من يجوز للمرأة المنقبة كشف وجهها أمامهم شرعًا

مسألة حجاب المرأة وكشف وجهها من القضايا الشرعية التي يكثر السؤال عنها، خصوصًا في زماننا مع انتشار العادات المختلفة وتنوع العلاقات الاجتماعية. وقد بيّن الله تعالى في كتابه الكريم، ووضح النبي ﷺ في سنته المطهرة، الفئات التي يجوز للمرأة أن تكشف زينتها أمامهم، ومن ضمن ذلك كشف الوجه، باعتباره أعظم موضع زينة للمرأة. ومن هنا جاءت الحاجة إلى توضيح هذه الفئات بشكل مفصل، مع بيان ما يجوز وما لا يجوز، حتى تسير المرأة المسلمة على بصيرة من أمرها.

قال الله تعالى:
﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾ [النور: 31].

وقد فسّر العلماء أن أعظم مواضع الزينة هو الوجه، فهو أول ما يلفت الأنظار. ومن هنا شددت الشريعة على ضرورة ستره عن غير المحارم.

ذكر الله سبحانه وتعالى في سورة النور أصنافًا محددة يجوز للمرأة أن تبدي زينتها لهم، وهم:

1.    الزوج

o       هو أول من يحق له النظر إلى زوجته بلا قيد ولا شرط.

o       قال تعالى: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ﴾ [النور: 31].

2.    الآباء

o       ويشمل الأب الصلبي والجد وإن علا.

3.    آباء الأزواج

o       كوالد الزوج وجده، فهم محارم للمرأة بعد عقد الزواج الصحيح.

4.    الأبناء

o       سواء كانوا أبناءها من صلبها أو أحفادها وإن نزلوا.

5.    أبناء الأزواج

o       أي أولاد الزوج من زوجات أخريات، فهم أيضًا محارم للمرأة.

6.    الإخوة

o       سواء الإخوة الأشقاء أو من الأب أو الأم.

7.    أبناء الإخوة

o       أي أبناء أخيها.

8.    أبناء الأخوات

o       أي أبناء أختها.

9.    النساء

o       أي يجوز للمرأة كشف وجهها أمام النساء المؤمنات، مع الالتزام بحدود الشرع في ستر العورة.

10.                   ما ملكت أيمانهن

• في زمن الرق، كان يشمل الإماء المملوكات.

11.                   التابعون غير أولي الإربة من الرجال

• كالرجل الكبير العاجز عن النساء أو من لا شهوة له.

12.                   الطفل الصغير

• الذي لم يبلغ حد التمييز الجنسي ولا يدرك عورات النساء.

ينبغي التوضيح أن بعض الأقارب والأصهار ليسوا من المحارم، وبالتالي لا يجوز للمرأة كشف وجهها أمامهم، ومن ذلك:

• أخو الزوج.
• زوج الأخت.
• ابن العم.
• ابن الخال.
• الصديق أو الجار.

هؤلاء جميعًا أجانب عن المرأة، فلا يحل لها أن تكشف وجهها أمامهم، ولا أن تخلو بأحدهم، لقول النبي ﷺ:

"إياكم والدخول على النساء، قالوا: يا رسول الله أرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت" (رواه البخاري ومسلم).

• السلام جائز دون مصافحة: لا مانع من مخاطبة الرجال الأجانب بكلام مباح مع الحشمة والوقار، ولكن من دون مصافحة أو خضوع في القول.
• تحريم الخلوة: لا يجوز للمرأة أن تخلو برجل أجنبي مهما كانت صلة القربى، لأن النبي ﷺ قال:

"لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم" (متفق عليه).

• الطاعة في المعروف: لا يجوز للمرأة أن تطيع زوجها أو غيره في أمر فيه معصية، لقوله ﷺ:

"إنما الطاعة في المعروف، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".

المرأة المسلمة مأمورة بالستر والعفة، وقد بيّن الشرع المطهر بوضوح من يجوز لها أن تكشف وجهها أمامه ومن لا يجوز. والواجب عليها أن تتقي الله في نفسها، وألا تتساهل فيما حرم الله، حمايةً لعرضها وصيانةً لقلبها وقلب غيرها.

فالمحارم الذين ورد ذكرهم في القرآن هم فقط من يجوز كشف الوجه أمامهم، أما غيرهم فهم أجانب مهما كانت صلة القرابة أو الصداقة. وبذلك تسلم الأسرة المسلمة من الفتن، وتبقى المرأة عزيزة مصونة كما أراد الله لها.