حكم الرقص في الإسلام

• رُوي عن أنس رضي الله عنه أن الحبشة كانوا يزفنون ويرقصون بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، مرددين: "محمد عبد صالح"، فسأل النبي عن قولهم فأُخبر بذلك.
• عن عائشة رضي الله عنها، قالت: سمعنا صوت لغط وصبيان، فقام النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا امرأة حبشية ترقص والصبيان حولها، فقال: "يا عائشة تعالي فانظري".

• الحنفية والمالكية والحنابلة والقفال من الشافعية: ذهبوا إلى كراهة الرقص، لكونه من دواعي الدناءة والسفاهة، ومما يسقط المروءة، واعتبروه من اللهو المذموم.
• تفسير العلماء لروايات الرقص: حملوا رقص الحبشة على الوثب بالسلاح واللعب بالحراب، استناداً إلى رواية: "يلعبون عند رسول الله بحرابهم".
• شرط الكراهة والتحريم: إذا صاحب الرقص أمر محرم كشرب الخمر أو كشف العورة، فيحرم باتفاق العلماء.

• ابن تيمية: رأى أن اتخاذ الرقص ذكراً أو عبادة بدعة ومعصية، لم يأمر الله بها ولا رسوله ولا السلف الصالح، ومن ذلك تحريم الرقص الذي يقوم به بعض المتصوفة او التمايل على أنواع من الذكر،فهذا كله بدعة.

• الإباحة المشروطة: ذهب الشافعية إلى إباحة الرقص ما لم يصحبه تكسر كفعل المخنثين؛ فإن وجد التكسر حرم على الرجال والنساء معاً.
• دليلهم: استدلوا بحديث عائشة في يوم العيد حينما دعتها النبي صلى الله عليه وسلم لمشاهدة لعب الحبشة في المسجد، مما يدل على إقراره لهذا الفعل وإباحته.
• التفسير العقلي: اعتبروا الرقص مجرد حركات بدنية لا تتضمن مخالفة شرعية إذا خلت من المحرمات.

• إذا كان الرقص معتدلاً دون مبالغة أو تكسر، فهو مباح.
• إذا كثر الرقص وأسقط المروءة، ذهب بعض الشافعية كالبُلقيني إلى القول بتحريمه، وإن كان الأوجه في المذهب الإباحة.
• الرقص الخلقي الفطري الذي يصدر بلا تكلف لا إثم فيه.

• رقص الأطفال: لا حرج فيه، مثل مداعبة الأم لطفلها وهزه برفق، فقد ورد أن فاطمة رضي الله عنها كانت تزفن الحسن وهو طفل صغير.
• رقص العيد: مباح إذا كان ضمن حدود الاعتدال، كما في حديث عائشة عن رؤية النبي للحبشة وهم يرقصون في العيد.
• الرقص المرتبط بالذكر أو بحضرة الأجانب: إن خالطه تكسر أو محرمات، حُرِّم.

·        هل يجوز الرقص في الأعراس الإسلامية؟
يجوز إذا خلا من المحرمات كالاختلاط، وكشف العورة، والموسيقى المحرمة.

·        هل الرقص أمام الزوج جائز؟
نعم، بل يعد من وسائل التودد بين الزوجين إذا خلا من المحرمات.

·        هل الرقص للنساء بينهن مباح؟
يجوز بشرط أن يكون بعيداً عن التكسر والتشبه بالمخنثين وعدم ظهور العورة.

الرقص في الإسلام له أحكام دقيقة تختلف حسب السياق والمقصد والمصاحبات له. فليس كل رقص محظوراً، كما أنه ليس كله مباحاً بلا قيود. يبقى المعيار الأهم هو الابتعاد عن التكسر، والمحرمات، وحفظ المروءة، وتحري النية الصالحة فيما يباح منه. فلنحرص أن تكون أفعالنا كلها وفق هدي الشريعة الغراء، متأسين بسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.