُونَ؟ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ» [رواه أحمد وصححه الألباني].

الاستعاذة من وسوسة الشيطان بقراءة سورة الناس وآية الكرسي والأذكار المأثورة صباحًا ومساءً.

ذكر العلماء أن التحصين الشرعي يكون بقراءة القرآن، وخاصة سورة البقرة، أما رش الماء والسدر فلا أصل له في التحصين من العين والحسد، لكن لا بأس باستعمال الماء المقروء عليه ورشه في زوايا المنزل إذا جُرّب نفعه، بشرط أن لا يُعتقد فيه الاستقلال بالتأثير، بل التأثير من عند الله وحده.

يتبين لنا أن السحر والعين والحسد من ابتلاءات الدنيا، وأن العلاج المشروع لها يكون بالرقية الشرعية والأذكار، مع الاستعانة بورق السدر كما جاء عن العلماء، إضافة إلى التحصن بقراءة سورة البقرة والمعوذتين وآية الكرسي. وعلى المسلم أن يبتعد عن طرق السحرة والمشعوذين، وأن يثق بأن الشفاء كله بيد الله عز وجل، قال تعالى:
﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ [الشعراء: 80].