قصة النمرود مع سيدنا إبراهيم للأطفال

قصة النمرود وسيدنا إبراهيم للأطفال مكتوبة بأسلوب بسيط وممتع، تُعرّف الصغار بمعاني التوحيد، ونتائج الغرور، وكيف نصر الله نبيه إبراهيم على الطاغية النمرود. قصة تربوية مشوقة برسائل إيمانية وأخلاقية.

قصة النمرود مع سيدنا إبراهيم للأطفال
قصة النمرود مع سيدنا إبراهيم للأطفال
  • مقدمة

    في قديم الزمان، وفي مدينة كبيرة اسمها بابل، عاش رجل ظالم جدًّا اسمه النمرود. كان هذا الرجل يملك مالًا كثيرًا وجنودًا أقوياء، فظنّ أنه الأقوى في الأرض، وبدأ يقول للناس:
    «أنا ربكم! أنا الذي أُعطيكم الطعام والشراب، أنا الذي أحيي وأميت!».

    وكان الناس يخافون منه، فيقولون له ما يريد، إلا رجل واحد… هو النبي إبراهيم عليه السلام.

  • قصة النمرود مع سيدنا إبراهيم كاملة

    إبراهيم الصغير الذي عرف الله

    نشأ إبراهيم – عليه السلام – وهو لا يحب الأصنام التي يعبدها قومه، وكان يسأل نفسه دائمًا:
    «هل يعقل أن يكون الحجر إلهًا؟ هل يسمع؟ هل يجيب؟».

    وعندما كبر، بعثه الله نبيًا، فبدأ يدعو قومه إلى عبادة الله الواحد.

    إبراهيم يذهب إلى قصر النمرود

    ذات يوم خرج إبراهيم – عليه السلام – ليأخذ طعامًا لأهل بيته، وكان الناس جميعًا يقفون أمام قصر النمرود ينتظرون الطعام.

    وكان النمرود يمرّ على كل واحد ويسأله:
    "
    من ربك؟"
    فيجيب الناس خوفًا: "أنت ربنا!"

    لكن عندما وصل إلى إبراهيم – عليه السلام – وسأله السؤال نفسه، أجابه إبراهيم بثبات:
    «ربي الذي يحيي ويميت».

    غضب النمرود، وقال متكبرًا:
    «أنا أحيي وأميت!»
    ثم جاء برجلين، فقتل أحدهما وقال: «هكذا أميت»، وترك الآخر وقال: «وهكذا أحيي».

    ابتسم إبراهيم – عليه السلام – وقال له كلامًا أحكم، قال له ما أخبرنا الله به في كتابه الكريم:
    ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ المَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ المَغْرِبِ ﴾ [البقرة: 258].

    وقف النمرود صامتًا أمام الناس، لا يعرف كيف يجيب…
    لقد بُهِت ولم يستطع الرد.

    معجزة الرزق

    عاد إبراهيم – عليه السلام – من دون طعام، ولكنه كان واثقًا أن الله لن يتركه.
    وجد في طريقه كثيبًا من الرمل، فأخذ منه شيئًا ووضعه في متاعه، وهو يعلم أن الله سيجعل الفرج قريبًا.

    وعندما وصلت زوجته إلى المتاع، وجدته ممتلئًا بالطعام الطيب!
    فسألت: «من أين لك هذا؟»
    فقال لها: «رزق من عند الله».

    النمرود يزداد غرورًا

    كلما رأى النمرود أن الله ينصر إبراهيم – عليه السلام – ازداد غضبًا وعنادًا.
    وبدأ يخطط لمحاربة الناس المؤمنين.

    جيش صغير يهزم ملكًا كبيرًا

    في يوم من الأيام، أرسل الله على النمرود جيشًا صغيرًا جدًا… لكنه أقوى من كل جنوده.
    إنه جيش البعوض!

    غطّى البعوض السماء، فلم تُرَ الشمس من كثرتها، وبدأت تلتهم جنود النمرود، حتى لم يبق منهم أحد.

    أما النمرود نفسه، فقد دخلت في أنفه بعوضة صغيرة جدًّا.
    تخيلوا… ملكٌ ظالمٌ قويٌّ يهزمه مخلوق صغير جدًا لا يُرى إلا بصعوبة!

    بدأ النمرود يضرب رأسه بالمطارق ليخفف الألم، لكنه لم ينفع… واستمر العذاب حتى مات.

    وهكذا انتهى الحاكم المتكبر الذي ظنّ أنه يستطيع أن ينافس الله في ملكه.

  • العبرة من القصة

    قصة النمرود ليست مجرد حكاية، بل فيها دروس كثيرة للأطفال:

    1. الله هو القوي

    مهما كان الإنسان قويًا، فهو ضعيف أمام أمر الله.

    2. المتكبر لا يحبه الله

    الغُرور يجعل صاحبه يقع في مشاكل كثيرة، مثلما حدث للنمرود.

    3. الحكمة في مواجهة الباطل

    إبراهيم – عليه السلام – لم يصرخ أو يغضب، بل ردّ بالحجة والكلمة الطيبة.

    4. الرزق بيد الله وحده

    حتى الرمل جعله الله طعامًا، لأن إبراهيم كان واثقًا بربه.

    5. الله ينصر المؤمنين

    مهما كان الباطل قويًا، فإن الله يجعل نهايته قريبة.

    6. قوة الإيمان أكبر من قوة السلاح

    إيمان إبراهيم كان أقوى من جنود النمرود وقصوره.

  • الخاتمة

    قصة النمرود مع سيدنا إبراهيم – عليهما السلام – تعلم الأطفال أن قوة الله فوق كل قوة، وأن الحق ينتصر دائمًا، وأن المؤمن الشجاع هو من يعتمد على ربه ويقول كلمة الحق بثبات.

    إنها قصة تُبني بها شخصية الطفل، وتغرس فيه التواضع، والإيمان، والاعتماد على الله، والابتعاد عن الظلم والكبر.