الفرق بين مصاحف القراءات وهل يجب أن أتعلم قراءة غير حفص؟
تعرف على الفرق بين مصاحف القراءات مثل حفص وورش وقالون، ولماذا تختلف المصاحف بين الدول الإسلامية. وهل يجب على المسلم تعلم قراءة غير حفص؟ دليل شامل يوضح أنواع القراءات وأهميتها بطريقة مبسطة ومفيدة.

-
مقدمة
يتساءل كثير من المسلمين اليوم عن الفرق بين روايات القرآن الكريم، خاصة بعدما يصادفون اختلافًا في بعض الكلمات أو الأشكال في مصاحف من دول مختلفة، مثل مصحف ورش في المغرب أو قالون في ليبيا. فهل هذه الاختلافات تُعد تحريفًا؟ وما السبب وراء تعدد مصاحف القراءات؟ وهل يلزمني تعلم غير رواية حفص؟
في هذا المقال، نشرح الفروق بين مصاحف القراءات، ونوضح الحكم الشرعي لتعلم غير قراءة حفص، بأسلوب مبسط -
ما المقصود بالقراءات القرآنية؟
القراءات القرآنية هي وجوه متعددة في نطق ألفاظ القرآن الكريم، وردت كلها عن النبي صلى الله عليه وسلم بتواتر، ولا تمس المعنى الأساسي للآيات، بل تزيده وضوحًا وجمالًا. وقد أُجمع على عشر قراءات متواترة، تُنسب إلى أئمة قراء كـ حفص، وورش، وقالون، والسوسي، وغيرهم.
-
أشهر الروايات في العالم الإسلامي
تنوع المصاحف في العالم الإسلامي هو اختلاف تنوع، وليس اختلاف تضاد، وكلها قراءات صحيحة ومعتبرة.
الروايات المعتمدة في الدول الإسلامية
- السعودية، مصر، الشام، تركيا: رواية حفص عن عاصم
- المغرب، الجزائر، موريتانيا: رواية ورش عن نافع
- ليبيا، تونس: رواية قالون عن نافع
- السودان: رواية الدوري عن أبي عمرو
- السعودية، مصر، الشام، تركيا: رواية حفص عن عاصم
-
الفرق بين مصاحف القراءات
مصاحف القراءات تختلف في الجوانب التالية:
1. الرسم العثماني
بعض الكلمات تُكتب بطريقة تناسب القراءة الخاصة بها. مثل:
· مالك يوم الدين":
- في حفص: "مالك"
- في ورش: "ملك"
2. الضبط والشكل
كل رواية تُضبط بما يناسب أدائها الصوتي، مثل المد، أو الإمالة، أو السكون.
3. النطق والأداء
الروايات تختلف في النطق ببعض الكلمات، كإبدال التنوين، أو زيادة مد، أو الإمالة.
مثال:- حفص: (يقولون آمنا)
- ورش: (يقولون ءامَنّا) بإظهار الهمزة ومدها
4. الوقف والابتداء
بعض الروايات تُجيز الوقف في مواضع، وتمنعه في مواضع أخرى، بحسب المعنى واللفظ.
- في حفص: "مالك"
-
هل يجب أن أتعلم قراءة غير حفص؟
الجواب: لا يجب، لكن يُستحب لطالب العلم أو من يُعنى بالقرآن.
التفصيل:
- للعامة: يكفي القراءة برواية واحدة صحيحة متواترة، مثل حفص عن عاصم.
- لطالب العلم: يُستحب له تعلم أكثر من رواية لفهم اختلاف القراءات واستيعاب جمال الأداء القرآني.
- لأهل التفسير والفتوى: الإلمام بالقراءات يعين على فهم أوسع للآيات وبعض الأحكام الفقهية المستنبطة.
- للعامة: يكفي القراءة برواية واحدة صحيحة متواترة، مثل حفص عن عاصم.
-
فوائد تعلم القراءات الأخرى
- تعمّق الفهم وتوسيع المدارك في تفسير القرآن.
- إدراك أسرار الأداء الصوتي وجماليات التلاوة.
- الاستمتاع بتنوع لفظي شرّفه الله جميعًا.
- تعزيز اليقين بحفظ القرآن وتواتره.
- تعمّق الفهم وتوسيع المدارك في تفسير القرآن.
-
لماذا تختلف المصاحف بين الدول؟
السبب يعود إلى اعتماد كل دولة رواية معينة، وفقًا لما تلقّاه علماؤها بالتواتر.
فالمصريون مثلًا نشأوا على رواية حفص، بينما المغاربة على ورش، والليبيون على قالون. وكل هذه الروايات صحيحة ومتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. -
كيف أتعلم قراءة غير حفص؟
1. اختيار شيخ متقن للرواية المطلوبة.
2. التدرج في التعلم، بدءًا بالسور القصيرة.
3. استخدام مصحف خاص بتلك الرواية (مثل مصحف ورش).
4. متابعة تلاوات مشاهير القراء في تلك الرواية، مثل الحصري أو المنشاوي أو أبو زيد.
5. الصبر والاستمرارية، فالانتقال بين الروايات يتطلب تركيزًا ووقتًا.
-
ما يسأل الناس عنه
1. هل رواية ورش أصح من حفص؟
لا، كل الروايات المتواترة صحيحة وثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والاختلاف بينها تنوع لا تضاد.
2. هل يجوز الجمع بين القراءات في الصلاة؟
الأصل أن يثبت القارئ على رواية واحدة في الصلاة الواحدة، إلا في حالات خاصة عند المتخصصين.
3. ما سبب اختلاف مصاحف المسلمين؟
السبب هو اختلاف الروايات المعتمدة، وليس اختلاف القرآن نفسه. والمصحف في أي دولة يعكس القراءة التي انتشرت فيها عبر التاريخ.
4. هل توجد روايات غير متواترة؟
نعم، وتُعرف بالقراءات الشاذة، وهي لا تُقرأ بها في الصلاة، لكنها تُدرس لفوائدها اللغوية والتفسيرية.
-
الخاتمة
القراءات القرآنية ثراءٌ لغويٌّ وجماليٌّ، وحِفظٌ إلهيٌّ للقرآن الكريم. واختلاف مصاحف القراءات ليس نقصًا، بل دليل على تواتر القرآن وتنوعه.
فلا يلزمك تعلم غير رواية حفص، ولكن إن أردت أن تغوص في أعماق هذا البحر العظيم، فستكتشف أسرارًا جديدة في كل قراءة.
فهل أنت مستعد لتجربة هذا الجمال؟