حكم وضع الكحل والمسكارا خارج البيت
تعرفي على الحكم الشرعي لوضع الكحل والمسكارا خارج البيت، وهل تعتبر من الزينة الظاهرة أو الباطنة، مع عرض أقوال العلماء والأدلة الشرعية والفتاوى المعاصرة بطريقة مبسطة.

-
مقدمة
الكحل والمسكارا من أدوات التجميل الشائعة بين النساء، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: ما حكم وضعهما عند الخروج من البيت؟ وهل هما من الزينة التي يجوز إظهارها أمام الرجال الأجانب، أم من الزينة التي يجب سترها؟ في هذا المقال سنعرض المسألة بأسلوب مبسط مدعّم بالأدلة الشرعية وأقوال العلماء، مع نصائح عملية تساعدك على اتخاذ القرار الصحيح
-
النص الشرعي الأساسي عن حكم الكحل خارج البيت
المرجع الأول في هذا الحكم هو قول الله تعالى في سورة النور:
﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾ [النور: 31].
العلماء اختلفوا في تفسير عبارة "ما ظهر منها":
- رأي بعض الصحابة: المقصود الوجه والكفان، ومن الزينة الظاهرة الكحل والخاتم.
- رأي آخر: المقصود ما يظهر من الثياب أو ما لا يمكن إخفاؤه عادة.
هذا الاختلاف فتح الباب للاجتهاد حسب العرف وظروف المجتمع.
ثانياً: الأحاديث النبوية
وردت أحاديث في مشروعية الاكتحال، منها:
قال ﷺ: "عليكم بالإثمد، فإنه يجلو البصر وينبت الشعر" (رواه الترمذي).
وهذا دليل على أن الكحل في الأصل مباح، بل مستحب أحيانًا للتداوي.لكن جاءت أحاديث أخرى تمنع الكحل للحادة (المرأة في عدة الوفاة)، مما يدل على أن بعض حالات التزيين تُمنع لمصلحة أو عرف.
- رأي بعض الصحابة: المقصود الوجه والكفان، ومن الزينة الظاهرة الكحل والخاتم.
-
الخلاف بين العلماء في حكم الكحل ويقاس عليها المسكارا خارج البيت
- ابن عباس وبعض المفسرين: يرون أن الوجه والكحل من "ما ظهر منها"، فيجوز إظهاره.
- جمهور الفقهاء: يرون أن الكحل والمسكارا من الزينة التي تُستر أمام الأجانب، خاصة إذا كانت تفتن.
وسبب الخلاف يرجع إلى هل هما من الزينة الظاهرة أم الباطنة؟
يعتمد الحكم على عدة معايير:
1. مدى لفت الانتباه: إذا كان يزيد جمال العين ويشد النظر، فهو من الزينة الباطنة التي تستر.
2. العرف والعادة: ما جرت العادة على إظهاره قد يدخل في "ما ظهر منها".
3. المفسدة المحتملة: إذا وُجدت فتنة، يُمنع إظهاره (سدّ الذرائع).
4. الجانب الفقهي للطهارة: الماسكارا المقاومة للماء تمنع وصول الماء للرموش، فيجب إزالتها قبل الوضوء.
- ابن عباس وبعض المفسرين: يرون أن الوجه والكحل من "ما ظهر منها"، فيجوز إظهاره.
-
أقوال الفقهاء والفتاوى المعاصرة
1. دار الإفتاء المصرية
صرّحت في فتوى رقم (4350) أن:"الأصل في الكحل والمسكارا أنهما من الزينة المباحة، لكن إظهارهما أمام الأجانب إذا كان فيه لفت للأنظار أو إثارة للفتنة فهو غير جائز شرعًا، أما إذا كان خفيفًا غير ملفت جرى به العرف فلا حرج".
وهذا يبيّن أن دار الإفتاء تراعي العرف ودرجة لفت النظر في الحكم.
2. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (السعودية)
أجابت اللجنة في فتوى رقم (17/107):"لا يجوز للمرأة أن تخرج إلى الرجال متطيبة أو متزينة بما يلفت النظر، ومن ذلك الكحل إذا كان يظهر في الوجه فيجمل العين ويثير الفتنة".
وهذا الرأي يميل إلى المنع عند الخروج مطلقًا إذا كان فيه تجميل ملفت.
3. الإسلام ويب (فتاوى الشبكة الإسلامية)
جاء في الفتوى رقم (46838):"يجوز للمرأة أن تضع الكحل داخل بيتها وأمام محارمها، وأما الخروج به إلى الشارع بحيث يراه الأجانب فهو من إبداء الزينة المنهي عنه، خاصة إذا كان فيه تجمل زائد".
4. موقع الإسلام سؤال وجواب (الشيخ محمد صالح المنجد)
ورد في الفتوى رقم (11774):"الكحل في ذاته جائز، لكن إذا خرجت المرأة إلى مكان يوجد فيه رجال أجانب، فإن ذلك لا يجوز إذا كان فيه تبرج أو لفت للنظر، وهو داخل في النهي عن إبداء الزينة".
5. المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث
ذكر المجلس في قراره الفقهي (الدورة التاسعة):"تقدير ما يدخل في الزينة الظاهرة وما يدخل في الزينة الباطنة مرده إلى العرف المعتبر، والفتنة المحتملة، ومراعاة مقاصد الشريعة في حفظ الحياء وغض البصر".
???? الخلاصة من أقوال المعاصرين:
- الإباحة داخل البيت وأمام المحارم: مجمع عليه.
- الخروج بالكحل أو المسكارا أمام الأجانب: يُمنع إذا كان فيه لفت نظر أو تزيين زائد.
- الاعتبار بالعرف: بعض الفتاوى تجعل العرف معيارًا في تحديد ما يعدّ ملفتًا أو لا.
- سدّ الذرائع: منهج غالب عند الفقهاء المعاصرين، أي منع ما قد يؤدي للفتنة حتى لو كان مباحًا في الأصل.
- الإباحة داخل البيت وأمام المحارم: مجمع عليه.
-
المسكارا وحكمها الخاص
المسكارا غالبًا تلفت الانتباه أكثر من الكحل لأنها تطيل الرموش وتبرزها.
- فقهياً: إذا كانت مضادة للماء، فهي تمنع وصوله ويجب إزالتها قبل الوضوء.
- شرعياً: إذا كانت تُلفت الأنظار، فهي من الزينة التي تستر عند الخروج.
- فقهياً: إذا كانت مضادة للماء، فهي تمنع وصوله ويجب إزالتها قبل الوضوء.
-
خاتمة
1. الأصل: الكحل والمسكارا مباحان.
2. الخلاف: في إظهارهما أمام الأجانب.
3. الاحتياط: سترهما عند الخروج في بيئات مختلطة.
4. الطهارة: إزالة المسكارا المقاومة للماء قبل الوضوء.
كلمة أخيرة
المسألة ليست أبيض أو أسود دائمًا، بل تتعلق بالعرف والمكان والزمان. إذا أردتِ الأخذ بالأحوط وحماية نفسك من الخلاف، فالأفضل ستر الكحل والمسكارا أمام الأجانب، مع الاستمتاع بهما داخل البيت ومع المحارم.