أسئلة وفتاوى متعلِّقة بصلاة المرأة في المسجد

تناول المقال الأسئلة والفتاوى الشَّائعة المتعلِّقة بصلاة المرأة في المسجد، كحكم صلاة التَّراويح في المسجد للمرأة، وصلاتها في المسجد وقت السَّفر، وجواز صلاة المرأة جميع الصَّلوات في المسجد بما فيها صلاة الفجر، وبيان حكم الصَّلاة في المسجد للحامل والمرضع، مع بيان ضوابط اللِّباس الشَّرعيِّ في المسجد بالتَّفصيل، مع ذكر الدَّليل إن وجد، وهذه كلُّها مسائل تحتاج المسلمة لمعرفتها.

أسئلة وفتاوى متعلِّقة بصلاة المرأة في المسجد
  • هل يجوز للمرأة أن تصلِّي التَّراويح في المسجد؟

    ·      يجوز للمرأة أن تصلِّي في المسجد كما مرَّ في: (الأحكام المتعلِّقة بصلاة المرأة في المسجد)

    وذلك لحديث: «لا تَمْنَعُوا إماءَ اللَّهِ مَساجِدَ اللَّهِ».

    ·      إلَّا أنَّ صلاتهنَّ في بيوتهنَّ خيرٌ لهنَّ وأفضل، لقوله -صلَّى اللَّه عليه وسلَّم-:

    «لَا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمْ الْمَسَاجِدَ، وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ».

    ·      إلَّا أنَّه تستحبُّ لها صلاة التَّراويح في المسجد إذا كانت تخشى الكسل في بيتها، وإلَّا فصلاتها في بيتها أفضل، لكن إذا دَعَتِ الحاجة إلى ذلك فلا حَرَج، فبعض النِّساء قد تَكْسَلُ في بيتها وتَضْعَفُ، فإذا كان خروجها إلى المسجد (متستِّرةً متحجِّبةً بعيدةً عن التَّبرُّج) لقصد الصَّلاة وسماع العلم؛ فهي مأجورةٌ في هذا؛ لأنَّ هذا مقصدٌ صالحٌ.

  • هل يجوز للمرأة المسافرة أن تصلِّي في المسجد؟ وكيف تصلِّي المرأة صلاة الظُّهر والعصر جمعًا وقصرًا في المسجد؟

    ·      يجوز للمرأة المسافرة أن تصلِّي في المسجد في السَّفر والحضر، ولم يرد في الشَّريعة ما يمنع ذلك، بشرط:

    -        أن تَأْمَنَ على نفسها،

    -        وأن تَأْمَنَ الفتنة،

    -        وأن يكون المسجد مجهَّزًا لصلاة النِّساء تجنُّبًا للاختلاط.

    ·      وكما هو معروفٌ أنَّ للمرأة حال السَّفر جَمْعَ وَقَصْرَ الصَّلاة، فإذا كانت المرأة مسافرةً وتحتاج إلى الجمع والقصر في صلاة الظُّهر والعصر، جاز لها ذلك مع استيفاء شروط السَّفر الَّذي يجوز القصر فيه، وكيفيَّة أداء الجمع والقصر لا تختلف بين أن تكون في المسجد أو خارجه،

    والطَّريقة الصَّحيحة لأداء الصَّلاة جمعًا وقصرًا سواء في المسجد أو خارجه كالآتي:

     

    1. النِّيَّة:

    ·           

    ·      يجب أن تنوي المرأة الجمع والقصر قبل بدء الصَّلاة.

    ·      النِّيَّة تكون في القلب، ولا يشترط التَّلفُّظ بها.

    ·           

    2. كيفيَّة القصر:

    ·           

    ·      القصر يعني أن تصلِّي الصَّلاة الرُّباعيَّة (الظُّهر، العصر، العشاء) ركعتين بدلاً من أربع.

    ·      في هذه الحالة، تصلِّي الظُّهر ركعتين ثمَّ تصلِّي العصر ركعتين.

    ·           

    3. كيفيَّة الجمع:

    ·           

    ·      الجمع يعني ضمَّ صلاتين في وقت إحداهما.

    ·      ويكون الجمع بين الظُّهر والعصر إمَّا جمع تقديم أو جمع تأخير:

    o جمع التَّقديم: تصلِّي الظُّهر والعصر معًا في وقت الظُّهر.

    o جمع التَّأخير: تصلِّي الظُّهر والعصر معًا في وقت العصر.

     

    4. التَّرتيب:

    ·           

    ·      إذا كنت تصلِّين جمع تقديمٍ، تصلِّي الظُّهر أوَّلاً ركعتين (قصرًا) ثمَّ تصلِّي العصر ركعتين قصرًا.

    ·      إذا كنت تصلِّين جمع تأخيرٍ، تصلِّي العصر أوَّلاً ركعتين (قصرًا) ثمَّ تصلِّي الظُّهر ركعتين قصرًا.

    ·           

    5. الصَّلاة في المسجد حال حضور الجماعة في السَّفر:

    ·           

    ·      إذا كانت المرأة مسافرةً، وكانت تصلِّي في المسجد، وحضرت الجماعة فيه جاز لها الانضمام إلى الجماعة إذا كانوا يصلون إحدى الصَّلاتين (الظُّهر أو العصر).

    ·      ثمَّ تصلِّي الصَّلاة الأخرى بعد الانتهاء من الجماعة، مع مراعاة القصر.

    ·           

    6. آداب الجمع والقصر:

    ·           

    ·      التزام الآداب والضَّوابط الشَّرعيَّة عند دخول المسجد.

    ·      اتِّباع الإمام في حال كنت تصلِّين جماعةً، ولا يجوز القصر إلَّا في حال السَّفر.

    ملاحظة:

    القصر والجمع لا يجوزان إلَّا في حالة السَّفر الَّذي تقطع فيه المرأة مسافة السَّفر (حوالي 80 كم أو أكثر)، ويدخل تحت شروط السَّفر المعتبرة شرعًا.

  • هل يجوز للمرأة أن تصلِّي جميع الصَّلوات في المسجد؟

    يجوز للمرأة أن تصلِّي جميع صلواتها في المسجد، ولا حرج عليها في ذلك: إذا كانت متحجِّبةً بالحجاب الشَّرعيِّ، ساترةً وجهها وكفَّيها وجميع بدنها، ومتجنِّبة للطِّيب والتَّبرُّج؛

    لقول النَّبيِّ -صلَّى اللَّه عليه وسلَّم-: «لا تَمْنَعُوا إماءَ اللَّهِ مَساجِدَ اللَّهِ».

    لكنَّ بيتها أفضل لها؛ لقوله -صلَّى اللَّه عليه وسلَّم- في آخر الحديث المذكور: «وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ».

  • هل يجوز للمرأة الخروج لصلاة الفجر في المسجد؟

    ·      يجوز للمرأة الخروج لصلاة الفجر في المسجد، إلَّا أنَّ ذلك مشروط بأن: (تأمن على نفسها) وخاصَّةً أنَّ وقت الفجر يغلب فيه أن تكون الشَّوارع خاويةً ودليل جواز ذلك:

    لما ثبت في صحيح البخاري عن ابن عمر -رضي اللَّه عنهما- قال: (كانَتِ امْرَأَةٌ لِعُمَرَ تَشْهَدُ صَلاةَ الصُّبْحِ والعِشاءِ في الجَماعَةِ في المَسْجِدِ، فقِيلَ لَها: لِمَ تَخْرُجِينَ وقدْ تَعْلَمِينَ أنَّ عُمَرَ يَكْرَهُ ذلكَ ويَغارُ؟ قالَتْ: وما يَمْنَعُهُ أنْ يَنْهانِي؟ قالَ: يَمْنَعُهُ قَوْلُ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تَمْنَعُوا إماءَ اللَّهِ مَساجِدَ اللَّهِ). والحديث أصله في الصَّحيحين.

    ·      أمَّا مع خوف الفتنة فإنَّه لا يجوز الخروج، لما فيه من التَّعرُّض للفساد والوقوع فيما لا يرضي اللَّه تعالى.

  • هل توجد أوقات محدَّدة لصلاة المرأة في المسجد؟ وهل هناك صلوات معيَّنة يُفضَّل للمرأة أدائها في المسجد؟

    ·      والجواب على ذلك لم ترد في الشَّرع أوقاتٌ محدَّدةٌ لصلاة المرأة في المسجد، وجاز لها أن تصلِّي في جميع الأوقات، وجميع الصَّلوات، لكن يُفضَّل في حقِّها الصَّلاة في البيت كما ذكرنا.

    ·      ولا توجد صلواتٌ معيَّنةٌ يُفضَّل للمرأة أداءها في المسجد لكن كما ذكرنا في صلاة التَّراويح أنَّها مستحبَّةٌ في المسجد إن علمت المرأة من نفسها الكسل في أدائها في البيت.

  • ما هي شروط الحجاب المناسب لصلاة المرأة في المسجد؟

    أي: هل يجب على المرأة أن تلتزم بزيٍّ معيَّنٍ عند الذَّهاب إلى المسجد؟

    يجب أن تلتزم المرأة بالحجاب الشَّرعيِّ الَّذي يستوفي شروطًا معيَّنةً حال صلاتها في المسجد وذلك لأنَّ خروجها للمسجد فيه خروجٌ من المنزل وتعرَّضٌ لرؤية الرِّجال فكان ينبغي في حقِّها التزام اللِّباس المنافي للفتنة الذي يحقِّق الحشمة والسَّتر أثناء الصَّلاة.

    وأهمُّ الشُّروط الأساسيَّة للحجاب المناسب لصلاة المرأة في المسجد ما يلي:

     

    ستر جميع الجسد:

     

    ·      يجب أن يكون الحجاب ساترًا لكلِّ جسد المرأة (ما عدا الوجه والكفَّين)،

    ·      ويشمل هذا: (الرَّأس، الرَّقبة، الذِّراعين، القدمين، وسائر الجسد).

     

    ألَّا يكون ضيِّقًا:

     

    ·      يجب أن يكون الحجاب واسعًا وغير ضيِّقٍ بحيث لا يصف تفاصيل الجسم، وذلك لأنَّ الهدف من الحجاب هو السَّتر،

    ·      فإذا كان اللِّباس ضيِّقًا ويُظهِر تفاصيل الجسد، فإنَّه لا يحقِّق هذا الغرض.

     

    ألَّا يكون شفَّافًا:

     

    ·      يجب أن يكون الحجاب مصنوعًا من قماش سميك لا يظهر ما تحته،

    ·      فإذا كان الحجاب أو الثَّوب شفَّافًا ويكشف لون الجلد أو الملابس تحته، فهو لا يعتبر حجابًا شرعيًّا.

     

    ألَّا يكون زينةً في نفسه:

     

    ·      الحجاب يجب أن يكون خاليًا من الزِّينة اللَّافتة للنَّظر أو الألوان الفاقعة الَّتي تجذب الانتباه.

    ·      يُفضَّل أن يكون الحجاب بلونٍ هادئٍ ومناسبٍ للحشمة، لأنَّ المقصود هو السَّتر وليس لفت الأنظار.

     

    ألَّا يكون معطَّرًا أو مبخَّرًا:

     

    ·      من شروط خروج المرأة إلى المسجد ألَّا تضع العطور أو البخور لنهي النَّبيِّ -صلَّى اللَّه عليه وسلَّم- عن ذلك، فقد روي أنَّ رسول اللَّه -صلَّى اللَّه عليه وسلَّم- قال:

    «إذا خرجتِ المرأةُ إلى المسجدِ، فلْتغتسلْ من الطِّيبِ، كما تغتسلُ من الجنابةِ».

     

    تغطية الشَّعر بالكامل:

     

    ·      تجب تغطيةً شعر الرَّأس بالكامل (بما في ذلك الأذنين والرَّقبة).

    ·      لا يجوز كشف أيِّ جزء من الشَّعر أثناء الصَّلاة، ولا حتَّى خارج الصَّلاة كما هو دارج بين الفتيات في بعض البلدان حيث يكشفن شيئًا من مقدِّمة شعر الرَّأس، فهذا لا يقبل في الصَّلاة ولا في خارجها لأنَّ فيه كشفًا للعورة، وستر العورة شرطٌ لصحَّة الصَّلاة.

     

    أنَّ يغطِّي القدمين:

     

    ·      على قول جمهور الفقهاء الَّذين يرون أن قدم المرأة عورةٌ، على خلاف أبي حنيفة الَّذي يرى أنَّ قدم المرأة ليست بعورةٍ،

    ·      فالأصحُّ أنَّ القدمين يجب أن تكونا مغطَّاتين أثناء الصَّلاة، سواء بلبس الجوارب أو ثوبٍ طويلٍ يغطِّي القدمين.

    ___________________________________________________________________________

    وباختصارٍ، فإنَّ الحجاب المناسب لصلاة المرأة في المسجد يجب أن يكون:

    ساترًا، واسعًا، غير شفَّافٍ، وغير لافتٍ للنَّظر، مع تغطية الرَّأس والشَّعر بشكلٍ كاملٍ.

  • هل هناك ألوان أو أقمشة محدَّدة يجب تجنُّبها في اللِّباس الشَّرعيِّ؟

    ·      يختلف لون اللِّباس أو الزِّيِّ اللَّافت من عرف لآخر مع وجود بعض الألوان اللَّافتة في جميع الأعراف كاللَّون الأحمر والألوان الفاقعة مثلاً، في بعض البلدان تلتزم المرأة في اللِّباس باللَّون الأسود وفي بعضها بالألوان الهادئة مع الالتزام بالسَّتر الشَّرعيِّ الكامل،

    ·      أمَّا الأقمشة الَّتي يُفضَّل تجنُّبها، فالأولى لها الابتعاد عن القماش الَّذي يلتصق بالجسد، أو القماش الَّذي يبرز تعرُّجات الجسم، وتختلف تسميته من عرف لآخر.

  • هل يجوز للمرأة الحامل أو المرضعة أن تصلِّي في المسجد؟

    ·      لم تمنع الشَّريعة الإسلاميَّة المرأة الحامل أو المرضع من الصَّلاة ولا من دخول المسجد، فتجب عليها الصَّلوات الخمس، وتصلِّي من النَّوافل ما شاءت،

    ·      ويجوز لها أن تدخل المسجد للصَّلاة أو لحضور الدُّروس والمحاضرات ما دامت ملتزمةً بالشُّروط الشَّرعيَّة لخروج المرأة المسلَّمة إلى المسجد، وما دامت ملتزمةً بآداب المسجد.

    تنبيه هام:

    إنَّ محتويات هذه المقالة خاصَّةً بموقع مؤمنة الإلكترونيِّ، ولا نجيز لأحد أخذها أو الاقتباس منها دون الإشارة لرابطها في موقعنا ولا نسامح على سرقة تعبنا فيها؛ نظرًا للوقت والجهد المبذولين فيها وحفاظًا على الحقوق العلميَّة لمحتوى موقعنا.