المرأة الودود الولود في الإسلام

اكتشف مكانة المرأة الودود الولود في الإسلام، ودور هذه الصفات في استقرار الحياة الزوجية، وتكثير النسل، وعزة الأمة، مع شرح الأحاديث النبوية، وأقوال العلماء، وفوائد الزواج من المرأة الولود الودود.

المرأة الودود الولود في الإسلام
المرأة الودود الولود في الإسلام
  • مقدمة

    الزواج في الإسلام ليس مجرد ارتباط اجتماعي بين رجل وامرأة، بل هو ميثاق غليظ، وركيزة أساسية لبناء مجتمع متماسك وأمة قوية. وقد أولى الإسلام عناية فائقة باختيار الزوجة الصالحة التي تكون لبنة صالحة في بناء الأسرة. ومن أبرز الصفات التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم صفتا الودود والولود. ففي الحديث الشريف قال: "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة". هذا التوجيه النبوي العظيم يجمع بين البعد النفسي والعاطفي للأسرة، والبعد الحضاري للأمة الإسلامية.

  • معنى المرأة الودود

    المرأة الودود هي التي تحسن معاملة زوجها، وتغمره بالمحبة والمودة، وتلين له القول والفعل. فهي الزوجة التي تبتسم في وجه زوجها، وتستقبله بالرضا والاهتمام، وتحرص على توفير جو من السكينة والرحمة داخل البيت. وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى في قوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم: 21].

    فالود يرسخ الحياة الزوجية، ويجعلها قائمة على التعاون والاحترام المتبادل، ويمنع تفكك الأسرة.

  • معنى المرأة الولود

    المرأة الولود هي التي تُرزق بكثرة الأولاد، أو يُتوقع منها ذلك بالنظر إلى حال أمها أو أخواتها. والمقصود بالولادة في الإسلام ليس مجرد الكثرة العددية، بل الذرية الصالحة التي تعبد الله وتُعمر الأرض بالخير.

    وقد جعل الإسلام تكثير النسل مقصدًا شرعيًا، لما فيه من تقوية شوكة الأمة، وتحقيق معنى الخلافة في الأرض، ودوام العبادة لله تعالى عبر الأجيال.

  • اجتماع الصفتين: الودود الولود

    قال العلماء: إذا اجتمع في المرأة صفتا الود والولادة، فقد اجتمع فيها الخير كله، لأنها تحقق لزوجها الراحة النفسية والمودة، وتحقق للأمة الكثرة والقوة. أما إذا كانت ولودًا بلا ود، فقد لا تستقيم الحياة الزوجية، وإذا كانت ودودًا بلا قدرة على الإنجاب، فقد يفوت مقصد عظيم من الزواج.

  • كيف يُعرف كون المرأة ودودًا ولودًا؟

    • الودود: يظهر من أخلاقها، وسيرتها بين الناس، وحسن تعاملها مع أهلها. فالفتاة التي تعامل والديها وأخوتها بلطف، ويتصف كلامها باللين والبشاشة، يُتوقع أن تكون ودودة مع زوجها.
    • الولود: يُعرف من حال نساء أسرتها، كالأم والأخوات، فإن الغالب أن الطباع الوراثية تسري بين الأقارب. كما يُعرف إن كانت متزوجة من قبل ورُزقت بأولاد.
  • فوائد الزواج من المرأة الودود الولود

    1.   تحقيق السعادة الزوجية: لأن الود يعمق أواصر المحبة ويمنح الرجل الطمأنينة.

    2.   تكثير النسل الصالح: وهو مقصد شرعي عظيم ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث.

    3.   المباهاة يوم القيامة: حيث يفخر النبي صلى الله عليه وسلم بكثرة أمته بين الأمم.

    4.   استقرار المجتمع: الأسرة القائمة على المودة والتكاثر تساهم في بناء مجتمع متماسك.

    5.   تحقيق الأمن النفسي والاقتصادي: بوجود الأبناء الصالحين الذين يكونون عونًا لوالديهم في الكبر.

  • مكانة المرأة الولود الودود في بناء الأمة

    • البعد الديني: المرأة الولود الودود تعين على تحقيق مقصد العبادة لله، فهي سبب في إيجاد ذرية تعبد الله.
    • البعد الاجتماعي: تبني أسرة قوية متماسكة تقوم على المودة والرحمة.
    • البعد الحضاري: تكثير النسل الصالح يمنح الأمة قوة عددية وفكرية واقتصادية.
    • البعد التربوي: المرأة الولود الودود قادرة على تنشئة جيل صالح يحمل القيم الإسلامية.
  • الرد على الدعوات المضللة

    يعمل أعداء الأمة على محاربة مقاصد الشريعة بالدعوة إلى تحديد النسل أو منع التعدد، والهدف من ذلك إضعاف الأمة الإسلامية. لكن الإسلام يدعو إلى المكاثرة مع مراعاة القدرة على التربية الصالحة. فالكثرة المقصودة في الإسلام ليست مجرد عدد، بل كثرة نافعة تقوم على التربية والإصلاح.

  • المرأة الودود الولود وصفة الزوجة الصالحة

    المرأة الصالحة كما جاء في الحديث الشريف: "الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة" [رواه مسلم]. ومن أبرز صفات هذه المرأة أن تكون ودودة ولودة، لأنها بذلك تحقق المقاصد الشرعية للزواج. فهي خير معين لزوجها في دينه ودنياه، وسبب في استقرار حياته، وبناء جيل صالح بعده.

  • خاتمة

    إن المرأة الودود الولود تمثل النموذج الأمثل للزوجة الصالحة في الإسلام، لأنها تجمع بين الحب والمودة التي يقوم عليها استقرار الحياة الزوجية، وبين القدرة على الإنجاب الذي يحقق للأمة قوتها وعزتها. وهذا التوجيه النبوي ليس مجرد نصيحة فردية، بل هو منهج حضاري لبناء أمة رائدة.